التغيير الطبوغرافي لخطوط التصدع:

يسبب اختلاف الحركة الرأسية على جوانب الصدوع تباين في مناسيب سطح الأرض، وتكون ما يعرف باسم الجروف الصدعية Fault Scarps. وقد أمكن تمييز الكثير منها بمناطق الجبال والمرتفعات، حيث يبلغ ارتفاع بعضها مئات الأمتار، وفي معظم الأحيان يبدو أن هذه الجروف لم تتكون نتيجة لحركة واحدة، بل لحركات متعاقبة تفصل بين نبضاتها فترات من الهدوء النسبي، وهناك ما يدل على أن الضغوط المسببة للحركات تتلاشى حينما تتحرك الكتل الصخرية فتنزلق أو تنهص بضع عشرات من الأمتار، يعقب ذلك استقرار قد يستمر مئات أو آلاف السنين قبل أن تتراكم الضغوط فيتكرر النبض وتحدث الحركة مرة أخرى.

ببروز الجروف الصدعية تشرع عوامل النت والإزالة في اكتساح المواد من حواف وأسطح الكتل المرفوعة، فتتراجع جوانب الجروف بعيدا عن مواضع التصدع، وتعرف حينئذ بجروف النحت Erosion Scarp وفي نفس الوقت تتآكل الكتل الأرضية التي نهضت فتهبط مناسيبها تدريجياً، فإذا لم تتجدد الحركة لفترة زمنية كافية زال التباين الناجم عن الحركة السابقة وتحول سطح الكتل إلى سهل نشأ من النحت تختفي فيه فوالق الصدوع تحت غلالات متفاوتة السمك من الرواسب، ولا يمكن تمييزها إلا من خلال مقاطع تكشف ما تحت الرواسب السطحية من بنية (شكل 14).