تلوث الغذاء بالمبيدات

أن النتيجة الحتمية لتلوث الماء والتربة والهواء هو تلوث المواد الغذائية التي يتناولها الأنسان والحيوان على السواء والذي بدأت اثاره بالظهور بشكل العديد من الحالات المرضية وحالات الاجهاض وتشوه الاجنة مما يدعونا الى المزيد من الاهتمام بدراسة هذا الموضوع وتطوير التقنيات الضرورية لقياس متبقيات المبيدات في الغذاء.

مصادر تلوث الغذاء بالمبيدات

أن مصادر تلوث الغذاء بالمبيدات هي في الغالب نفس مصادر تلوث عناصر البيئة الرئيسية ممثله بالهواء والتربة والماء ومنها: -

1) الاستخدام المباشر للمبيدات في عمليات مكافحة الآفات الزراعية هي السبب في وجود كميات لا بأس بها من متبقيات المبيدات في المحاصيل الغذائية المختلفة كما اشارت العديد من الدراسات الى ظهور هذه المتبقيات في حليب الابقار التي تتغذى على محاصيل العلف المعاملة بالمبيدات.

2) متبقيات المبيدات المخزونة في البيئة - هناك كميات لابأس بها من متبقيات المبيدات الموجودة في التربة والماء اللذين يعدان الوسط الرئيس لنمو مختلف أنواع النباتات والمحاصيل أضافة الى تلوث الاسماك والحيوانات البحرية التي تشكل هي الأخرى احد مصادر الغذاء المهمة.

3) التغير الحاصل في أنواع المبيدات المستخدمة: - أن معظم الدراسات تركزت حول تتبع وقياس مبيدات الكلور العضوية الا أن دخول مبيدات جديدة الى الاستخدام والتي تنتمي الى مبيدات الفسفور العضوية قد يظهر لها تأثيرات جانبية غير معروفة علاوة على احتمال عدم كفاءة الطرق المستخدمة في قياس وتقدير كميات مبيدات الكلور العضوية لقياس متبقيات المبيدات الجديدة.

العوامل المؤثرة في بقاء المبيدات في الغذاء

أن بقاء المبيدات في المواد الغذائية يعتمد على العديد من العوامل منها: -

1) التركيب الكيمياوي للمبيد: - حيث من المعروف أن مبيدات الكلور العضوية وكذلك مركبات الزرنيخ والرصاص تبقى في المواد الغذائية لفترة طويلة مقارنة بمبيدات الفسفور العضوية وذلك لاختلاف التركيب الكيمياوي لمجاميع المبيدات السابقة.

2) تصنيع الغذاء يعتمد على المواد الأولية ممثلة بالأجزاء النباتية، اللحوم والحليب والتي تحوي في كثير من الاحيان متبقيات للمبيدات بمستويات معينة تشكل هي الاخرى أحد الروافد المهمة في بقاء واستمرار تلوث الغذاء بالمبيدات.

الأخطار الناتجة عن تلوث الغذاء

يمكن تلخيص الأخطار الناتجة عن تلوث الغذاء بالنقاط الآتية: -

1) ظهور العديد من الأورام السرطانية.

2) تشوه الأجنة والاجهاض .

3) حالات مرضية تتمثل في حدوث خلل بالأنزيمات والهرمونات المنظمة للنمو.

4) التسمم الحاد والناتج عن تناول الأغذية الملوثة.

وسائل مكافحة تلوث الغذاء

1) تشجيع المزارعين على استخدام مبيدات سريعة التحلل وذات سمية منخفضة للبائن.

2) غسل الفواكه والخضراوات بالماء والصابون بصورة جيدة للتخلص من متبقيات المبيدات.

3) أن عمليات الطهي والتسخين تساعد في كثير من الأحيان على هدم وتحطم متبقيات المبيدات.

4) الفحص الدوري والمستمر لتحديد وقياس متبقيات المبيدات على الفواكه والخضراوات ورفض الشحنات الحاوية على مستويات عالية من متبقيات المبيدات.

5) تشجيع المستهلكين على تقبل المنتجات الزراعية بمستويات معينة من الاصابة بالآفات لأن هذا سيقلل من استخدام المبيدات بشكل كبير على المنتجات الزراعية.

6) الالتزام بدرجات حدود السماح للمبيدات على المواد الغذائية. والمقصود بحدود السماح هو التركيز المسموح به لبقايا أو رواسب المبيد. في أو على المواد الغذائية النباتية والمنتجات الحيوانية ويعبر عنها بجزء بالمليون PPm حيث تم على هذا الاساس تقسيم المبيدات الى ثلاثة مجاميع رئيسة هي: -

أ- مبيدات بدون حدود سماح No tolerance

وهي مجموعة المبيدات الأمينة والتي لا تحتاج لتحديد حدود سماح لها ومن هذه المواد البايرثرم، والبكتريا، والزيوت البترولية.

ب- مبيدات لها حدود سماح يساوي الصفر Zero tolerance

وهي المبيدات التي تمتاز بشدة سميتها وعليه فأن المواد الغذائية يجب أن تكون خالية من متبقيات هذه المبيدات تماماً ومن هذه المبيدات، الأندرين، سيانيد الكالسيوم، مركبات الزئبق.

جـ- مبيدات لها حدود سماح معينة Specific tolerance

وهي مجموعة المبيدات التي تمتاز بأن لكل مركب منها حدود سماح معينة على المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية مثال ذلك الـ Sevin الذي تصل حدود السماح له على الفواكه 10 جزء بالمليون بينما تصل حدود السماح لمبيد الملاثيون على الفواكه 8 جزء بالمليون.

7) عدم جني المحصول بعد معاملته بالمبيدات مباشرة وضرورة الالتزام بالفترة المقررة بين المكافحة وجني الحاصل.