أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-06-2015
1615
التاريخ: 7-08-2015
1046
التاريخ: 13-3-2018
770
التاريخ: 18-3-2018
2367
|
إنّ خليفة النبي والاِمام إنّما هو في نظر المسلمين من يقوم بوظائف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (ما عدا تلقي الوحي والاِتيان بالشريعة) ونورد هنا أبرز هذه الوظائف لتتبيّن مكانة الاِمامة وأَهميتها بصورة أوضح.
أ: تَبيين مفاهيمِ القُرآن الكَريم وحلّ مُعضلاته، وبيان مقاصده، وهذا هو من أبرز وظائف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقول عنها القرآن الكريم: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } [النحل: 44].
ب: بيانُ الاَحكام الشرعية، فقد كانَ هذا العَمَل من وظائفِ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث كان يقوم بذلك عن طريق تلاوة الآيات المتضمنة للأحكام حيناً وعن طريق السّنة حيناً آخر.
ثمَّ إنّ بَيان الاَحكام من جانب النبيّ تم بصورةٍ تدريجيّة، ومتزامناً مع وقوع حوادثَ جديدةٍ، وظهورِ إحتياجات حديثة في حياة الاُمّة، ومثل هذا الاَمر يقتضي بطبيعته أن تستمر هذه الوظيفةُ، لعدم انحصار الحاجات بما حدث في عصره (صلى الله عليه وآله وسلم)، هذا من جانب. ومن جانب آخر لا يتجاوز عددُ الاَحاديث الّتي وَصَلت إلينا عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حول الاَحكام (500) حديث (1) ولا شك أنّ هذا القدر من الاَحاديث الفقهية لا تسدُّ حاجة الاُمّة المتنامِية، ولا توصلُها إلى مرحلة (الاِكتفاءِ الذاتيّ) في مجال التقنين.
ج : حيث إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان محوراً للحق، وكان بتعليماته، يمنع من تطرّق أيّ انحرافٍ، وتسرّبِ أيّ إعوجاجٍ في عقائد الاُمّة، لهذا لم يحدث أيُّ تفرّقٍ عقائديّ، وأي تشتُّتٍ مذهبيّ في عَصره أو لم يكن هناك أَرضية لظهور ذلك.
د : الاِجابة على الاَسئلةِ الدينيّة والاِعتقادية، فقد كان هذا العملُ هو الآخر من وظائف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الهامَّة.
هـ : إقامةُ القِسطِ والعَدل والاَمن العامّ الشامل في المجتمع الاِسلاميِّ، وظيفة أُخرى من وظائف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
و: حِفظُ الثغور، والحدُود، والثروة الاِسلاميّة تجاه الاَعداء هو أيضاً من مسؤوليات النبي الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ووظائفه.
إنّ الوظيفتين الاَخيرتين وإن أمكن القيام بهما من قِبَل الخليفة الذي تختارهُ الاُمّة، لكن من المُسَلَّم والقطعيّ أنّ القيامَ بالوظائِفِ السّابقة (وهي بيانُ مَفاهيمِ القرآنِ الكريمِ الخفيّة، الغامِضَةِ، وبيانُ أحكامِ الشَّرع و.. و...) يَحتاج إلى قائد واعٍ خبيرٍ، يكون موضعَ عناية الله الخاصّة، كما يكون في عِلمِهِ صنوَ النبيّ ونظيرهُ، أيْ أن يكون حاملاً للعلومِ النَبَوّية ومَصُوناً من كل خطأ وزلل، ومعصوماً من كلّ ذنبٍ وخطلٍ، ليستطيع القيامَ بالوظائف الجسيمة المذكورة، وليملأ الفراغ الذي أحدثه غيابُ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بسبب وفاته، في الظروف الزاخرة بالأحداث الحُلوة والمرَّة، وبالوقائع الحرجة.
إنّ من البديهيّ أنّ تَشخيصَ مثلِ هذا الشخصِ، والمعرفة به لإِيكال منصب القيادة إليه، خارجٌ عن حدود عِلمِ الاُمّةِ ونِطاق معرِفتها ، ولا يمكن أن يتُمَّ بغير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالأمر الاِلَهيّ وتعيينهما إيّاه.
ومنَ الواضح أيضاً أنّ تَحقُّق الاَهداف المذكورةِ رهنُ حماية النّاس، واستجابتهم وإطاعتهم للقائد المعيَّن، بواسطةِ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ومجرّدُ التعيين الاِلَهيّ والنصّ النبويّ على الخليفة لا يكفي لِتحقّقِ الاَهداف والوظائف السالِفة. (إذ لا رَأيَ لِمَنْ لا يُطاع).
وهذا جارٍ حتّى في القرآن الكريم والنبيّ الاَكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) نفسِه، فإنّهما ما لم يُطاعا لا تتحقّق أهدافهما.
إنّ الحَوادِثَ السَلْبِيَّةَ، وتشتّتَ كلمة المسلمين الذي حَدَثَ بعد وفاة رسولِ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن بسبب أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقُم بوظيفته الحكيمة (والعياذ بالله)، ولا لاَجل أنّه لم يُعرِض على المسلمين أُطروحةً موضوعية وحكيمة لإدارة الاُمّة من بعده، أو أنّ أُطروحتَه كانت أُطروحةً ناقصة، بل حدث ما حدث مِنَ المشاكل الاَلِيمة بِسبب أنّ بعضَ أفراد الاُمّة رجَّحُوا نَظَرَهم على نَظَر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقدّموا مَصالحهم الشخصية على تنصيص الله ورسولهِ وتعيينِهما.
ولم يكنْ هذا هو المورد الوحيد الذي حدثت فيه مثلُ هذه الواقعة في التاريخ بل لذلك نظائرُ عديدة في تاريخ الاِسلام.(2)
______________
(1) الوحي المحمدي ص 212، الطبعة السادسة.
(2) راجع كتاب «النَصّ والاِجتهاد» تأليف العلاّمة السيّد عبد الحسين شرف الدين العاملي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مكتب المرجع الديني الأعلى يعزّي باستشهاد عددٍ من المؤمنين في باكستان
|
|
|