المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تفسير الأية (1-7) من سورة الحج
15-9-2020
إعداد المادة الفيلمية للتقرير- إجراءات التصوير
29-7-2021
نظرية التواضع والاصطلاح
12-7-2016
Explaining "How to"
2024-09-11
المكلف بالجهاد
19-11-2019
عدد فرويد Froude Number
18-5-2018


الخلفاء المعاصرون للإمام(عليه السَّلام)  
  
22786   04:24 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص546-554
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / قضايا عامة /

عاصر الإمام في مدّة إمامته القصيرة ثلاثة خلفاء عباسيين كان كل منهم أظلم من الآخر وهم:

1- المعتز باللّه    (252ـ 255).

2- المهتدي باللّه  (255ـ 256).

3- المعتمد باللّه   (256ـ 279).

راح العباسيون الذين ثاروا في بداية ثورتهم باسم العلويين والطلب بثأرهم يمارسون الظلم والاضطهاد كالأمويين وأكثر منهم، ونسوا أو تناسوا ما وعدوا الناس به في السابق ولأجل تقديم صحيفة أعمال الخلفاء العباسيين السوداء الذين عاصروا الإمام، نورد ما حدث من الأحداث وكيفية حكمهم في تلك الفترة بشكل مختصر:

1- المعتز: وهو ابن المتوكل العباسي، وقد وصل إلى الحكم بعد عزل المستعين عام 252هـ، وواصل سيرة من سبقه سيطر الاتراك بعد قتل المتوكل على الأُمور وأصبح الخلفاء تحت أمرتهم بدل أن يكونوا هم كذلك، لدرجة انّه لو رفض الخضوع لمطالبهم خططوا لخلعه أو قتله، والقصة التالية تؤكد ذلك: لمّا جلس المعتز على سرير الخلافة قعد خواصه وأحضروا المنجمين، وقالوا لهم: انظروا كم يعيش وكم يبقى في الخلافة؟ وكان بالمجلس بعض الظرفاء فقال: أنا أعرف من هؤلاء بمقدار عمره وخلافته، فقالوا له: فكم تقول إنّه يعيش؟ وكم يملك ؟قال: مهما أراد الأتراك، فلم يبق في المجلس إلاّ من ضحك .

وبسبب النفوذ والسيطرة التي يتمتع بها الأتراك في بلاط الخلافة كان الوضع بنحو لم يكن للخليفة فيه إلاّ منصب شكلي، وكان زمام الأُمور بيد الأتراك حقيقة فحضروا ذات يوم إلى قصره وأخرجوه منه جرّاً برجله وضربوه بالدبابيس وخرقوا قميصه، وأقاموه في الشمس في يوم صائف، فكان يرفع رجلاً ويضع أُخرى لشدة الحر، وفي هذه الأثناء خلعوه من منصب الخلافة وأشهدوا على ذلك جماعة، ثمّ قرّروا بعد ذلك وللتخلّص أن يودعوه لدى أحدهم حتى يقضي عليه بالتجويع والتعذيب المستمر ويموت عطشاً، وهكذا وضعوا الخليفة الذي لم يكن به غير الرمق في سرداب وسدّوا بابه عليه وبنوا عليه بالآجر حتى مات وهو حي .

2- المهتدي باللّه: المهتدي هو ثاني الخلفاء المعاصرين للإمام الحادي عشر والخليفة العباسي الرابع عشر الذي جلس على كرسي الخلافة بعد قتل أخيه المعتز عام 255هـ، ولم يكن المهتدي مثل أخيه أيضاً يتمتع باستقلالية في الأُمور، وكان لعبة بأيدي الأتراك المتنفذين في البلاط العباسي كانت شخصية المهتدي بالنسبة إلى الخلفاء العباسيّين الآخرين شخصية معتدلة، وغير بعيدة الشبه عن شخصية عمر بن عبد العزيز من الخلفاء الأمويين وكان يقول أحياناً: إنّي استحيي أن يكون في بني أُميّة مثله عمر بن عبد العزيز ولا يكون مثله في بني العباس .

ولذلك كان يجلس مثل عمر بن عبد العزيز للمظالم، ويهتم بأُمور الناس، ويجانب الإسراف في المأكل والملبس ويقتصد فيهما، وقد أطرح الملاهي، وحرّم الشراب، ونبذ الارستقراطية بعد تقلّده الخلافة، وقد تحدث المؤرّخون حول ذلك وأثنوا عليه ؛ ويبدو انّ المهتدي قد بادر إلى هذه الأعمال بسبب الظروف الاجتماعية والسياسية، فقد كان يعرف بأنّه يوجد في المجتمع الإسلامي من هو أفضل منه بكثير وأعلم وأليق بمنصب الخلافة ولذلك كان يجب أن يمنحهم هذا المنصب ويعتزل هو عالم السياسة والحكم، ولهذا أراد أن يكوّن لنفسه بهذه الأعمال قاعدة شعبية، وإلاّ فانّ شخصاً مثله يصوم نهاره و يفطر بالرغيف والخل والملح كما يدّعي بعض المؤرخين كان من المفروض أن يكبت أهواءه النفسية ورغباته ويحتقر الخلافة ويرفضها ولا يتهالك على كرسي الخلافة حتى آخر لحظاته ومقتله كأخيه المعتز، ويعرف التاريخ الكثير من هؤلاء الحكام و من المستبعد أن يكون لأعماله دوافع إلهية .

وأوضح شاهد على دنيوية المهتدي وظلمه هو اعتقال الإمام الحسن العسكري وسجنه وظل معتقلاً حتى قتل وكان ينوي قتل الإمام .

3- المعتمد: وهو ثالث الخلفاء العباسيين المعاصرين للإمام العسكري وقد مضت أربعة أعوام من إمامة الإمام العسكري في عهده، ولد المعتمد عام 229هـ ، ووصل إلى الحكم على يد الأتراك عام 256هـ ومات عام 279 هـ .

وإذا كان المؤرّخون قد ذكروا للمهتدي ابن عم المعتمد ما يحمد عليه وأثنوا على أعماله، فقد قالوا من ناحية أُخرى الكثير حول فساد المعتمد وانحرافه الأخلاقي وأجمعوا على أنّه مولع باللهو والخلاعة والمجون، والشيء الوحيد الذي لم يفكر فيه هو هموم الناس ومشاكلهم، ولهذا السبب رغب الناس عنه وأعرضوا وعلّقوا الآمال على أخيه الموفق:(طلحة بن المتوكل)، لأنّه غرق في الفساد والانحراف الخلقي واللهث وراء أشباع الرغبات فاستلم هو مقاليد الحكم في عهده ؛ وقد كتب المؤرّخون حول سيطرة وسلطة الموفق في عهد المعتمد: كان المعتمد وهو الخليفة مستضعفاً وكان أخوه الموفق طلحة هو الغالب على أُموره .

وكما لاحظنا فإنّ الخلفاء لم يألوا جهداً في إيذاء الأئمّة واضطهادهم والضغط عليهم، وقد بلغت هذه الضغوط والمضايقات ذروتها في عصر الإمام الجواد وخاصة في عصر الإمام الهادي والإمام العسكري (عليهم السلام) في سامراء ؛ وقد كانت شدة هذه الضغوط والمضايقات والاضطهادات لدرجة انّ هؤلاء الأئمّة الثلاثة الذين كانوا يقيمون في سامراء مركز الحكم قد فارقوا الحياة مستشهدين وهم في ريعان شبابهم: فالإمام الجواد استشهد في الخامسة والعشرين، والإمام الهادي في الواحد وأربعين، والإمام العسكري في الثامنة والعشرين، فيكون مجموع أعمارهم 92 عاماً، وهذا يوضح مدى الإيذاء والتعذيب والاضطهاد الذي لاقوه في حياتهم، ولكن درجة الضغط والمضايقة في عهد الإمام العسكري كانت أكبر منها في عهد الإمامين الآخرين، وذلك لسببين:

1- قد تحوّلت الشيعة في عصر الإمام العسكري إلى قوة ضخمة في العراق، وكان الجميع يعلم بأنّهم مخالفون للخلفاء والحكام ولا يعترفون بشرعية أي واحد من العباسيين ويؤمنون بأنّ الإمامة الإلهية باقية في أولاد علي (عليه السَّلام) ، وكانت الشخصية البارزة لهذا البيت في تلك الفترة هو الإمام الحسن العسكري.

والشاهد على قوة الشيعة آنذاك هو اعتراف عبيد اللّه وزير المعتمد بذلك، فقد ذهب جعفر الكذّاب أخو الإمام العسكري بعد استشهاده إلى عبيد اللّه وقال: اجعل لي مرتبة أخي وأنا أوصل إليك في كلّ سنة عشرين ألف دينار; فزبره وقال: يا أحمق انّ السلطان جرد سيفه في الذين زعموا انّ أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يتهيّأ له، فإن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بك إلى مرتب.

2- كان البيت العباسي وحاشيته يعلمون طبقاً للروايات المتواترة بأنّ المهدي المنتظر المبيد لجميع الحكومات المستبدة سيكون من أولاد الحسن العسكري (عليه السَّلام) ، ولهذا كانوا يراقبون كل صغيرة وكبيرة في حياة الإمام على أمل الحصول على ابنه (عليه السَّلام) للقضاء عليه مثل محاولة الفراعنة البائسة للقضاء على موسى .

ولما ذكرنا من الأسباب كان الضغط والاضطهاد على الإمام العسكري شديداً للغاية وأخضعوه للمراقبة من كل ناحية وقد بلغ قلق الحكم العباسي من مكانة الإمام الاجتماعية وشعبيته حداً جعلهم يجبرون الإمام على الحضور في البلاط كلّ اثنين وخميس من الاسبوع ولم يكتف العباسيون بذلك، فقد اعتقل المعتز الإمام وسجنه لشدة خوفهم وتوجّسهم حتى أمر سعيداً الحاجب بحمل الإمام إلى الكوفة وأن يقتله في الطريق غير انّ الأتراك قد قتلوه بعد ثلاثة أيام وجواباً على ذلك يجب أن يقال: إنّ القلق من قوة الإمام الروحية والمعنوية لو كان ينتاب الخليفة وحاشيته فقط لكان الأمر سهلاً وكان الإمام يستطيع أن يمارس نشاطه وبطرق مختلفة وبسرية، غير انّ هذا الخوف والقلق كان قد ألقى بظلّه على شريحة سياسية كبيرة كان الخليفة جزءاً منها، وهي تشمل القوّاد وجميع الذين لهم مع الحكم العباسي مصالح مشتركة. ولهذا السبب كان فرض الضغوط والمضايقات على الإمام يشكل المحور الأساسي للجهاز الحاكم، وحتى لو قتل خليفة وجاء آخر فانّ ذلك لم يكن ليتغير وقد سجن المهتدي بعد المعتز الإمام العسكري مرة أُخرى ونوى أن يقتله ولكن اللّه لم يمهله وثار الأتراك عليه وقتلوه .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.