المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



الثواب والعقاب  
  
1349   01:50 صباحاً   التاريخ: 11-08-2015
المؤلف : الشيخ جمال الدين احمد بن علي الكفعمي
الكتاب أو المصدر : معارج الافهام الى علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 149
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الثواب و العقاب /

[في الثواب والعقاب]:

الطاعة علة في استحقاق الثواب إذا كانت شاقة لأنها مشقة ألزم المكلف بها, فلو لم يكن في مقابلها نفع لزم الظلم, والمقدمتان ظاهرتان, والمعصية علة لاستحقاق العقاب إذا كان تركها شاقاً لاشتمالها على اللطفية, واللطف واجب ... وأما الأولى فلأن المكلف إذا عرف استحقاق العقاب على المعصية يبعد من فعلها وهو ظاهر, ولدلالة السمع في البابين بقوله تعالى: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الأحقاف: 14] وخلاف الأشعرية(1) ضعيف بناءاً على أنه لا فاعل إلا الله, وأنه لا حكم عيله, وقد أبطلناهما.

وقال البلخي: إن الطاعة وقعت شكراً لإنعام عظيم فلا يستحق فاعلها شيئاً, والثواب تفضل(2). واجيب بأنه يقبح في الشاهد أن ينعم على غيره ثم يكلفه ويوجب عليه شكر ولا يعوضه ولا يثيبه فلا ينسب إلى أكرم الأكرمين.

[في دوام الثواب والعقاب]:

العلم بدوام العقاب والثواب عقلي لأن ذلك باعث للعبد على فعل الطاعة وترك المعصية, فيكون لطفاً, وهو واجب, ولأن فاعلهما إذا لم يظهر منه ندم استحق المدح على الطاعة والذم على المعصية دائماً فكذا استحقاق الثواب والعقاب دائماً, لأن دوام إحدى المعلولين يستلزم دوام الآخر لأن العلة تكون دائمة.

ويجب أن يكونا خالصين من شوائب الضد؛ أما الثواب فلأنه لو لم يكن خالصاً لكان أنقص من درجة التفضل والعوض, لأنا نوجب فيهما خلوهما اتفاقاً, فلو لم يكونا كذلك لكان أنقص وهو باطل, ولأن ذلك أشد في اللطفية فيكونا خاليين من الشوائب وهو المطلوب.

ويجوز توقف الثواب على شرط, وكذا العقاب وإلا لاستحق العارف بالله الجاهل بالنبي الثواب, وهو باطل إجماعاً.

بيان ذلك: أن طاعة الله تعالى مستقلة بنفسها فتكون موجبة للثواب؛ هذا خلف لأن الإجماع على أن العارف بالله الجاهل بالنبي لا يستحق ثواباً فهو مشروط بالموافاة وهو بقاؤه على الأمور المعتبرة إلى حين الموت.

[في إستحقاق الثواب والعقاب معا]:

الحق عندنا يجوز استحقاق الثواب والعقاب معاً, ويوصلان على التعاقب للمؤمن الفاسق ... [لأن] الطاعة والمعصية سببان في استحقاق الثواب والعقاب, فلا يجوز اجتماعهما دفعة لتنافيهما, ولا خلوه عنهما لاستحقاقهما ولا استحقاق الثواب أولاً ثم العقاب فبقي العكس وهو استحقاق العقاب أولا ً ثم الثواب لأن استحقاق الثواب أولاً ثم العقاب خلاف الإجماع, فبقي القسم الرابع وهو المطلوب.

________________

(3) حكاه في قواعد المرام: 158 والتفتازاني في شرح المقاصد 5: 126 وانظر شرح المواقف 8: 306.

(5) حكاه في قواعد المرام: 158 , شرح المقاصد 5: 126, مناهج اليقين: 505 وفي طبعة (الأنصاري): 346.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.