المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

التجارة العربية البينية في إطار السوق العربية المشتركة
1-5-2016
لماذا لا يُبحث في الحوزة بصورة علمية منهجية عن الامام المهدي؟ ولما ذا لم يتم التحقق من الروايات في ذلك ؟
18-11-2020
Percy John Heawood
25-3-2017
الحزن‏
6-10-2016
Retroflex
8-6-2022
الوقت وأهميته
6-6-2016


السن الذي يبدأ فيه الطفل بالسؤال  
  
1803   08:05 صباحاً   التاريخ: 18-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص314 ــ 319
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2016 2017
التاريخ: 30-1-2023 1523
التاريخ: 16-5-2022 1396
التاريخ: 12/9/2022 4906

الطفل من السنة الثانية والنصف إلى الثالثة، تتقوى عنده مجالات اللسان (التكلم) وعن طريقها يسعى إلى طرح الاسئلة. يتعلم لغات وكلمات ويسعى بتناسبها أن يدخل مفاهيماً مختلفة في عباراته ومكالماته.

هو يواجه عالم من المجاهيل ويريد أن يفهم حقيقة الأشياء، طريقة استعمالها وصوفها وقيمة هذه الموجودات. هذه الأمور تتوسع في المقاطع البعدية للعمر وتتقوى فيه إلى درجة ينتبه فيها إلى خلق العالم وجنسيته وخلقته.

تفحصّات الطفل واسئلته كثيرة في سنين الطفولة خصوصاً في السادسة من العمر وأغلب هؤلاء ينتبهون إلى معرفة محيط عالمهم. من المؤكد والمعروف أن اسئلة الطفل الذي له خمس سنوات تختلف عن الذي له سبع سنوات وكذلك سؤال ذوي التسع سنين والذين لهم اثنا عشر سنة. كلما يزيد سن الفرد وعمره تصير أسئلته قوية وجذرية هؤلاء يريدون أن يعرفوا حقائق الأمور ومجراها ولكن هذا الكلام لا يدل على أن تكون الأسئلة دائماً هكذا من الممكن أن تكون في بعض الأوقات لأجل اللهو. ونحن نبحث عن نوعية هذه التساؤلات وأهدافها فيما يلي من هذا البحث.

قمّة السؤال

التساؤلات تزيد بالتدريج من السنة الرابعة، خصوصاً أن الطفل يكون واجداً لجميع الشرائط والعوامل التي تكوّن شخصيته في هذا العمر. يريد أن يعرف كل شيء ويصير فيلسوفاً. هو في بوابة حياة تسوقه إلى الاستقلال من الناحية النفسية ولذلك يصير مدققاً ومتفحصاً حول الأشياء والموجودات.

هؤلاء في بعض الموارد لا يتوقفون عن الكلام والتكلّم. وضعهم بصورة يظن أنهم لا يقدرون على السكوت. نعرف آباء وأمهات كثيرين ليس لهم الصبر والحلم الكافي ولا يستطيعون تحمل اسئلة الطفل ويأمرونه بالسكوت.

التفحص والتدقيق شديد في هذا العمر هو يسأل عن كل شيء وتخرج عبارات من فمه كالمطر، مثل لماذا؟ ماذا؟ متى؟ أين؟ كيف؟ في أي وقت؟ و... ويكرّر هذه الكلمات دائماً. نوع اسئلة هؤلاء قابلة للترتيب. له اسئلة في مجال الدين، الامور الاجتماعية، الامور الاقتصادية، السياسية، الانضباطية والأخلاقية، الثقافية و... كلما يزيد العمر، يزداد الاحتياج إلى المعرفة وتبادل الآراء واكتساب المعلومات.. ولكن بالتدريج وكلما تزداد معرفته بالمدرسة والكتاب والمعلم والأصدقاء تقل أسئلته من الوالدين وتكثر من الآخرين.

فهرست الاسئلة

ان دققنا في الأسئلة فأننا نرى أنها متنوعة ومختلفة بتناسب السن، الدرك والفهم. الجنس؟ محيط الحياة، نوع التربية، حدود الضوابط والأخلاق. نوع الحرية المعطاة للأطفال، وميزان العواطف المعمولة لأجل الأطفال. نستطيع أن نفهرس أسئلة الأطفال من فترة الطفولة إلى أواخر هذه المرحلة، إلى الصور الآتية:

1ـ في مجال الخلق والايجاد: بعض اسئلة الأطفال ترتبط بالخلقة والتوحيد والصفات وذات الله، الطفل له أسئلة من هذا القبيل:

ما هو الله؟ لماذا لا أراه؟ أين هو؟ ما هو شكله؟ متى نستطيع أن نراه؟ هل لديه أطفال؟ ما هو كبره؟ هل هو هنا أيضاً؟ كيف ذهب الله الى السماء؟ كيف يستطيع أن يكون في كل مكان؟ هل الله في الجنة؟ هل الله له تلفون؟ هل يتكلم؟ متى نذهب عنده؟ هل الله أيضاً يحب الحلويات؟ هل هو مثل بابا؟ هل هو رجل أو أمرأة؟ و... على أي حال، له تساؤلات عجيبة وغريبة في هذا المجال، بصورة يتعجب الوالدين منه، وهذه الأسئلة تكثر من السنة الرابعة فما فوق.

هو يحرج أبويه بالأسئلة من السنة السابعة وما بعدها. خصوصاً الأسئلة التي تبين شك الطفل وترديده، وهذا الأمر في مجال الدين أكثر وهو علامة من مرحلة الرشد.

وهو بطرحه لهذه الأسئلة يريد أن يخرج نفسه من هذه المرحلة.

2ـ حول خلقته وايجاده: بعض أسئلته تكون حول وجود نفسه وكذلك حول جنسيته وكيفية ولادته. مثلاً يسأل:

من أين أتيت أنا؟ من هو الذي صنعني وأوجدني؟ عندما كنت طفلاً أين كنت؟ في السنة الرابعة إلى السادسة يسأل عن جنسه. يسأل أنه ولد أو بنت؟ ما هو الفرق بينهما لماذا بطن أمي كبير؟ من أين يأتي الطفل إلى الدنيا؟ كيف يوجد الطفل؟ لماذا ألبسته تختلف عن ألبسة أخته؟ من أين اشتريت هذا الطفل؟ و...

من الممكن في بعض الأحيان أن لا يكون للطفل سؤال عن خلقة نفسه في السنين الرابعة والخامسة، فلا يجب أن يتوهم الوالدين أنه موجود لا يعرف عن حواليه شيئاً، ليس كذلك بل هو حصل على أجوبته التي احتاجها أو أنتم حسبتموها من سوء الأدب فاضطر ان لا يسألها منكم وحصل على جوابه من مكان آخر أو شخص آخر.

3ـ حول الأشياء والموجودات: ترتبط بعض اسئلة الأطفال بالعالم والموجودات هو يريد أن يعرف حقيقة الأشياء وطريقة مصرفها واستعمالها، ويعرف كيف تجري الأمور. لنا أمثلة في هذا المجال وهي كما يلي:

ما هذا؟ ما هو فائدته؟ ماذا يفعلون به؟ متى صنع الشجرة؟ لماذا خلق الله الكلب؟ لماذا لا تدخل الخشبة في الماء؟ لماذا تدخل الحجرة في الماء؟ لماذا لا تسقط السماء؟ ما هو حجم القمر؟ لماذا لا نستطيع أن نذهب إلى الشمس؟ أن لم نأكل فماذا يصير؟ لماذا لا يقع القمر على الأرض؟ ما هي الطائرة المروحية؟ ما هي الماكنة؟ ما هي الكهرباء؟ و...

وجود بعض الأبهامات في ذهنه الصغير تسبب في أن يسأل دائماً ومن الطبيعي إن لم يجد جواباً شافياً لا يستقر ولا يهدأ.

كلما تزيد معارفه عن الأشياء والموجودات، تتوسع أسئلته، وقبل كل شيء يسأل عن الأشياء التي يراها.

4ـ حول عاقبة الأمور: يسأل الأطفال في بعض الأحيان لأجل أن يعرف عواقب الامور. مثلا يسأل حول الموت، لماذا يموت الانسان؟ عندما يضعوه في اللحد ماذا يفعل؟ أن لا يحس بالبرد؟ أن لا يأكل؟ أن لا يختنق؟ يسأل في بعض الأحيان. بهذه الصورة، متى تموتين يا ماما؟ متى يموت بابا؟ ما هو الموت؟ لماذا يموت الأنسان؟ ما هو الطلاق؟ لماذا يضعون الانسان في اللحد؟ كيف يأخذ الله الانسان إلى الجنة؟ أن مات الانسان كيف يخرج من القبر مرة ثانية؟

السؤال عن الموت كثير في السنة الثامنة إلى العاشرة لأن الموت لغز لم يحل، والطفل يريد أن يعرف أسرار الموت، وكذلك بسبب أن السنة الثامنة سنة الخوف من الموت والطفل يريد أن يكسب معلومات حتى يفكر لنفسه ويكسب الأمن لنفسه، ويحرر نفسه من الاحساس بعدم الراحة والقلق والاضطراب.

5ـ حول تكاليفه وواجباته: هو يسأل ويريد أن يعرف وظائفه وواجباته. يريد أن يعرف ما هي وظائفه ومسؤلياته في المستقبل؟ ماذا يجب أن يفعل؟ إلى أين يجب أن يذهب؟ ماذا يجب أن يفعل حتى لا يضرب أو يكون سلوكه موجباً لرضا الوالدين؟

يسأل لماذا يضربه في بعض الأحيان، أو يريد أن يعرف ما هو الذكاء؟ ما هي الاجتهاد؟ هل هو مجتهد أم لا؟ هل هو مدلل أم عادي؟ لماذا يجب أن لا يمس السكين؟ لماذا تصعق الكهرباء الانسان؟ أن سقطنا من الأعلى فماذا يصير؟ ماذا أصبح أن كبرت أنا؟ تقولون أنتم في بعض الأحيان أن الطفل لا يجب أن يمس بعض الأشياء، في تلك الصورة هو يكثر من سؤالاته ليعرف ما هي الأشياء التي يستطيع أن يمسها ومفيدة، وما هي الأشياء التي يجب أن لا يمسها وخطيرة؟ لماذا يجب أن لا يخرج؟ ماذا يصير إن تضارب مع الآخرين؟ و...

6ـ الموارد الأخرى، أسئلة الأطفال كثيرة وواسعة؟ يسأل عن كل الأشياء التي حوله. يسأل عن كل ما يرى في يد الآخرين ولا يخجل ولا يستحي من ذلك. لآنه لا يعرف ما هو الحسن وما هو القبيح.

هو يسأل في سنين الطفولة عن خلق نفسه، أعضاء جسمه، عن النوم والأكل والاستراحة، عن ألبسته وطعامه، إلى أن يصل إلى مسائل الحياة، الموت، الحرب، الصلح، السياسة، العمل، عمل الأب والأم، النقود، مصارف الحياة والمعيشة و... وفي كل مورد وموضع عن هذه الموارد يجب أن نتخذ موقفاً متنوعاً ومختلفاً.

شكل وصور الأسئلة

تكون اسئلة الطفل واضحة وجلية وفي بعض الأحيان مستترة في قالب الرمز والكناية، هذه الاسئلة الأخيرة في الغالب تكون وتطرح عند احساسه بعدم الأمان. هو يطرح أسئلته بصورة الكناية والرمز عن الأشياء التي تولّد الوسوسة والقلق في ذهنه ليصل إلى جواب مقنع.

وكذلك من الممكن أن تكون الاسئلة مباشرة أو غير مباشرة. هو في بعض الأحيان يطرح سؤاله بدون واسطة وبصورة مباشرة وفي بعض الأحيان يطرح سؤاله عن لسان شخص آخر أو بلسان الهزل والضحك والتقليد مع رعاية الاحتياط في ذلك.

من الضروري للآباء والمربين أن ينتبهوا إلى المعنى الأصلي من سؤالات الأطفال لأجل كشف مقصوده حتى تكون أجوبتهم مقنعة ومستدلة. من المعروف أن الطفل كلما يواجه عالماً جديداً وواسعاً، ستكون أسئلته أكثر وكلما تكون الشرائط والمحيط غير مناسب للطفل فستكون سؤالاته سرية ورمزية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.