الأعاصير المدارية Tropical Cyclones

يوصف المناخ في المناطق المدارية بالرتابة وقلة التغير، إلا أن تلك المناطق تتعرض أحياناً لبعض الأعاصير الشديدة التي تلحق بها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. تعرف تلك الأعاصير بأسماء محلية مختلفة. فهي تعرف في أمريكا بالهاريكين Hurricane وفي شرق آسيا وبحر الصين بالتفيون Typhone وفي الفلبين بالويلي ويلي Willy Willies بينما تعرف في المحيط الهندي وبحر العرب بالأعاصير. تختلف الأعاصير المدارية عن المنخفضات الجوية التي تتعرض لها المناطق المعتدلة في أمور كثيرة أهمها:

أ- لا تتكون الأعاصير المدارية نتيجة التقاء كتل هوائية باردة وأخرى دافئة - كما هو الحال في المنخفضات الجوية - بل إنها تتطور عن حالات جوية معينة تحدث في طبقات الجو العليا.

ب- الأعاصير المدارية أقوى بكثير من المنخفضات الجوية بل إن بعضها يلحق بالمناطق التي تتعرض لها كثيراً من المضار والخسائر. فلعلك تذكر - عزيزي الدارس – بعض تلك الأعاصير التي سببت فيضانات مدمرة في بنغلاديش والهند وغيرها من أقطار جنوب شرق آسيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية. وتقدر الطاقة الهائلة لبعض تلك الأعاصير بأكثر من الطاقة الموجودة في أربعين قنبلة ذرية من النوع الذي ألقي على نغازاكي وهيروشيما في الحرب العالمية الثانية. وتتسبب بعض تلك الأعاصير في سقوط أكثر من 500 مم من الأمطار في اليوم الواحد، وتصل سرعة الرياح أحياناً إلى 370كم/ساعة. ومن الأمثلة على الدمار الواسع الذي تسببه بعض تلك الأعاصير الإعصار الذي أصاب بنغلاديش سنة 1970 وأدى إلى مقتل أكثر من 300000 شخص خص وألحق أضراراً واسعة بالممتلكات تزيد عن بليون دولار.

وأيضا إعصار جلبرت الذي تعرضت له منطقة البحر الكاريبي - سنة 1988 وأدى إلى مقتل 52 شخصاً وعشرات الآلاف من المشردين. وقد قدرت الخسائر المادية التي ألحقها ببعض جزر البحر الكاريبي والمكسيك بثمانية بليارات دولار.

ج - تتحرك الأعاصير المدارية من الشرق إلى الغرب وليس من الغرب إلى الشرق كما هو حال المرتفعات الجوية، والسبب في ذلك هو أن الأعاصير المدارية تقع في نطاق الرياح التجارية التي تهب من الشرق إلى الغرب بينما تقع المنخفضات الجوية في نطاق الرياح الغربية.