المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



بشائر الأنبياء السابقين بنبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)  
  
2126   05:36 مساءاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ وحيد الخراساني
الكتاب أو المصدر : مقدمة في أصول الدين
الجزء والصفحة : ص123-128
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / النبي محمد (صلى الله عليه وآله) /

ظهرت بشارات الكتب السماوية والأنبياء السابقين (عليهم السلام) بنبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومع أن أتباعهم حرفوا كتبهم لكي لا يبقى أثر لتلك البشارة، لكن المتأمل فيما بقي منها تنكشف له الحقيقة. ونكتفي منها بنموذجين:

الأول:

جاء في التوراة - سفر التثنية - الإصحاح 33:

(وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال: جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة لهم).

و (سيناء) محل نزول الوحي على نبي الله موسى، و (سعير) محل بعثة نبي الله عيسى، و (فاران) الذي يتلألأ بنور الله تعالى، هي جبال مكة المكرمة التي تلألأت بنور نبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)!

وفي سفر التكوين، الإصحاح 21، عن إسماعيل وأمه هاجر: (وكان الله مع الغلام فكبر. وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس. وسكن في برية فاران. وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر.) ففاران هي مكة التي سكنها إسماعيل وأبناؤه ومن تلالا جبل فاران وعن يمينه نار شريعة لهم هو السراج المنير الذي أرسله الله من جبل حراء ليضئ سماء العالم بنور هداية القرآن، ويحرق الكفر والنفاق بنار غضب القهار {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ } [التوبة: 73].

وفي التوراة - سفر حيقوق النبي - الإصحاح الثالث:

(الله جاء من تيمان ، والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السماوات. والأرض امتلأت من تسبيحه. وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع. وهناك استتار قدرته.) فبظهوره (صلى الله عليه وآله وسلم) حدث ذلك الدوي في العالم من جبال مكة بصوت (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) وانتشر في العالم ترديد المسلمين في صلواتهم (سبحان ربي العظيم وبحمده) و (سبحان ربي الأعلى وبحمده).

الثاني:

جاء في إنجيل يوحنا، الإصحاح الرابع عشر:

15. إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي.

16. وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد.

وفي الإصحاح الخامس عشر:

26. ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الأب روح الحق الذي من عند الأب ينبثق، فهو يشهد لي.) وقد ورد في النسخة الأصلية اسم النبي الذي وعدهم عيسى بأن ربه سوف يرسله (بارقليطا) أو (بركليتوس) وترجمتها المحمود والأحمد، ولكن المترجمين غيروها إلى (المعزي)!.

وهذه الحقيقة ظهرت في إنجيل برنابا، فقد جاء في الفصل الثاني عشر بعد المائة:

" (13) فاعلم يا برنابا إنه لأجل هذا يجب التحفظ وسيبيعني أحد تلاميذي بثلاثين قطعة من نقود (14) وعليه فإني على يقين من أن من يبيعني يقتل باسمي (15) لأن الله سيصعدني من الأرض وسيغير منظر الخائن حتى يظنه كل أحد إياي (16) ومع ذلك فإنه لما يموت شر ميتة أمكث في ذلك العار زمنا طويلا في العالم (17) ولكن متى جاء محمد رسول الله المقدس تزال عني هذه الوصمة ".

وقد جاءت البشارة بعنوان " محمد رسول الله " في فصول من هذا الإنجيل.

منها: ما جاء في الفصل التاسع والثلاثين: " (14) فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها " لا إله إلا الله ومحمد رسول الله " (15) ففتح حينئذ آدم فاه وقال: " أشكرك أيها الرب. إلهي لأنك تفضلت فخلقتني (16) ولكن أضرع إليك أن تنبئني ما معنى هذه الكلمات " محمد رسول الله " (17) فأجاب الله مرحبا بك يا عبدي آدم (18) وإني أقول لك إنك أول إنسان خلقت ".

ومنها: ما جاء في الفصل الواحد والأربعين: " (30) فلما التفت آدم رأى مكتوبا فوق الباب: " لا إله إلا الله محمد رسول الله ".

ومنها: ما جاء في الفصل السادس والتسعين: " (11) حينئذ يرحم الله ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله (12) الذي سيأتي من الجنود بقوة وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام (13) وسينتزع من الشيطان سلطته على البشر (14) وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به (15) وسيكون من يؤمن بكلامه مباركا ".

ومنها: ما جاء في الفصل الواحد والتسعين: " (1) ومع أني لست مستحقا أن أحل سير حدائه (2) قد نلت نعمة ورحمة من الله لأراه ".

ويكفي لإثبات بشارات التوراة والإنجيل بنبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنه دعا اليهود والنصارى وحكامهم وأحبارهم ورهبانهم وقساوستهم إلى الإسلام، وأعلن رفضه لعقيدة اليهود {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: 30] ولعقيدة النصارى {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [المائدة: 73].

وأعلن بكل صراحة بأنه هو الذي بشرت به التوراة والإنجيل {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157] ، {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } [الصف: 6].

فهل كان يمكنه الإعلان عن هذه الدعوى، وهو غير صادق فيها، أمام أولئك الأعداء الذين كانوا ينتهزون الفرصة للقضاء عليه حتى لا يفقدوا موقعيتهم المادية والمعنوية؟

إن الأحبار والقساوسة وعلماء اليهود والنصارى وسلاطينهم الذين توسلوا بكل الوسائل للوقوف أمامه وبذلوا جميع جهودهم للتصدي له، ورجعوا خائبين مندحرين حتى في الحرب والمباهلة، كيف سكتوا في مقابل هذه الدعوى المدمرة، وعجزوا عن مواجهتها وإبطالها؟

إن هذا السكوت الفاضح من علماء اليهود والنصارى وأمرائهم، وذلك الادعاء الواضح منه (صلى الله عليه وآله وسلم) برهان قاطع على ثبوت تلك البشارات في ذلك الزمان، وأنهم لم يجدوا بعد ذلك بدا من تحريف الكتب، حفظا لما بأيديهم من حطام الدنيا وحبا للجاه والمقام بين الناس، كما يحدثنا عن ذلك - مثلا - قسيس أسلم وسمى نفسه (فخر الإسلام) في كتابه (أنيس الأعلام) وخلاصة كلامه:

إني ولدت بين كنائس أرومية، وفي أواخر أيام دراستي صرت خادما عند أحد كبار طائفة الكاثوليك، وكان يحضر درسه أربعمائة أو خمسمائة مستمع، وذات يوم كان التلاميذ يتباحثون فيما بينهم في غياب الأستاذ، وعندما دخلت عليه سألني: في أي شئ كانوا يبحثون؟

قلت له: في معنى كلمة (الفارقليط).

فسألني عن آراء المتباحثين فأخبرته، فقال: الحق غير ما قالوه!

ثم أعطاني مفتاح صندوق كنت أتصور أنه صندوق فيه كنز له، وقال: في هذا الصندوق كتابان أحدهما باللغة السريانية والآخر باليونانية، وقد كتبا على رق قبل بعثة محمد، أحضرهما لي.

وعندما أحضرتهما أراني الجملة التي فيها كلمة الفارقليط، وقال: هذا اللفظ بمعنى أحمد ومحمد، وقال لي: لم يكن بين علماء المسيحية خلاف في معنى هذا الاسم قبل بعثته، لكنهم بعد بعثته حرفوا اسمه!

سألته عن دين النصارى، فقال: هو منسوخ، وطريق النجاة منحصر باتباع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)!

سألته: لما لا تظهر ذلك؟

فقال: إذا أظهرت ذلك سوف يقتلونني.

عندها بكينا كلانا معا، ثم سافرت بهذا الزاد الذي تزودته من أستاذي إلى بلاد المسلمين!.

وكانت مطالعة ذينك الكتابين كافية لإحداث تحول في عقيدة ذلك القسيس المحترم، وبعد تشرفه بالإسلام ألف كتابه أنيس الأعلام في بطلان دين النصارى، وأن الدين الحق هو الإسلام، وكتابه يدل على تتبعه وتحقيقه في التوراة والإنجيل.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.