المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

السلوك اختيار إرادي
8-12-2021
الأهداف والاستراتيجيات
27-7-2016
Democritus of Abdera
19-10-2015
الاطـار القـانـونـي لإدارة الافـراد فـي مـصـر
2023-04-05
جود الامام الكاظم
10-8-2016
مكنون الايض البشري Human Metabolome
16-8-2018


شهادة الامام الهادي واسباب مقتله (عليه السلام)  
  
4462   04:48 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص502-505
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام) /

من المتفق عليه انّ الامام (عليه السلام) توفي سنة 254هـ ، وحصل الاختلاف في يوم وفاته، فذهب بعض العلماء إلى انّها كانت في اليوم الثالث من شهر رجب فعلى القول بانّ ولادته وقعت في سنة 212هـ يكون عمره (عليه السلام) حين الوفاة 42 سنة، وتوفى أبوه وهو ابن ثمان سنين وخمسة أشهر، فانتقلت الخلافة والامامة إليه، وكانت مدّة امامته 33 سنة .

قال العلامة المجلسي: أقام (عليه السلام) حوالي ثلاث عشرة سنة بالمدينة الطيبة ثم دعاه المتوكل إلى سر من رأى، فمكث فيها عشرين سنة ودفن في البيت الذي كان ساكنا فيه‏ .

يقول المؤلف: بناء على الرواية التي تقول انّ المتوكل استدعى الامام (عليه السلام) إلى سرّ من رأى في سنة 243هـ، تكون مدّة اقامته بها إحدى عشرة سنة، وعلى قول المسعودي تكون تسع عشرة سنة، ولقد أدرك من خلفاء بني العباس المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز، واستشهد في ايّام المعتز بالسّم .

قال المسعودي في مروج الذهب: حدّثني محمد بن الفرج بمدينة جرجان في المحلّة المعروفة ببئر أبي عنان، قال: حدّثني أبو دعامة، قال: أتيت عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى عائدا في علّته التي كانت وفاته منها في هذه السنة، فلمّا هممت بالانصراف قال لي: يا أبا دعامة قد وجب حقك أ فلا أحدّثك بحديث تسرّ به؟

قال: فقلت له: ما أحوجني إلى ذلك يا ابن رسول اللّه، قال: حدّثني أبي محمد بن عليّ، قال: حدّثني أبي علي بن موسى، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدّثني أبي محمد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، قال: قال رسول اللّه: اكتب يا عليّ، قال: قلت: وما اكتب؟

قال لي: اكتب، بسم اللّه الرحمن الرحيم، الايمان ما وقرته القلوب، وصدقته الأعمال، والاسلام ما جرى به اللسان وحلّت به المناكحة .

قال أبو دعامة: فقلت: يا ابن رسول اللّه ما أدري واللّه أيّهما أحسن، الحديث أم الاسناد ؟

فقال: انّها لصحيفة بخطّ عليّ بن أبي طالب بإملاء رسول اللّه (صلى الله عليه واله) نتوارثها صاغرا عن كابر .

روى الشيخ الطبرسي عن أبي هاشم الجعفري (رحمه اللّه) انّه أنشد اشعارا في الامام وقد اعتلّ (عليه السلام) :

مادت الأرض بي وادّت فؤادي‏                      واعترتني موارد العرواء

حين قيل الامام نضو عليل‏                        قلت نفسي فدته كلّ الفداء

مرض الدّين لاعتلالك واعتلّ‏                        وغارت له نجوم السّماء

عجبا إن منيت بالداء والسقم‏                        وأنت الامام حسم الداء

أنت آسي الأدواء في الدين و                        الدنيا ومحيي الأموات والأحياء

وقد سمّه المعتمد العباسي أخو المعتز على رواية الشيخ الصدوق وآخرين ولم يكن عنده حين وفاته غير ابنه الامام الحسن العسكري (عليه السلام) ، فلمّا توفي حضر جميع الأشراف والأمراء، وشقّ الامام العسكري (عليه السلام) جيبه ثم انصرف إلى غسله وتكفينه ودفنه، ودفنه في الحجرة التي كانت محلّا لعبادته ؛ واعترض بعض الجهلة الحمقى على الامام في انّ شق الجيب لا يناسب شأنك، فوقّع (عليه السلام) إلى من قال ذلك: يا أحمق ما يدريك ما هذا، قد شقّ موسى على هارون (عليهما السّلام) ‏.

قال الشيخ الأجل عليّ بن الحسين المسعودي (رحمه اللّه) في اثبات الوصية: وحدثنا جماعة كلّ واحد منهم يحكي انّه دخل الدار وقد اجتمع فيها جملة من بني هاشم من الطالبيين والعباسيين واجتمع خلق من الشيعة ولم يكن ظهر عندهم أمر أبي محمد (عليه السلام) ولا عرف خبرهم الّا الثقات الذين نص أبوالحسن عندهم عليه .

فحكوا انّهم كانوا في مصيبة وحيرة فهم في ذلك إذ خرج من الدار الداخلة خادم فصاح بخادم آخر يا رياش خذ هذه الرقعة وامض بها إلى دار أمير المؤمنين وادفعها إلى فلان وقل له: هذه رقعة الحسن بن عليّ .

فاستشرف الناس لذلك، ثم فتح من صدر الرواق باب وخرج خادم أسود ثم خرج بعده أبومحمد (عليه السلام) حاسرا مكشوف الرأس، مشقوق الثياب وعليه مبطنة بيضاء، وكان وجهه وجه أبيه (عليه السلام) لا يخطئ منه شيئا وكان في الدار أولاد المتوكل وبعضهم ولاة العهود، فلم يبق أحد الّا قام على رجله ووثب إليه أبومحمد الموفق، فقصده أبومحمد (عليه السلام) ، فعانقه، ثم قال له: مرحبا يا ابن العم، وجلس بين بابي الرواق والناس كلّهم بين يديه، وكانت الدار كالسوق بالأحاديث، فلمّا خرج وجلس امسك الناس، فما كنّا نسمع شيئا الّا العطسة والسعلة وخرجت جارية تندب أبا الحسن (عليه السلام) ، فقال أبومحمد (عليه السلام) : ما هاهنا من يكفي مئونة هذه الجاهلة؟ فبادر الشيعة إليها، فدخلت الدار ؛ ثم خرج خادم فوقف بحذاء أبي محمد (عليه السلام) ، فنهض (صلى اللّه عليه) واخرجت الجنازة وخرج يمشي حتى اخرج بها إلى الشارع الذي بازاء دار موسى بن بقا، وقد كان أبومحمد صلى عليه قبل أن يخرج إلى الناس وصلّى عليه لما اخرج المعتمد، ثم دفن في دار من دوره‏ .

وروى المسعودي أيضا في مروج الذهب: وكانت وفاة أبي الحسن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد في يوم الاثنين لأربع بقين من جمادي الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين وهو ابن أربعين سنة، وقيل ابن اثنتين وأربعين سنة وسمع في جنازته جارية تقول: ما ذا لقينا في يوم الأثنين قديما وحديثا؟ واشارت بهذا إلى يوم وفاة النبي (صلى الله عليه واله) وغصب الخلافة من قبل المنافقين والبيعة التي عمّ شؤمها الاسلام، ولا يبعد أنّ هذه الجارية هي التي سمع الامام (عليه السلام) ندبتها ولم يستحسن ذلك لكون كلامها خلاف التقية .

 وقال المسعودي أيضا في اثبات الوصية: واشتدّ الحرّ على أبي محمد (عليه السلام) وضغطة الناس في طريقه و منصرفه من الشارع بعد الصلاة عليه، فصار في طريقه إلى دكان لبقال رآه‏ مرشوشا، فسلّم عليه واستأذنه في الجلوس، فاذن له وجلس ووقف الناس حوله .

فبينا نحن كذلك إذ أتاه شاب حسن الوجه، نظيف الكسوة على بغلة شهباء على سرج ببرذون أبيض قد نزل عنه فسأله ان يركبه، فركب حتى أتى الدار ونزل وخرج في تلك العشية إلى الناس ما كان يخرج‏  عن أبي الحسن (عليه السلام) حتى لم يفتقدوا منه الّا الشخص‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.