كان الإمام مضافاً إلى شبكة الاتصالات النيابية يتصل بشيعته من خلال إرسال الرسل والمبعوثين، فكان يعالج مشاكل الشيعة عن هذا الطريق، وعلى سبيل المثال يمكن أن نذكر أبا الأديان أحد أصحاب الإمام المقربين ونشاطاته شاهداً على ذلك فقد كان يحمل رسائل الإمام وخطاباته إلى شيعته، ويحمل منهم أيضاً الرسائل والأسئلة والخمس والحقوق الأُخرى إليه الإمام العسكري في سامراء .

وسنشير إلى آخر مهمة وسفرة له وقد حدثت في الأيام الأخيرة من حياة الإمام العسكري في القسم الذي تناولنا فيه كيفية استشهاد الإمام وفضلاً عن المبعوثين كان الإمام يتصل بالشيعة عن طريق المراسلة أيضاً، فكان ينعم عليهم من خلال ذلك بتوجيهاته وإرشاداته فالرسالة التي بعث بها الإمام إلى ابن بابويه والتي سنذكرها في فصل الدعم والتوجيه السياسي لعناصر الشيعة البارزة تعد نموذجاً من تلك الرسائل ناهيك عن الرسالتين اللّتين كتبهما الإمام إلى شيعة قم وآبه آوه وهما موجودتان في كتبنا وتوجد رسائل أُخرى أيضاً للإمام كتبها لمناسبات مختلفة وطبقاً لإحدى الروايات كان الإمام العسكري (عليه السَّلام) قد كتب قبيل رحيله بلحظات في صبح يوم الثامن من ربيع الأوّل عام 260هـ رسائل عديدة إلى أهل المدينة .