المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06

المؤمن مبتلى في الدنيا بشكل خاص
2024-06-17
اثــر عــزل الـمـوكـل للـوكيـل من الباطن الأصلي علـى الـوكـيـل الـثاني
2023-09-19
رمي الحجاج الكعبة بالمنجنيق
22-8-2016
الحبس عقوبة بديلة للجرائم الضريبي
24-8-2022
الخماســــين
12-10-2017
السيد رضا شبر
16-8-2017


مكنوا أبناءكم من الزواج  
  
2104   08:51 صباحاً   التاريخ: 16-4-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص34ـ36
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016 2080
التاريخ: 7-2-2018 1681
التاريخ: 20-11-2018 1826
التاريخ: 2024-01-24 849

إن للأبناء حقوقاً على الوالد وأهم تلك الحقوق أشار إليها محمد المصطفى صلى الله عليه وآله في ثلاث جمل إحداها «تزويج الأبناء»(1) أي: إن من واجب الأب تجاه أبنائه: «أن يزوجهم إذا ما وصلوا إلى سن البلوغ». وإذا ما قصر الأب في هذا الواجب ولم يؤد هذا الحق فسوف يكون مسؤولاً أمام الله الذي سيعاقبه على هذا التقصير وإذا ما وقع الابن في المعصية وارتكب إثماً (نتيجة عدم تزويجه) فإن هذه المعصية سوف تسجل في صحيفة أعمال الأب.

والآن وبعد أن اطلعنا على هذا الواجب المهم، ماذا يجب أن يكون ردنا على الأسئلة التي وردت في الرسالة التالية:

الرسالة:... السلام عليكم، أيّدكم الله، الهدف من كتبة هذه الرسالة هو أن أوجّه إليكم بعض الأسئلة حيث أرجو الحصول على ردود واضحة وصحيحة لكي أعرضها على والدي فيهتم بأمر زواجي. .

١- هل يستطيع الأب والأم التدخل في حياة أولادهما ولا سيما التدخل في أمر زواجهم.

هل يستطيعون التدخل؟ أم لا؟ ولماذا؟

٢- إنني شاب أبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما وحتى الآن فإن والدي يصرّ على عدم تزويجي ويقول لي :حتى لو أصبحت طاعناً في السن فإنك يجب أن تتزوج ابنة فلان. ولكني لا ارغب بتلك الفتاة، فهل لا يحق لي أن اتزوج الفتاة التي أريدها؟ لماذا لا يسمحون لي بالزواج منها؟ ماذا علي ان افعل؟

٣- اسألوا أهل مدينتنا... لماذا يصعبون امر الزواج إلى هذا الحد بحيث تبقى بناتهم دون زواج حتى يبلغن الثالثة والثلاثين أو الخامسة والثلاثين من العمر وبعد ذلك لا يتقدم أي شاب لخطبتهن؟

٤ـ اسألوا أهل مدينتي لماذا يضعون كل هذه الإجراءات والمراسم المعقدة في طريق الزواج بحيث لم يعد معها الشباب قادرين على تحمل أعباء الزواج ونفقاته وتكاليفه؟

بالله عليكم. أقسم عليكم بضمائركم أن تجيبو١ على رسالتي وأسئلتي هذه بطريقة يتمكن والدي من قراءة ردودكم وبالتالي يكفّ عن عناده وتعنته ولا يؤخر أمر زواجي أكثر من هذا وحبذا لو قمتم بزيارة لمدينتي..

سلام عليك أيها الأخ الكريم، رداً على تساؤلاتك أقول: الابن هو فلذة كبد الأب والأم وثمرة الحياة الحلوة، فالأب والأم يعتبران الابن منهما بل كل وجودهما، فهما يحبانه كحبهما لنفسهما بل أكثر.

ولكن هناك نقطة مهمة يجب الانتباه إليها وهي أن حبنا لأولادنا يجب أن لا يؤدي إلى اعتمادهم علينا بشكل كامل الأمر الذي من شأنه أن يحول دون تمتعهم بالتفكير المستقل والشخصية المستقلة، كما أن حب الوالدين للأولاد يجب أن لا يجعلهما يتدخلان في كافة شؤون أولادهما الشباب كما يجب أن لا يجعل الوالدين يطلبان من أولادهما الرضوخ والاستسلام لهما بشكل كامل دون أي اعتراض. إن مسؤولية الأب والأم في تزويج أبنائهما وفي جميع الأمور التي تخص هؤلاء الأبناء تنحصر في إطار التوجيه وتقديم الإرشادات لهم والتشاور معهم وتقديم العون لهم كما أن مسؤولية الأبناء تتمثل في احترام الوالدين وتقديم الشكر لهما والدعوة لهما بالخير. الأب والأم يجب أن لا يطلبا من أبنائهما الشباب إطاعتهما طاعة عمياء وعليهما بشكل خاص أن لا يجبرا أبناءهما في مجال الزواج. عليكم أن تقتدوا بسيرة الرسول صلى الله عليه وآله في هذا المجال، فهو صلى الله عليه وآله سأل ابنته (فاطمة عليها السلام) ما إذا كانت ترغب في الزواج وأخذ موافقتها على هذا الأمر. أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول وذكر حديث تزويج فاطمة عليها السلام وأنه طلبها من رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا علي إنه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك حتى أخرج إليك، فدخل عليها فأخبرها وقال: إن علياً قد ذكر من أمرك شيئاً فما ترين؟ فسكتت ولم تول وجهها ولم ير فيه رسول الله صلى الله عليه وآله كراهة، فقام وهو يقول: الله أكبر سكوتها إقرارها (الحديث)(2).

إذن فالأب والأم يجب أن لا يجبرا ابنتهما الشابة على الزواج من شاب معين إلا إذا وافقت هي على ذلك وقبلت به ونفس الشيء بالنسبة للشاب الذي هو في سن الزواج يجب أن لا يرغمه أبواه على الزواج من فتاة معينة. فقد جاء رجل إلى الإمام الصادق عليه السلام وقال له: «إني أريد أن أتزوج امرأة وإن أبوي أرادا أن يزوجاني غيرها، فقال: تزوج التي هويت، ودع التي يهوى أبواك»(3).

وعلى هذا الأساس فيجب عليك أن تراعي احترام والدك وتطلعه على هذه الأمور وتحصل على موافقته وإذا لم تتمكن من إقناعه فتزوج الفتاة التي تريدها وتخلص من الوحدة وحياة العزوبية. أما فيما يتعلق بموضوع التشدد في أمر الزواج ووضع العراقيل في طريقه والقيام بإجراءات ومراسم معقدة وغير ضرورية فإني سوف أحدث أهالي مدينتك بهذا الخصوص إن شاء الله.  

____________________________________

(1) بحار الأنوار ، ج ٧٤ ، ص٨.

(2) وسائل الشيعة ، ج١٤ ، ص ٢٠٦ ، باب ٥ ح٣.

(3) المصدر السابق ص ٢٢٠، باب ١٣ح١. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.