المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

بيكيزي ، جورج فون
2-11-2015
الإِعراض عن البحث عما وراء الطبيعة ، لماذا؟
1-07-2015
المناطق والأحزمة المحيطة بكوكب المشتري
23-2-2020
قاعدة « من أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة‌ »
20-9-2016
Voting Paradoxes
12-11-2021
الضغط الجوي والطقس
29-12-2015


اكبحوا جماح هذا العدو المفترس  
  
1753   08:53 صباحاً   التاريخ: 30-3-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص165ـ170
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12/12/2022 1422
التاريخ: 15-12-2020 2420
التاريخ: 21-4-2016 2257
التاريخ: 21-8-2021 2512

هل تعرفون ما هو الغضب؟ هل هو صديق لكم وتعرفونه حق المعرفة أم هو عدو لدود وخبيث؟ هل زاركم الغضب حتى الآن في منزلكم؟ وإذا كان قد زاركم، فلا بد وأنكم شعرتم بهجومه الوحشي وقوة مخالبه الفولاذية وهي تضغط على خناقكم ورقبتكم وقلبكم. ولا بد أنكم شاهدتم كيف أن الغضب يضغط على قلبكم بقبضته ومخالبه القوية ويجعلكم تصرخون تألماً ويسوقكم إلى حيث يشاء ويرغمكم على القيام بأي عمل يريده.

هل تستطيعون طرد الغضب عنكم وإبعاده عن بيوتكم؟ وتخليص قلوبكم منه؟ لعلكم تقولون إنه يتمتع بقوة هائلة لا طاقة لنا نحن الضعفاء به؟! صحيح أن التخلص من مخالب وأسنان هذا العدو المفترس والمجنون المتوحش يحتاج إلى قوة في الإرادة والتصميم ولكن من المؤكد أن الإنسان يستطيع أن يكتسب مثل هذه القوة الفائقة وبإمكانه أن يتغلب على هذا العفريت المتمرد - الذي يقبع مع الأسف داخل بيوتنا ويعيش داخل صدورنا - وأن يكبّله من خلال عزمه وإرادته بالسلاسل والأغلال ويجعله خاضعاً ومطيعاً ومستسلماً له. والآن لنطالع معاً هذه الرسالة التي بعثت بها إلينا إحدى الأخوات الكريمات:

الرسالة:... السلام عليكم والشكر لكم، ارجو لكم التوفق في مهمتكم، منذ حوالي ثلاثة أو اربعة أعوام وأنا أزداد عصبية يوما بعد آخر وكل يوم يمر كانت حالتي تزداد سوءً وازداد توتراً. راجعت الكثير من أطباء الأمراض العصبية ولكن دون جدوى! لقد كنت أفقد أعصابي مع زوجي ومع أطفالي لأتفه الأسباب فقد كنت أصرخ في وجههم وازعجهم وأثير أعصابهم وبعد فترة عندما كنت أهدأ كنت أتأثر وأتألم لحال أطفالي الأبرياء وعندها كنت أفهم بأنه لم يكن هناك أي داع لذلك كنت أشعر بالأسف والندم. ولم يكن يؤثر فيّ كلام والدتي التي كانت تنصحني وتقول لي: «تكلّمي باحترام مع زوجك وكوني صبورة مع أطفالك وتعاملي معهم بلطف وين ولا تثيري كل هذا الضجيج والنزاع»، نعم لم أكن أسمع كلامها وكنت أستمر في تصرفاتي هذه. لم أكن أريد ان أكون هكذا، ولكني كنت أقوم بتلك التصرفات رغماً عني وخلافاً لرغبتي وكأن هناك من يجبرني على ذلك، كدت أتلف وأموت من شدة التأثر والقلق ومن التوتر العصبي المستمر وقد راجعت الكثير من الأطباء ولكن دون جدوى ولم تتحسن حالتي رغم استعمالي الكثر من الأدوية.  اسمحوا لي أن أشير إلى أن بعض الحالات التي كنت أفقد فيها أعصابي وأصاب بالتوتر العصبي: في أحد الأيام تناقشت مع زوجي حول موضوع بسيط وتافه جداً. فمثلاً طلب مني أن نذهب إلى منزل والدته ولكني كنت ارفض ذلك وانزعجت كثيراً لهذا الأمر وسيطر عليّ الغضب فتناولت حذائي ورميته باتجاه طفلي فأصاب الحذاء النافذة فتحطم زججها وتساقط فوق رؤوس الأطفال الذين كانوا يلعبون في الشارع.. وقد تألمت كثيراً لهذا الامر وشعرت بالخجل من هذا التصرف. ومع الاسف فإن زوجي لم يكن أقل عصبية مني، فمثلاً عندما كان يسأل اولاده عن دروسهم او يطرح عليهم سؤالاً في الرياضيات ويحلّ لهم المسألة الرياضية فانه كان يشرح لهم طريقة الحل مرة ومرتين ولكنهم إذا لم يفهموا طريقة الحل عند ذلك كان يحاول أن يجعلهم يفهمون الدرس بالقوة والتهديد والضرب والصراخ في وجههم... فكنت أفقد أعصابي وأقول له: الطفل لا يتعلم دروسه بالقوة والتهديد والضرب، بل على العكس فإن هذا الأسلوب يجعله ينسى ما تعلمه من دروس. . . فكان يرد عليّ بعصبية: أنت لا تتدخلي! في الوقت الذي أرى فيه أولادي يبكون.. وخلاصة الكلام فإن بيتي كان يسوده دائما الصراخ والعويل والغضب والبكاء والخوف والرعب وفي نهاية المطاف الخجل والندم واللوم والانتقاد وفي الأيام الأخيرة صار أولادي يصرخون في وجهي أيضا... وقد صادف ان تحدثتم في إحدى حلقات برنامج (أسس التعامل بين أفراد الأسرة)، عن الغضب وقلتم: «على الإنسان أن ينتصر على الغضب، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: [أقوى الناس من كظم غيظه](1) وكما ناجى الله عز وجل به موسى في التوراة: «يا موسى أمسك غضبك عمّن ملكتك عليه أكف عنك غضبي»(2) .

إن ربة البيت ليس فقط يجب أن لا تكون عصبية وحادة المزاج بل عليها من خلال هدوئها وبرودة أعصابها أن تهدئ أعصاب زوجها وتجعله يكفّ عن التهكم والسباب ويكفي أن تمتنع ربة البيت أو رب البيت عن القيام بأي تصرف أو ردة فعل لمدة خمس دقائق فقط ويلتزم الهدوء عندما يشعر بتوتر عصبي وكونوا على ثقة أنكم إذا كررتم هذا العمل أو هذا التمرين عدة مرات فإنكم سوف تتغلبون على غضبكم. لا تقولوا إننا لا نستطيع ذلك، قرروا من هذه اللحظة القيام بهذه الخطوة، وإنكم بالتأكيد سوف تنتصرون على شيطان الغضب...

إن كلامكم وأنتم تتحدثون بكل هدوء وثقة كان لطيفاً وممتعاً إلى درجة أنه ترك فيّ أبلغ الأثر وقد بكبت وأنا أستمع إلى حديثكم من على شاشة التلفزيون وتأثرت كثيراً لأطفالي الأبرياء - لأني مارست بحقهم كل هذا الظلم — وبعد انتهاء البرنامج جلست مع زوجي وتحدثنا معاً واتخذنا قرارنا...

توضيح وردّ: أختي الكريمة! تقبلي سلامي وتحياتي، وتقبلي أيضاً تقديري وتهاني لك عنى هذا النصر الكبير، إن أولادك على حق عندما قالوا «لقد أصبح بيتنا جحيماً» لأن البيت الذي تتصاعد في كل ركن من أركانه ألسنة نيران الغضب هو في الحقيقة جهنم، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: [الغضب جمرة من الشيطان](3). تحرق أولاً روح وقلب صاحبها ومن ثم تحول بيته وحياته إلى جحيم لا يطاق وكل من تستطيع - مثلك أيتها الأخت الكريمة - أن تطفئ شعلة هذه النار المدمرة المستعرة في قلبها، فإنها تكون قد انتصرت على الشيطان المريد وطردته من قلبها ومن بيتها واستدعت إليها ملائكة الجنان وأعادت السعادة والهناء إلى بيتها وجعلت قلبها مفعماً بالطمأنينة والاستقرار ومليئاً بالحب والوفاء.

الانتصار على الغضب

قال أمير المؤمنين عليه السلام: [أقدر الناس على الصواب من لم يغضب](4) .

إن الانتصار على الغضب هو انتصار على الشيطان. فقد سأل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله جماعة من الناس: [أليس بينكم بطل مقدام؟ من هو البطل برأيكم؟ فقالوا: إنه ذلك الشخص القوي الذي لا يستطيع أحد أن يلقيه أرضاً. فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن البطل الحقيقي هو الذي إذا دخل الشيطان قلبه وأغضبه وانتفخت أوداجه، ذكر الله وطرح الغضب الشيطاني أرضاً»]. ويقول الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام في هذا المجال: [ظفر بالشيطان من غلب غضبه، ظفر الشيطان بمن ملكه غضبه](5).

ولكن كيف يمكن السيطرة على الغضب؟

الغضب ينجم عن النظرة الاستعلائية والشعور بالقوة. فالذي يغضب ويسخط على الآخرين يرى نفسه متفوقاً عليهم ويعتبرهم أقل منه شأناً وعندما يتعرض هو ومصالحه لأدنى تهديد نراه يضطرب ويثور ويزمجر ويصرخ. أما الشخص الذي يقدر الآخرين ويحترمهم ويحترم مطاليبهم واهتماماتهم وأعمالهم، فإنه لا يضطرب ولا يغضب بين الحين والآخر لأنه يعلم بأن الآخرين هم مثله بل وأفضل منه. ومن حقهم أن يتصرفوا بطريقة تختلف عن التصرف الذي يريده هو. كما أنه يتصرف حيال الأطفال والأولاد بمزيد من الصبر والمرونة واللطف ويتذكر أيام صباه ويقارن تصرفات وهفوات الأطفال مع تصرفاته وهفواته عندما كان طفلاً وصبياً يانعاً ويدرك بالتالي ضعفهم فيسعى لتربيتهم وتأديبهم بمزيد من الملاطفة والمحبة والحنان. إذن فلكي ننتصر على الغضب علينا أن نتذكر ضعفنا وأننا من التراب وإلى التراب ولدى مشاهدتنا شرارة الغضب الأولى «نجلس فوراً على الأرض وننظر إلى السماء»(6).

علينا عند شعورنا بالغضب أن نجلس على الأرض لنتذكر ضعفنا وذلتنا أمام خالقنا وعلينا أن ننظر إلى السماء لنتذكر قدرة الله المطلقة التي وسعت كل شيء ونشاهد في السماء، هذه المرآة العالية والمضيئة، علم وقدرة وغنى الباري العلي القدير ونكف بالتالي عن الغضب والتشاجر والحدة مع عباده الذين يقف سبحانه وتعالى إلى جانبهم ويدافع عنهم.

وخلاصة الكلام ما جاء على لسان أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال: [الغضب مصدره الجهل والذي يغضب بسرعة يجهل نفسه ومستقبله ونقاط قوته وضعفه ويجهل قيمته ومكانة الآخرين ويجهل بيئته وما حوله وخالقه ولكي يتخلص من الغضب عليه أن يتخلص من الجهل وعليه أن يعالج غضبه بالصمت](7).

وأما الغضب المقدس؟

نيران الغضب يجب اطفاؤها بالجلوس على التراب ما عدا نيران الغضب المقدس التي يجب أن تؤجج أكثر فأكثر ونقصد به الغضب في مواجهة الظلم والظالمين والغضب لانتهاك حرمات الله وتخطي حدود الإيمان والعفة والشرف. فمثل هذا الغضب يكون مقدساً ومكرماً. يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام: [إن الله سبحانه وتعالى يحب أن يرى الأحرار الكرام من عباده يقفون كالطود الشامخ والأسد الهائج بوجه الظالمين والكفار ويهجمون عليهم كالنمر الجريح](8).

فآلاف التبريكات نقدمها لشعبنا العظيم المنتصر هذا الشعب الأبي الذي أظهر غضبه المقدس في مواجهة الظلم والعدوان، وآلاف البشائر نسوقها اليوم لهذا الشعب الذي يعيش في قمة العزة والكرامة والذي سيكون أبناؤه في الآخرة في ظل الرحمة الإلهية الواسعة وهم «في مقعد صدق عند مليك مقتدر» ينعمون بالسعادة الأبدية.

_________________________________________

(1) تحف العقول.

(2) الكافي ، ج٢ ص٣٠٧ باب١٢١ ح٧.

(3) بحار الأنوار ، ج٧٣ ص٢٦٥.

(4) غرر الحكم ودرر الكلم حرف الألف.

(5) المصدر السابق حرف الظاء.

(6) مستخرج من حديث لرسول لله صلى الله عليه وآله ورد في كتاب تحف العقول.

(7) غرر الحكم ودرر الكلم.

(8) وسائل الشيعة ج١١. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.