أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-15
964
التاريخ: 27-4-2022
1891
التاريخ: 12/12/2022
1232
التاريخ: 22-1-2023
996
|
من ترجمة ابن عطية
وقال رحمه الله تعالى في ترجمة الفقيه القاضي الحافظ أبي محمد عبد الحق ابن عطية صاحب التفسير الشهير، بعد كلام كثير، ما صورته (1) : ومررنا في إحدى نزهنا بمكان مقفر،وعن المحاسن مسفر، وفيه بكير نرجس كأنه عيون مراض، يسيل وسطه ماء رضراض، بحيث لا حس إلا للهام، ولا أنس إلا ما يتعرض للأوهام، فقال:
نرجس باكرت منه روضة ... لذ قطع الدهر فيها وعذب
حثت الريح بها خمر حيا ... رقص النبت لها ثم شرب
(679)
فغدا يسفر عن وجنته ... نوره الغض ويهتز طرب
خلت لمع الشمس في مشرقه ... لهبا يجمد منه في لهب
وبياض الطل في صفرته ... نقط الفضة في خط الذهب انتهى.
وسيأتي إن شاء الله تعالى كثير من وصف بلاد الأندلس ومنتزهاتها، وما اشتملت عليه من المحاسن، في كلام غير واحد ممن يجري ذكره في هذا الكتاب، وخصوصا أديب زمانه غير مدافع، من اعترف له أهل الشرق، بالسبق، وأهل المغرب، بالإبداع المغرب، النور أبو الحسن علي بن سعيد العنسي، فإنه لما دخل مصر اشتاق (2) إلى تلك المواطن الأندلسية الرائقة، ووصفها بالقصائد والمقطوعات الفائقة، وقد أسلفنا أيضا فيما مر من هذا الكتاب بعض ما يتعلق بمحاسن الأندلس، فليراجع في محله من هذا الكتاب.
قلت: وماذا عسى أن نذكر من محاسن قرطبة والزاهرة والزهرا، أو نصف من محاسن الأندلس التي تبصر بكل موضع منها ظلا ضافيا ونهرا وزهرا، ويرحم الله تعالى أديبها المشهور، الذي اعترف له بالسبق الخاصة والجمهور، أبا إسحاق ابن خفاجة، إذ قال (3) :
يا أهل أندلس لله دركم ... ماء وظل وأنهار وأشجار
ما جنة الخلد إلى في دياركم ... ولو تخيرت هذا كنت أختار
لا تحسبوا في غد (4) أن تدخلوا سقرا ... فليس تدخل بعد الجنة الناري ويروى مكان قوله:
ولو تخيرت هذا كنت أختار ...
(680)
ما مثاله:
وهذه كنت لو خيرت أختار ... وكذا رأيت بخط الحافظ التنسي، والأول رايته بخط العلامة الوانشريشي رحمهما الله تعالى.
وحكي أن الخليلي لما قدم من الندلس رسولا إلى سلطان المغرب أبي عنان فارس ابن السلطان أبي الحسن المريني أنشد بحضرة السلطان المذكور أبيات ابن خفاجة هذه كالمفتخر ببلاد الأندلس، فقال السلطان أبو عنان: كذب هذا الشاعر - يشير إلى كونه جعلها جنة الخلد، وأنه لو خير لاختارها على ما في الآخرة - وهذا خروج من ربقة الدين، ولا أقل من الكذب والإغراق، وإن جرت عادة الشعراء بذلك الإطلاق، فقال الخليلي: يا مولانا، بل صدق الشاعر، لأنها موطن جهاد، ومقارعة للعدو وجلاد، والنبي صلى الله عليه وسلم الرؤوف الودود الرحيم العطوف (5) ، يقول: الجنة تحت ظلال السيوف، فاستحسن منه هذا الكلام، ورفع عن قائل الأبيات الملام، وأجزل صلته، ورفع منزلته. ولعمري إن هذا الجواب، لجدير بالصواب، وهكذا ينبغي أن تكون رسل الملوك في الافتنان، روح الله تعالى أرواح الجميع في الجنان.
__________
(1) القلائد: 211.
(2) ك: لما اتصل بمصر ودخلها اشتاق... إلخ.
(3) ديوان ابن خفاجة: 364.
(4) ك: لا تختشوا بعد ذا.
(5) هكذا في ك؛ وفي ق: الرحيم الرؤوف يقول...
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|