أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-07-2015
4059
التاريخ: 2023-04-29
1238
التاريخ: 31-07-2015
3663
التاريخ: 2023-04-29
1194
|
قال فتح بن يزيد الجرجاني قال ضمني وأبا الحسن الطريق حين منصرفي من مكة إلى خراسان وهو صائر إلى العراق فسمعته وهو يقول من اتقى الله يتقى ومن أطاع الله يطاع قال فتلطفت في الوصول إليه فسلمت عليه فرد علي السلام وأمرني بالجلوس وأول ما ابتدأني به أن قال يا فتح من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق ومن أسخط الخالق فأيقن أن يحل به الخالق سخط المخلوق وإن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه وأنى يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله والخطرات أن تحده والأبصار عن الإحاطة به جل عما يصفه الواصفون وتعالى عما ينعته الناعتون نأى في قربه وقرب في نأيه فهو في نأيه قريب وفي قربه بعيد كيف الكيف فلا يقال كيف وأين الأين فلا يقال أين إذ هو منقطع الكيفية و الأبنية هو الواحد الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فجل جلاله أم كيف يوصف بكنهه محمد (صلى الله عليه واله) وقد قرنه الجليل باسمه وشركه في عطائه وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته إذ يقول {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 74]ِ وقال يحكي قول من ترك طاعته وهو يعذبه بين أطباق نيرانها وسرابيل قطرانها {يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} [الأحزاب: 66] أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة رسوله حيث قال {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] وقال { وَلَو رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ } [النساء: 83] وقال {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58] وقال {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] يا فتح كما لا يوصف الجليل جل جلاله والرسول والخليل وولد البتول فكذلك لا يوصف المؤمن المسلم لأمرنا فنبينا أفضل الأنبياء وخليلنا أفضل الأخلاء ووصيه أكرم الأوصياء اسمها أفضل الأسماء وكنيتهما أفضل الكنى وأجلاها لولم يجالسنا إلا كفو لم يجالسنا أحد ولولم يزوجنا إلا كفو لم يزوجنا أحد أشد الناس تواضعا أعظمهم حلما وأنداهم كفا وأمنعهم كنفا ورث عنهما أوصياؤهما علمهما فاردد إليهم الأمر وسلم إليهم أماتك الله مماتهم وأحياك حياتهم إذا شئت رحمك الله قال فتح فخرجت فلما كان من الغد تلطفت في الوصول إليه فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت يا ابن رسول الله أ تأذن لي في مسألة اختلج في صدري أمرها ليلتي قال سل وإن شرحتها فلي وإن أمسكتها فلي فصحح نظرك وتثبت في مسألتك واصغ إلى جوابها سمعك ولا تسأل مسألة تعينت واعتن بما تعتني به فإن العالم والمتعلم شريكان في الرشد مأموران بالنصيحة منهيان عن الغش وأما الذي اختلج في صدرك ليلتك فإن شاء العالم أنبأك إن الله لم يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فكلما كان عند الرسول كان عند العالم وكلما اطلع عليه الرسول فقد اطلع أوصياؤه عليه لئلا تخلو أرضه من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته يا فتح عسى الشيطان أراد اللبس عليك فأوهمك في بعض ما أودعتك وشككك في بعض ما أنبأتك حتى أراد إزالتك عن طريق الله وصراطه المستقيم فقلت متى أيقنت أنهم كذا فهم أرباب معاذ الله أنهم مخلوقون مربوبون مطيعون لله داخرون راغبون فإذا جاءك الشيطان من قبل ما جاءك فاقمعه بما أنبأتك به فقلت له جعلت فداك فرجت عني وكشفت ما لبس الملعون علي بشرحك فقد كان أوقع في خلدي أنكم أرباب قال فسجد أبوالحسن وهو يقول في سجوده راغما لك يا خالقي داخرا خاضعا قال فلم يزل كذلك حتى ذهب ليلي ثم قال يا فتح كدت أن تهلك وتهلك وما ضر عيسى إذا هلك من هلك فاذهب إذا شئت رحمك الله قال فخرجت وأنا فرح بما كشف الله عني من اللبس بأنهم هم وحمدت الله على ما قدرت عليه فلما كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهومتك وبين يديه حنطة مقلوة يعبث بها وقد كان أوقع الشيطان في خلدي أنه لا ينبغي أن يأكلوا ويشربوا إذ كان ذلك آفة والإمام غير مئوف فقال اجلس يا فتح فإن لنا بالرسل أسوة كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق وكل جسم مغذو بهذا إلا الخالق الرازق لأنه جسم الأجسام وهو لم يجسم ولم يجز ابتناءه ولم يتزايد ولم يتناقص مبرأ من ذاته ما ركب في ذات من جسمه الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد منشئ الأشياء مجسم الأجسام وهو السميع العليم اللطيف الخبير الرؤوف الرحيم تبارك وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا لوكان كما وصف لم يعرف الرب من المربوب ولا الخالق من المخلوق ولا المنشئ من المنشأ ولكنه فرق بينه وبين من جسمه وشيأ الأشياء إذ كان لا يشبهه شيء يرى ولا يشبه شيئا.
محمد بن الريان بن الصلت قال كتبت إلى أبي الحسن أستأذنه في كيد عدو ولم يمكن كيده فنهاني عن ذلك وقال كلاما معناه تكفاه فكفيته والله أحسن كفاية ذل وافتقر ومات في أسوء الناس حالا في دنياه ودينه علي بن محمد الحجال قال كتبت إلى أبي الحسن أنا في خدمتك وأصابني علة في رجلي لا أقدر على النهوض والقيام بما يجب فإن رأيت أن تدعو الله أن يكشف علتي ويعينني على القيام بما يجب علي وأداء الأمانة في ذلك ويجعلني من تقصيري من غير تعمد مني وتضييع مال أتعمده من نسيان يصيبني في حل ويوسع علي وتدعو لي بالثبات على دينه الذي ارتضاه لنبيه (صلى الله عليه واله) فوقع كشف الله عنك وعن أبيك قال وكان بأبي علة ولم أكتب فيها فدعا له ابتداء .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|