المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



تأريخ ولادة السيدة الزهراء ( عليها السّلام )  
  
2462   05:44 مساءً   التاريخ: 10-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص60-62
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-12-2014 4083
التاريخ: 16-12-2014 3953
التاريخ: 18-10-2015 3711
التاريخ: 10-5-2022 1326

اختلف المؤرّخون في تأريخ ولادتها ( عليها السّلام ) إلّا أنّ المشهور بين مؤرّخي الإمامية أنّه في يوم الجمعة في العشرين من شهر جمادي الآخرة في السنة الخامسة من البعثة ، بينما قال غيرهم : إنّها ولدت قبل البعثة بخمس سنين[1].

روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ( عليهما السّلام ) قال : « ولدت فاطمة في جمادي الآخرة يوم العشرين سنة خمس وأربعين من مولد النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فأقامت بمكة ثمان سنين وبالمدينة عشر سنين ، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما ، وقبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة »[2] .

ومن أسمائها : الصدّيقة هي الكثيرة التصديق ، وقد كانت سلام اللّه عليها مصدّقة لأبيها صادقة في أقوالها صدوقة في أفعالها في أفعالها ووفائها ، فهي الصدّيقة الكبرى ، وعلى معرفتها دارت القرون كما ورد عن حفيدها الصادق ( عليه السّلام )[3].

والمباركة باعتبار الخير الكثير الذي يأتي من قبلها ، وقد وصفها القرآن الكريم بالكوثر باعتبار أنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) قد انقطع نسله إلّا منها ، فهي امّ الأئمة الأطهار وامّ الذريّة الطاهرة لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وكثرة الذرّية - التي دافعت عن رسالة محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) وتحمّلت أعباء الوقوف أمام الظالمين والمنحرفين عنها - هي الخير الكثير أو أهمّ مصاديقه التي أعطاها اللّه لرسوله كما نصّ عليه في سورة الكوثر .

وعن ابن عباس أنّ الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) قال : « ابنتي فاطمة حوراء آدمية ، لم تحض ولم تطمث ، وإنّما سمّاها فاطمة لأنّ اللّه فطمها ومحبيها عن النار »[4].

وعنه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أن فاطمة حوراء إنسيّة ، كلّما اشتقت إلى الجنّة قبّلتها »[5].

وقالت امّ أنس بن مالك : كانت فاطمة كالقمر ليلة البدر أو الشمس كفر غماما إذا خرج من السحاب ، بيضاء مشربة حمرة ، لها شعر أسود ، من أشدّ الناس برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) شبها[6].

ولقّبت بالطاهرة لطهارتها من كلّ دنس وكلّ رفث ، وأنّها ما رأت قطّ يوما حمرة ولا نفاسا[7] كما جاء عن الإمام الباقر ( عليه السّلام ) ، وقد شهد القرآن الكريم بطهارتها من الدنس في آية التطهير .

وكانت سلام اللّه عليها راضية بما قدّر لها من مرارة الدنيا ومشاقّها ومصائبها وثوابها ، مرضية عند ربها كما أخبر بذلك القرآن الكريم عنها في سورة الدهر ، إذ ارتضى ربّها سعيها وآمنها من الفزع الأكبر ، وهي ممّن {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المائدة: 119] وخشي ربّه دون شك كما نلاحظ ذلك في سيرتها .

والمحدّثة هي التي تحدّثها الملائكة ، كما حدّثت الملائكة مريم ابنة عمران وامّ موسى وسارة امرأة إبراهيم إذ بشّرتها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب .

وكنّاها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بامّ أبيها تعظيما لشأنها ، إذ لم يكن أحد يوازيها في محبّته لها ورفعة مكانتها لديه ، وكان يعاملها معاملة الولد لامّه كما كانت تعامله معاملة الام لولدها ، إذ كانت تحتضنه وتضمد جروحه وتخفّف من آلامه .

كما كنيت بامّ الأئمة ، إذ أخبر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) أنّ الأئمة من ولدها وأنّ المهديّ من نسلها[8].

 

[1] تذكرة الخواص ( لعبد الرحمن بن الجوزي ) : 306 ، محمد بن يوسف الحنفي في نظم درر السمطين :

175 ، الطبري في ذخائر العقبى : 62 ، مقاتل الطالبيين ( لأبي الفرج الإصفهاني ) : 30 ، ومن مصادر الإمامية : ابن شهرآشوب : 3 / 357 ، الكليني في أصول الكافي : 1 / 458 ، بحار الأنوار : 43 / : 6 - 9 .

[2] دلائل الإمامة : 10 .

[3] بحار الأنوار : 43 / 105 ، وراجع المناقب : 3 / 233 .

[4] تاريخ بغداد : 12 / 331 الحديث 6772 وكنز العمال : 12 / 109 .

[5] تاريخ الخطيب البغدادي : 5 / 87 والغدير : 3 / 18 .

[6] مستدرك الحاكم : 3 / 161 .

[7] بحار الأنوار : 43 / 19 .

[8] ينابيع المودّة : 2 / 83 ، ومنتخب الأثر : 192 ، وكنز العمال : 12 / 105 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.