المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

Pi Wordplay
11-3-2020
ابو محمد المستضيء بأمر الله والجواري
12-2-2019
تجهيز السجاد و تشييعه
15-8-2016
وصف حملة تحتمس الأولى كما جاءت في لوحة جبل بركال.
2024-04-13
علي بن الحسن بن الحسين
11-8-2016
اسباب نشوء واتساع ظاهرة السكن العشوائي - الهجرة
20-6-2021


نشأة الإمام الحسن المجتبى ( عليه السّلام )  
  
1731   04:16 مساءً   التاريخ: 4-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص43-46
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / الولادة والنشأة /

تاريخ ولادته :

أصحّ ما قيل في ولادته أنّه ولد بالمدينة في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وكان والده ( عليه السّلام ) قد بنى بالزهراء فاطمة ( عليها السّلام ) وتزوّجها في ذي الحجة من السنة الثانية ، وكان الحسن المجتبى ( عليه السّلام ) أوّل أولادها[1] .

كيفية ولادته :

عن جابر : لمّا حملت فاطمة ( عليها السّلام ) بالحسن فولدت كان النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) قد أمرهم أن يلفّوه في خرقة بيضاء ، فلفّوه في صفراء ، وقالت فاطمة ( عليها السّلام ) : يا عليّ سمّه ، فقال : ما كنت لأسبق بإسمه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، فجاء النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) فأخذه وقبّله ، وأدخل لسانه في فمه ، فجعل الحسن ( عليه السّلام ) يمصّه ، ثم قال لهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ألم أتقدّم إليكم أن لا تلفّوه في خرقة صفراء ؟ ! فدعا ( صلّى اللّه عليه وآله ) بخرقة بيضاء فلفّه فيها ورمى الصفراء ، وأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، ثم قال لعليّ ( عليه السّلام ) : ما سمّيته ؟ قال : ما كنت لأسبقك بإسمه ، فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ما كنت لأسبق ربّي بإسمه ، قال : فأوحى اللّه عزّ ذكره إلى جبرئيل ( عليه السّلام ) أنّه قد ولد لمحمد ابن ، فاهبط اليه فاقرأه السلام وهنّئه منيّ ومنك ، وقل له : إنّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسى فسمّه باسم ابن هارون ، فهبط جبرئيل على النبي وهنّأه من اللّه عزّ وجلّ ومنه ، ثم قال له : إنّ اللّه عزّ وجل يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون ، قال : وما كان اسمه ؟ قال : شبّر ، قال : لساني عربي ، قال : سمّه الحسن ، فسمّاه الحسن[2] .

وعن جابر عن النبي : أنّه سمّى الحسن حسنا لأنّ بإحسان اللّه قامت السماوات والأرضون[3] .

سنن الولادة :

وعقّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بيده عن الحسن بكبش في اليوم السابع من ولادته ، وقال : « بسم اللّه ، عقيقة عن الحسن ، اللهمّ عظمها بعظمه ولحمها بلحمه ودمها بدمه وشعرها بشعره ، اللهمّ اجعلها وقاء لمحمد وآله ، وأعطى القابلة شيئا ، وقيل :

رجل شاة ، وأهدوا منها إلى الجيران ، وحلق رأسه ووزن شعره فتصدّق بوزنه فضة ورقا[4] .

رضاعه :

وجاء عن امّ الفضل زوجة العباس - عمّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) - أنّها قالت : قلت :

يا رسول اللّه ! رأيت في المنام كأنّ عضوا من أعضائك في حجري ، فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : خيرا رأيت ، تلد فاطمة غلاما فتكفلينه ، فوضعت فاطمة الحسن ( عليه السّلام ) فدفعه إليها النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) فرضعته بلبن قثم بن العبّاس[5] .

كنيته وألقابه :

أما كنيته فهي : « أبو محمّد » لا غير .

وأما ألقابه فكثيرة ، وهي : التقيّ والطيّب والزكيّ والسيّد والسبط والوليّ ، كلّ ذلك كان يقال له ويطلق عليه ، وأكثر هذه الألقاب شهرة « التقيّ » لكن أعلاها رتبة وأولاها به ما لقّبه به رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، حيث وصفه به وخصّه بأن جعله نعتا له ، فإنّه صحّ النقل عن النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) فيما أورده الأئمة الأثبات والرواة الثقات أنّه قال : « ابني هذا سيّد » ، فيكون أولى ألقابه « السيّد » .

نقش خاتمه :

عن أبي عبداللّه الصادق ( عليه السّلام ) : ثم كان في خاتم الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) :

« حسبي اللّه » .

وعن الرضا ( عليه السّلام ) : كان نقش خاتم الحسن ( عليه السّلام ) « العزّة للّه »[6] .

حليته وشمائله :

عن جحيفة أنّه قال : رأيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وكان الحسن بن علي يشبهه .

وعن أنس أنّه قال : لم يكن أحد أشبه برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) من الحسن بنعليّ ( عليه السّلام )[7].

ومن هنا وصف الإمام الحسن بن علي بأنه كان أبيض مشرّبا حمرة ، أدعج العينين[8] ، سهل الخدّين ، دقيق المسربة[9] ، كثّ اللحية ، ذا وفرة[10] كأنّ عنقه إبريق فضّة ، عظيم الكراديس[11] ، بعيد ما بين المنكبين ، ربعة ليس بالطويل ولا القصير ، مليحا ، من أحسن الناس وجها ، وكان يخضب بالسواد ، وكان جعد الشعر[12] ، حسن البدن[13]  .

لقد كان الحسن بن عليّ ( عليهما السّلام ) خير الناس أبا وامّا وجدّا وجدّة وعمّا وعمّة وخالا وخالة ، وتوفّرت له جميع عناصر التربية المثلى ، وانطبعت حياته منذ ولادته ببصمات الوحي الإلهي والإعداد الربّاني على يدي خاتم الأنبياء وسيّد الأوصياء وسيدة النساء .

فالحسن ابن رسول اللّه جسما ومعنى ، وتلميذه الفذّ ، وربيب مدرسة الوحي التي شعّت على الناس هدى ورحمة .

 

[1] راجع كشف الغمة : 1 / 514 ، والبحار : 44 / 136 ، والعوالم ( الإمام الحسن ) : 13 .

[2] راجع معاني الأخبار : 57 وعلل الشرائع : 138 وبحار الأنوار : 43 / 240 الحديث 8 .

[3] المناقب : 3 / 166 .

[4] العوالم : 20 - 22 نقلا عن الكافي : 6 / 33 وعن عيون أخبار الرضا : 2 / 45 أنّ الزهراء أعطت القابلة رجل شاة ودينارا .

[5] العوالم : 23 عن البحار : 43 / 242 و 255 ، والعدد القوية ( مخطوط ) : 5 ، وكشف الغمّة : 1 / 523 .

[6] راجع الكافي : 6 / 473 و 474 ، والبحار : 43 / 258 ، والعوالم : 29 .

[7]  راجع كشف الغمة : 1 / 522 ، والمناقب : 3 / 165 نقلا عن صحيح الترمذي .

[8] شديدتي السواد مع سعتهما .

[9] الشعر وسط الصدر إلى البطن .

[10] الشعر إلى شحمة الأذن .

[11] رؤوس المفاصل .

[12] ضد السبط والاسترسال .

[13] راجع كشف الغمة : 1 / 525 والعوالم : 30 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.