المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



قصة غانم الهندي مع القائم وتشرفه برؤيته  
  
3440   02:08 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص591-594
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

روى الشيخ الكليني وابن بابويه وغيرهما (رحمة اللّه عليهم) باسانيد معتبرة عن غانم الهندي انّه قال: كنت بمدينة الهند المعروفة بقشمير الداخلة وأصحاب لي يقعدون على كراسيّ عن يمين الملك أربعون رجلا كلّهم يقرأ الكتب الأربعة: التوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم نقضي بين الناس ونفقّههم في دينهم ونفتيهم في حلالهم وحرامهم يفزع الناس إلينا الملك فمن دونه ؛ فتجارينا ذكر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقلنا: هذا النبي المذكور في الكتب قد خفي علينا أمره ويجب علينا الفحص عنه وطلب أثره واتّفق رأينا وتوافقنا على أن أخرج فأرتاد لهم فخرجت ومعي مال جليل فسرت اثني عشر شهرا حتّى قربت من كابل فعرض لي قوم من الترك فقطعوا عليّ وأخذوا مالي وجرحت جراحات شديدة ودفعت إلى مدينة كابل ؛ فأنفذني ملكها لمّا وقف على خبري إلى مدينة بلخ وعليها إذ ذاك داود بن العباس بن أبي الأسود فبلغه خبري وانّي خرجت مرتادا من الهند وتعلّمت الفارسيّة وناظرت الفقهاء وأصحاب الكلام فأرسل إليّ داود بن العباس فأحضرني مجلسه وجمع عليّ الفقهاء فناظروني فأعلمتهم انّي خرجت من بلدي أطلب هذا النبي الذي وجدته في الكتب ؛ فقال لي: من هو وما اسمه؟ فقلت: محمد فقالوا: هو نبيّنا الذي تطلب فسألتهم عن شرائعه فأعلموني فقلت لهم: أنا أعلم انّ محمدا نبيّ ولا أعلمه هذا الذي تصفون أم لا فأعلموني موضعه لأقصده فأسائله عن علامات عندي ودلالات فان كان صاحبي الذي طلبت آمنت به.

فقالوا: قد مضى (صلى الله عليه واله)  فقلت: فمن وصيّه وخليفته فقالوا: أبوبكر قلت: فسمّوه لي فانّ هذه كنيته قالوا: عبد اللّه بن عثمان ونسبوه إلى قريش قلت: فانسبوا لي محمدا نبيّكم فنسبوه لي.

 فقلت: ليس هذا صاحبي الذي طلبت صاحبي الذي أطلبه خليفته أخوه في الدين وابن عمّه في النسب وزوج ابنته وأبو ولده ليس لهذا النبي ذريّة على الارض غير ولد هذا الرجل الذي هو خليفته قال: فوثبوا بي وقالوا: ايّها الأمير انّ هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر هذا حلال الدم .

فقلت لهم: يا قوم أنا رجل معي دين متمسك به لا أفارقه حتى أرى ما هو أقوى منه انّي وجدت صفة هذا الرجل في الكتب التي أنزلها اللّه على أنبيائه وإنمّا خرجت من بلاد الهند ومن العزّ الذي كنت فيه طلبا له فلمّا فحصت عن أمر صاحبكم الذي ذكرتم لم يكن النبي الموصوف في الكتب فكفّوا عنّي وبعث العامل إلى رجل يقال له: الحسين بن اسكيب أحد أصحاب الامام الحسن العسكري (عليه السلام) فدعاه .

 فقال له: ناظر هذا الرجل الهندي فقال له الحسين: أصلحك اللّه عندك الفقهاء والعلماء وهم أعلم وأبصر بمناظرته فقال له: ناظره كما أقول لك واخل به والطف له فقال لي الحسين بن اسكيب بعد ما فاوضته: انّ صاحبك الذي تطلبه هو النبي الذي وصفه هؤلاء وليس الأمر في خليفته كما قالوا هذا النبي محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب ووصيّه عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب وهو زوج فاطمة بنت محمد وأبوالحسن والحسين سبطي محمد (صلّى اللّه عليه وآله) .

 قال غانم أبوسعيد: فقلت: اللّه اكبر هذا الذي طلبت فانصرفت إلى داود بن العباس‏ فقلت له: ايّها الأمير وجدت ما طلبت وأنا أشهد أن لا إله الّا اللّه وانّ محمدا رسول اللّه قال: فبرّني ووصلني وقال للحسين: تفقّده قال: فمضيت إليه حتى آنست به وفقّهني فيما احتجت إليه من الصلاة والصيام والفرائض .

 قال: فقلت له: انّا نقرأ في كتبنا انّ محمدا (صلى الله عليه واله) خاتم النبيّين لا نبيّ بعده وانّ الأمر من بعده إلى وصيّه ووارثه وخليفته من بعده ثم إلى الوصيّ بعد الوصيّ لا يزال أمر اللّه جاريا في أعقابهم حتى تنقضي الدنيا فمن وصيّ وصيّ محمد ؟

قال: الحسن ثم الحسين ابنا محمد (صلى الله عليه واله) ثم ساق الأمر في الوصية حتى انتهى إلى صاحب الزمان (عليه السلام) ثم أعلمني ما حدث فلم يكن لي همّة الّا طلب الناحية , فوافى قم وقعد مع أصحابنا في سنة أربع وستين ومائتين وخرج معهم حتى وافى بغداد ومعه رفيق له من أهل السند كان صحبه على المذهب .

 قال: وانكرت من رفيقي بعض أخلاقه فهجرته وخرجت حتى سرت إلى العباسيّة أتهيّأ للصلاة وأصلّي وانّي لواقف متفكر فيما قصدت لطلبه إذا أنا بآت قد أتاني فقال: أنت فلان ؟

 اسمه بالهند فقلت: نعم فقال: أجب مولاك ؛ فمضيت معه فلم يزل يتخلّل بي الطرق حتى أتى دارا وبستانا فاذا أنا به (عليه السلام) جالس فقال: مرحبا يا فلان بكلام الهند كيف حالك؟ وكيف خلّفت فلانا وفلانا؟ حتى عدّ الأربعين كلّهم فسألني عنهم واحدا واحدا ثم أخبرني بما تجارينا كلّ ذلك بكلام الهند ؛ ثم قال: أردت أن تحجّ مع أهل قم؟ قلت: نعم يا سيدي فقال: لا تحجّ معهم وانصرف سنتك هذه وحجّ في قابل ثم ألقى إليّ صرّة كانت بين يديه فقال لي: اجعلها نفقتك ولا تدخل إلى بغداد إلى فلان سمّاه ولا تطلعه على شي‏ء وانصرف إلينا إلى البلد .

ثم وافانا بعض الفيوج‏  فأعلمونا أنّ أصحابنا انصرفوا من العقبة ومضى نحو خراسان فلمّا كان في قابل حج وأرسل إلينا بهديّة من طرف خراسان فأقام بها مدّة ثم مات (رحمه اللّه‏) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.