أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2022
1230
التاريخ: 31-3-2022
1001
التاريخ: 23-3-2022
1828
التاريخ: 7-4-2022
1880
|
يعد مفهوم الخطاب من المفاهيم التي أثبتت جدارتها وفرضت نفسها على الحقلين الأدبي والنقدي، وباقي الحقول التي يتقاطعان معهما. وقد ازدهر مفهوم الخطاب بقوة بظهور مباحث علم اللسانيات وما تلى ذلك من تطورات منهجية ونقدية امتدت لتشمل حقولاً أخرى مثل علم النفس والاجتماع وغيرها من العلوم والمعارف المعاصرة التي جعلت من تحليل الخطاب عموداً أساسياً في فهم النصوص والقضايا والأفكار المطروحة وتحليلها ومناقشتها وفق ما تمليه حدود وميكانزيمات التلقي والتأويل والتفكيك والتركيب، وكذا أفاق الحوار والتواصل.
وقد جاء تعريف الخطاب في المراجع الأجنبية بأنه لغة للاتصال والمناقشة سواء كانت مكتوبة أو منطوقة، كما أنه لغة الخطاب السياسي، أو خطاب بين شخصين، أو مناقشة رسمية لموضوع تمت مناقشته بالكتابة أو الحديث، أو خطاب حول نظرية نقدية أو غير ذلك، فاللغويات سلسلة متصلة من الأقوال سواء كانت نصا أو محادثة.
ويعد أصل كلمة خطاب في اللغة الانجليزية discourse هي عملية التفكير، أما في اللغة العربية فنجد أن كلمة خطاب كما ورد في لسان العرب" هي مراجعة الكلام بين طرفين أو أكثر، بحيث يتم تبادل رسائل لغوية، والخطاب هو الكلام الذي يقصد به الإفهام. ومن التعريفات الحديثة للخطاب بأنه "مظهر نحوى مركب من وحدات لغوية، ملفوظة أو مكتوبة يخضع في تشكيله وتكوينه الداخلي لقواعد قابلة للتنميط والتعيين مما يجعله خاضعاً لشروط الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه. فالخطاب يخضع للحقل المعرفي الذي ينتمي إليه، لذلك نجد الخطاب الأدبي، والخطاب النقدي، والديني، والفلسفي، والسياسي، والأيديولوجي .. الخ.
ويعتبر الخطاب ليس فقط كلمات معقدة يلفظ بها متحدثاً، وإنما هو أكثر من كونه تفاعلاً بين اثنين أو أكثر، ويتحدد تحليل الخطاب بناء على القواعد اللغوية والاتفاقيات التي يعتد بها في تنظيم الخطاب، وتحليل الخطاب هو أيضا دراسة الوحدات اللغوية، وكلما كانت هذه الوحدات صغيرة في حجمها، كلما كانت احتمالية نجاح التحليل أكبر، وذلك وفقاً لعامل الدقة، ويتضمن العمل في هذا المجال - مجال التحليل اللغوي - الكلمات والجمل الصادرة عن أفراد بعينهم وبدمجها بالخطاب المكتوب أو الشفهي، لذلك نجد علاقة قوية تربط بين العوامل النفسية والخصائص العامة للشخصية ساردة الخطاب وبين الكلمات والجمل الصادرة عنها". ولذلك يعرف تحليل الخطاب بأنه " طريقة التواصل المبنية على اللغة سواء كانت مكتوبة أو شفهية، ويهتم بالآليات التي تنظم للعملية الاتصالية، ويهتم أيضا بتحليل العلاقة بين الرموز والمعاني وطرق بناء الأفكار" لذلك نجد الباحث في هذا المجال يهتم بالحجج والبراهين التي تتجلى ظاهرة في المقولات والأفكار الواضحة في الرسالة التي يلقيها القائم بالاتصال على المتلقي.
وقد رأى "هانسن" أن تحليل الخطاب هو دراسة لغة التواصل سواء كانت محكية أو مكتوبة، ويجب أن يكون مرتبطاً بالطرق التي تقدم من خلالها المعلومات كطريقة الصياغة وتبادل الحوار والنقاش بين المتحدثين، أما "هاريسن" فيرى أن الخطاب هو ملفوظ طويل به الفاظ وجمل متتالية، ويدور المحور الأساسي في الدراسات الكيفية حول الرموز اللغوية الموجودة في الرسالة الإعلامية، أو حول العلاقة بين الرموز والمعنى، ولذلك يرى بعض الباحثين أن تحليل الخطاب يصنف ضمن طرق التحليل الكيفية لوسائل الإعلام التي تدقق في طرق نقل المعلومات، وتركز على لغة التقديم أو العرض، واختيار الكلمات والعبارات والبناءات النحوية، وتماسك القصة الخبرية، وخلاله يتم تحديد عدد النصوص وكيفية تشكيلها وعرضها في الوسيلة الإعلامية.
وتحليل الخطاب هو أداة لملاحظة وتحليل السلوك الظاهر للاتصال بين مجموعة منتقاة من الأفراد "القائمين بالاتصال" فتحليل المحتوى بلا شك طريقة للتحليل، وطريقة للملاحظة أيضا، إذ أنه بدلا من ملاحظة سلوك الناس مباشرة أو دعوتهم للاستجابة لبعض أدوات القياس أو إجراء مقابلات ، معهم، فإن الباحث - القائم بالتحليل – يتلقى مادة الاتصال التي أنتجها هؤلاء الناس، كما يطرح عددا من الأسئلة الخاصة بهذه المادة، فتحليل المحتوى طريقة لدراسة وتحليل مواد الاتصال في أسلوب منظم وموضوعي وكمي بهدف قياس المتغيرات.
إن الخطاب ليس هو اللغة، كما توجد اختلافات عميقة بين الخطاب والنص رغم نشأتهما التقليدية في الدراسات اللغوية، فالخطاب والنص يبحثان في البناء والوظيفة لوحدات اللغة الكبرى، كما تطورا في نفس الوقت تقريباً، لذلك هناك من يعتبرهما متطابقين، لكن توجد فروض كبيرة بينهما على مستوى المفاهيم والمناهج والوظائف، فالخطاب يركز على اللغة والمجتمع، بالإضافة إلى أنه متحرك ومتغير، وله جمهور وهدف وقصد معين ويتشكل من مجموعة من النصوص والممارسات الاجتماعية.
ويرى "فيركلاو" أن مفهوم الخطاب يقصد به استخدام اللغة حديثا وكتابة، كما يتضمن أنواعاً أخرى من النشاط الإعلامي مثل الصور المرئية والصور الفوتوغرافية، والأفلام والفيديو، والرسوم البيانية، والاتصال غير الشفوي مثل حركات الرأس أو الأيدي.. الخ. ويخلص إلى أن الخطاب هو أحد أشكال الممارسة الاجتماعية، ثم يستخدم "فير كلاو" الخطاب بمعنى أضيق حين يقول: الخطاب هو اللغة المستخدمة لتمثيل ممارسة اجتماعية محددة من وجهة نظر معينة، وتنتمى الخطابات بصفة عامة إلى المعرفة"، غير أن "فيركلاو" وغيره من الباحثين في حقل تحليل الخطاب النقدي قد توسعوا في تعريفاتهم واستخداماتهم لمفهوم الخطاب بحيث غدا عندهم يشمل كل شيء يقع تحت مظلته تخصصات ومجالات واسعة في العلوم الاجتماعية، وقد ترافق ذلك بالتوسع في استخدام تحليل الخطاب النقدي عبر تخصصات مختلفة ولأغراض متباينة، مع غياب التعاون بين هذه التخصصات مما أدى إلى عدم الاتفاق على تحديد ماهية تحليل الخطاب، وكيف يمكن تطبيقه ؟ وما حدوده وإمكانياته ؟ ومثل هذه الحالة لا تقلق الكثير من الباحثين، حيث يرى بعضهم أن كثيراً من المفاهيم والنظريات التي تستخدم في العلوم الاجتماعية لا يوجد حولها أتفاق، كما هو الحال في عدم الاتفاق حول تعريف الأيديولوجيا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|