أهمية التعامل مع المناطق ذات القيمة التراثية :

 لقد تعرضت المناطق ذات القيمة التراثية في كثير من البلدان العربية ،لتغيرات حضرية واجتماعية أسهمت في تدهور نسيجها الحضري، وكان ذلك والعوامل الطبيعية ،وسوء الاستخدام وانهيار الخدمات مع زيادة عدد السكان ، هـذا إلى جانب فقدان الوعي الحضاري بأهمية تلك المناطق والتي تعتبر من الثروات الحضرية الوطنية بالإضافة إلى كونها عنصر جذب سياحي وموارد اقتصادية . ومع زيادة الوعي الحضاري لـدى الـشعوب ظهرت أهمية تلك الموروثات العمرانية . وأصبح الحيز العمراني التراثـي مـن الاشكاليات المطروحة بشدة على الساحة المعاصرة من حيث إمكانيات التعامل وأهـداف التنمية والحفاظ على تلك الموروثات . ومن هنا اتجهـت كـثير مـن الـدول إلى الاهتمام والحفاظ على المباني والمناطق التاريخية من خلال مشروعات مختلفة ومن منطلقات وأهـداف متعددة : بسبب الإهمال الحفاظ على المخزون التراثي واظهاره بصورة لائقة إلى إعادة توظيف المباني التراثية، استثمارها سياحياً واقتصادياً، صيانة المباني حتى لا تتعرض للتدهور والاهمال . وهكذا تطور مفهوم الحفاظ على الموروث الحضاري والارتقاء بـه مـن خـلال مشروعات عمرانية متميزة لعله من الأهمية بمكان مشاركة الأجهزة المعنية بالتنمية الحضرية : القطـاع الخاص، مؤسسات السياحة، وهيئات الآثار والثقافة، أجهـزة التخطيط العمراني، الأجهزة المحلية ممثلة في البلديات، مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالتراث إلى جانب الخبراء والمتخصصين في الجامعات ومراكز البحوث .. وذلك لوضع الاستراتيجية والرؤيا المستقبلية للتنمية السياحية للمواقع التراثية والسياحية وربطهـا بالنسيج المعماري بهدف جعل المجتمع متكاملاً، وذلك عن طريق مجموعة من الخطوات تشمل تأهيل وتخطيط المناطق التراثية السياحية بما يضمن المحافظة عليهـا وابرازهـا بـصورة جماليـة مع مراعاة البعد الاجتماعي والاعتبارات البيئية والآثار الاقتصادية .