المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

حروف الطباعة
11-7-2020
تحبب او تبلور العسل Honey Granulation or Crystallization
3-9-2021
ما تحتج به المذاهب الأخرى في عدم التفريق بين العقد الباطل والعقد الفاسد
29-8-2020
The oral glucose tolerance test
16-3-2016
Phase Transition
12-10-2021
التقييم واختيار الاسواق الدولية
15-9-2016


معجزات الامام الهادي (عليه السلام)  
  
3853   03:37 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : اعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج2 , ص114-124
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام) /

عن محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن الوشّاء عن خيران الاَسباطيّ قال : قدمت على أبي الحسن عليّ بن محمد (عليهما السلام) بالمدينة فقال لي : ما خبر الواثق عندك؟ ؛ قلت : جعلت فداك خلّفته في عافية أنا من أقرب الناس عهداً به عهدي به منذ عشرة أيّام .قال : فقال : إنّ الناس يقولون : إنّه مات فعلمت أنّه يعني نفسه ثمّ قال : ما فعل جعفر؟ ؛ قلت : تركته أسوء الناس حالاً في السجن .

قال : فقال : أما إنّه صاحب الاَمر ما فعل ابن الزيّات؟ قلت : الناس معه والاَمر أمره .

فقال : أمّا إنه شؤم عليه  ثمّ سكت وقال لي : لا بدّ أن تجري مقادير الله وأحكامه يا خيران مات الواثق وقعد المتوكّل جعفر وقتل ابن الزيّات ؛ قلت : متى جعلت فداك؟ فقال : بعد خروجك بستّة أيّام ؟.

وبهذا الاِسناد عن معلّى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبدالله عن عليّ بن محمد النوفليّ قال : قال لي محمد بن الفرج الرُخّجي : إنّ أبا الحسن (عليه السلام) كتب إليه : يا محمد أجمع أمرك وخذ حذرك ؛ قال : فأنا في جمع أمري لست أدري ما الذي أراد بما كتب حتّى ورد عليّ رسول حملني من وطني مصفَّداً بالحديد وضرب على كلّ ما أملك فمكثت في السجن ثماني سنين ثمّ ورد عليّ كتاب منه وأنا في السجن : يا محمد بن الفرج لا تنزل في ناحية الجانب الغربي  فقرأت الكتاب وقلت في نفسي : يكتب أبو الحسن إليّ بهذا وأنا في السجن إنّ هذا لعجب! فما مكثت إلاّ أيّاماً يسيرة حتّى أُفرج عنّي وحُلّت قيودي وخُلّي سبيلي ؛ قال : وكتبت إليه بعد خروجي أسأله أن يسأله الله تعالى أن يردّ عليّ ضيعتي فكتب اليّ : سوف تردّ عليك وما يضرّك ألاّ تردّ عليك ؛ قال عليّ بن محمد النوفليّ : فلمّا شخص محمد بن الفرج الرُخَّجي إلى العسكر كُتب إليه بردّ ضياعه فلم يصل الكتاب حتّى مات .

قال النوفليّ : وكتب عليّ بن الخصيب إلى محمد بن الفرج بالخروج إلى العسكر فكتب إلى أبي الحسن (عليه السلام) يشاوره فكتب إليه : اُخرج فإنّ فيه فرجك إن شاء الله  فخرج فلم يلبث إلاّ يسيراً حتّى مات .

وذكر أحمد بن محمد بن عيسى قال : أخبرني أبو يعقوب قال : رأيت محمد بن الفرج قبل موته بالعسكر في عشيّة من العشايا وقد استقبل أبا الحسن (عليه السلام) فنظر إليه نظراً شافياً فاعتلّ محمد بن الفرج من الغد فدخلت عليه عائداً بعد أيّام من علّته فحدّثني أنّ أبا الحسن (عليه السلام) قد أنفذ إليه بثوب وأرانيه مدرجاً تحت رأسه .

قال : فكفّن والله فيه .

وذكر أيضاً عن أبي يعقوب قال : رأيت أبا الحسن (عليه السلام) مع أحمد بن الخصيب يتسايران وقد قصر أبو الحسن (عليه السلام) عنه فقال له ابن الخصيب : سر جعلت فداك ؛ قال له أبو الحسن (عليه السلام) : أنت المقدّم ؛ فما لبثنا إلاّ أربعة أيّام حتّى وضع الدّهق على ساق ابن الخصيب وقتل .

قال : وألحّ عليه ابن الخصيب في الدار التي كان قد نزلها وطالبه بالانتقال منها وتسليمها إليه فبعث إليه أبو الحسن (عليه السلام) : لأقعدن بك من الله مقعداً لا تبقى لك معه باقية ؛ فأخذه الله في تلك الاَيّام .

ومما شاهده أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ من دلائله (عليه السلام) وسمعته من السيّد الصالح أبي طالب الحسيني القصيّ رحمه الله بالإسناد الذي تقدّم ذكره عن أبي عبدالله أحمد بن محمد بن عيّاش قال : حدّثني أبو طالب عبدالله بن أحمد بن يعقوب قال : حدّثنا الحسين بن أحمد المالكيّ الاَسديّ قال : أخبرني أبو هاشم الجعفريّ قال : كنت بالمدينة حين مرّبها بغاء أيّام الواثق في طلب الاَعراب فقال أبو الحسن (عليه السلام) : اُخرجوا بنا حتّى ننظر إلى تعبئة هذا التركيّ ؛ فخرجنا فوقفنا فمرّت بنا تعبئته فمرّ بنا تركيّ فكلّمه أبو الحسن (عليه السلام) بالتركيّة فنزل عن فرسه فقبّل حافر دابّته .

قال : فحلّفت التركيّ وقلت له : ما قال لك الرجل؟ قال : هذا نبيّ؟ قلت : ليس هذا بنبيّ .

قال : دعاني باسم سُمّيت به في صغري في بلاد الترك ما علمه أحد إلى الساعة.

قال أبو عبدالله بن عيّاش : وحدّثني عليّ بن حبشيّ بن قوني قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدّثنا أبو هاشم الجعفريّ قال : دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فكلّمني بالهنديّة فلم أحسن أن أردّ عليه وكان بين يديه ركوة ملأى حصىً فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه فمصّها ثلاثاً ثمّ رمى بها إليّ فوضعتها في فمي فوالله ما برحت من عنده حتّى تكلّمت بثلاثة وسبعين لساناً أوّلها الهندية .

قال ابن عيّاش : وحدّثني عليّ بن محمد المقعد قال : حدّثني يحيى ابن زكريّا الخزاعي عن أبي هاشم قال : خرجت مع أبي الحسن (عليه السلام) إلى ظاهر سرّ من رأى نتلقّى بعض الطالبيّين فأبطأ فطرح لابي الحسن (عليه السلام) غاشية السرج فجلس عليها ونزلت عن دابّتي وجلست بين يديه وهو يحدّثني وشكوت إليه قصور يدي فأهوى بيده إلى رمل كان عليه جالساً فناولني منه أكفّاً وقال : اتّسع بهذا يا أبا هاشم واكتم ما رأيت ؛ فخبأته معي ورجعنا فأبصرته فإذا هو يتّقد كالنيران ذهباً أحمر فدعوت صائغاً إلى منزلي وقلت له : أسبك لي هذا فسبكه وقال : ما رأيت ذهباً أجود منه وهو كهيئة الرمل فمن أين لك هذا فما رأيت أعجب منه؟ قلت : هذا شيء عندنا قديماً تدّخره لنا عجائزنا على طول الاَيّام.

قال ابن عيّاش : وحدّثني أبو طاهر الحسن بن عبد القاهر الطاهري قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن الاَشتر العلويّ قال : كنت مع أبي على باب المتوكّل وأنا صبيّ في جمع من الناس ما بين عباسي إلى طالبيّ إلى جندي وكان إذا جاء أبو الحسن ترجّل الناس كلّهم حتّى يدخل فقال بعضهم لبعض : لِمَ نترجل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سناً؟! والله لا ترجلنا له . فقال أبو هاشم الجعفريّ : والله لترجلنَّ : والله لترجلنَّ له صغرة إذا رأيتموه .

فما هو إلاّ أن أقبل وبصروا به حتّى ترجّل له الناس كلّهم فقال لهم أبو هاشم : أليس زعمتم أنّكم لا تترجلون له؟ فقالوا له : والله ما ملكنا أنفسنا حتّى ترجّلنا .

قال : وحدّثني أبو القاسم عبدالله بن عبدالرحمن الصالحيّ من آل إسماعيل بن صالح وكان أهل بيته بمنزلة من السادة (عليهم السلام) ومكاتبين لهم : أنّ أبا هاشم الجعفريّ شكا إلى مولانا أبي الحسن عليّ بن محمد (عليه السلام) ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر من عنده إلى بغداد وقال له : يا سيّدي ادع الله لي فما لي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه .

فقال : قوّاك الله يا أبا هاشم وقوّى برذونك ؛ قال : فكان أبو هاشم يصلّي الفجر ببغداد ويسير على البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك عسكر سرّ من رأى ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون بعينه فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت .

وروى محمد بن يعقوب عن عليّ بن محمد عن إبراهيم بن محمد الطاهري قال : مرض المتوكّل من خُراج خرج به فأشرف منه على الموت فلم يجسر أحدٌ أن يمسّه بحديد فنذرت اُمّه ان عوفي ان تحمل إلى أبي الحسن (عليه السلام) مالاً جليلاً من مالها .

وقال الفتح بن خاقان للمتوكل : لو بعثت إلى هذا الرجل يعني أبا الحسن فإنّه ربّما كان عنده صفة شيء يفرّج الله تعالى به عنك .

فقال : ابعثوا إليه ؛ فمضى الرسول ورجع فقال : خذوا كُسْبَ الغنم فديفوه بماء ورد وضعوه على الخراج فإنّه نافع بإذن الله تعالى ؛ فجعل من يحضر المتوكّل يهزأ من قوله فقال لهم الفتح : وما يضرّ من تجربة ما قال فوالله إنّي لأرجو الصلاح به ؛فاحضر الكُسْب وديف بماء الورد ووضع على الخراج فخرج منه ما كان فيه وبُشّرت اُمّ المتوكّل بعافيته فحملت إلى أبي الحسن (عليه السلام) عشرة آلاف دينار تحت ختمها واستقلّ المتوكّل من علّته ؛ فلما كان بعد أيّام سعى البطحائي بأبي الحسن (عليه السلام) إلى المتوكّل وقال : عنده أموال وسلاح فتقّدم المتوكل إلى سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلاً ويأخذ ما يجد عنده من الاَموال والسلاح ويحمله إليه .

قال إبراهيم : قال لي سعيد الحاجب : صرت إلى دار أبي الحسن (عليه السلام) بالليل ومعي سلّم فصعدت منه على السطح ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة فلم أدر كيف أصل إلى الدار فناداني أبو الحسن (عليه السلام) من الدار : يا سعيد مكانك حتّى يأتوك بشمعة ؛ فلم ألبث أن آتوني بشمعة فنزلت فوجدت عليه جبّة صوف وقلنسوة منها وسجّادة على حصير بين يديه وهو مقبل على القبلة فقال لي : دونك البيوت  فدخلتها وفتّشتها فلم أجد فيها شيئاً ووجدت البدرة مختومة بخاتم أمّ المتوكّل وكيساً مختوماً معها فقال لي أبو الحسن (عليه السلام) : دونك المصلّى  فرفعته فوجدت سيفاً في جفن غير ملبوس فأخذت ذلك وصرت إليه  فلمّا نظر إلى خاتم اُمّه على البدرة بعث إليها فخرجت إليه فسألها عن البدرة فأخبرني بعض خدم الخاصّة أنّها قالت : كنت نذرت في علّتك إن عوفيت أن أحمل إليه من مالي عشرة آلاف دينار فحملتها إليه وهذا خاتمي على الكيس ما حرّكها ؛ وفتح الكيس الآخر فأذا فيه أربعمائة دينار فأمر أن تضمّ إلى البدرة بدرة اُخرى وقال لي : إحمل ذلك إلى أبي الحسن واردد عليه السيف والكيس .

فحملت ذلك واستحييت منه وقلت له : يا سيّدي عزّ عليّ دخولي دارك بغير إذنك ولكني مأمور ؛ فقال لي : يا سعيد {سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227].

وروى الحسين بن الحسن الحسني قال : حدّثني أبو الطّيب يعقوب ابن ياسر قال : كان المتوكّل يقول : ويحكم أعياني أمر ابن الرضا وجهدت أن يشرب معي وينادمني فامتنع .

فقال له بعض من حضر : إن لم تجد من ابن الرضا ما تريد من هذه الحال فهذا أخوه موسى قصّاف عزّاف يأكل ويشرب ويعشق ويتخالع فأحضره واشهره فإنّ الخبر يسمع عن ابن الرضا ولا يفرّق الناس بينه وبين أخيه من عرفه اتّهم أخاه بمثل فعاله .

فقال : اكتبوا بإشخاصه مكرماً ؛ فاُشخص وتقدّم المتوكّل أن يتلقّاه جميع بني هاشم والقوّاد وسائر الناس وعمل على أنّه إذا وافى أقطعه قطيعة وبنى له فيها وحوّل إليها الخمّارين والقيان وتقدّم بصلته وبرّه وأفرد له منزلاً سريّاً يصلح لاَن يزوره هو فيه ؛ فلمّا وافى موسى تلقّاه أبو الحسن (عليه السلام) في قنطرة وصيف فسلّم عليه ثمّ قال له إنّ هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك ويضع منك فلا تقرّ له أنّك شربت نبيذاً قطّ واتّق الله يا أخي أن ترتكب محظوراً ؛ فقال له موسى : إنّما دعاني لهذا فما حيلتي؟ قال : فلا تضع من قدرك ولا تعص ربّك ولا تفعل ما يشينك فما غرضه إلاّ هتكك ؛ فأبى عليه موسى وكرّر أبو الحسن عليه القول والوعظ وهو مقيم على خلافه فلمّا رأى أنّه لا يجيب قال : أمّا إنّ الذي تريد الاجتماع معه عليه لا تجتمع عليه أنت وهو أبداً ؛ قال : فأقام ثلاث سنين يبكر كلّ يوم إلى باب المتوكّل ويروح فيقال له : قد سكر أوقد شرب دواء حتّى قتل المتوكّل ولم يجتمع معه على شراب .

وذكر الحسن بن محمد بن جمهور العمّيّ في كتاب الواحدة قال : حدّثني أخي الحسين بن محمد قال : كان لي صديق مؤدّب لولد بغاء أو وصيف الشكّ منّي فقال لي : قال لي الاَمير منصرفه من دار الخليفة : حبس أمير المؤمنين هذا الذي يقولون : ابن الرضا اليوم ودفعه إلى عليّ بن كركر فسمعته يقول : أنا أكرم على الله من ناقة صالح { تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} [هود: 65]  وليس يفصح بالآية ولا بالكلام أيّ شيء هذا؟ فلمّا كان من الغد أطلقه واعتذر إليه فلمّا كان في اليوم الثالث وثب عليه : باغز ويغلون وتامش وجماعة معهم فقتلوه وأقعدوا المنتصر ولده خليفة .

قال : وحدّثني أبو الحسين سعيد بن سهلويه البصريّ وكان يلقّب بالملاّح قال : كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشميّ البصريّ وكنت معه بسرّ من رأى إذا رآه ابو الحسن (عليه السلام) في بعض الطرق فقال له : إلى كم هذه النومة؟ أما آن لك أن تنتبه منها؟  ؛ فقال لي جعفر : سمعت ما قال لي عليّ بن محمد قد والله قدح في قلبي شيء ؛ فلمّا كان بعد أيّام حدث لبعض أولاد الخليفة وليمة فدعانا فيها ودعا أبا الحسن معنا فدخلنا فلمّا رأوه أنصتوا إجلالاً له وجعل شابٌ في المجلس لا يوقّره وجعل يلفظ ويضحك فأقبل عليه وقال له : يا هذا فلمّا كان من الغد أطلقه واعتذر إليه فلمّا كان في اليوم الثالث وثب عليه : باغز ويغلون وتامش وجماعة معهم فقتلوه وأقعدوا المنتصر ولده خليفة .

قال : وحدّثني أبو الحسين سعيد بن سهلويه البصريّ وكان يلقّب بالملاّح قال : كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشميّ البصريّ وكنت معه بسرّ من رأى إذا رآه ابو الحسن (عليه السلام) في بعض الطرق فقال له : إلى كم هذه النومة؟ أما آن لك أن تنتبه منها؟ ؛  

فقال لي جعفر : سمعت ما قال لي عليّ بن محمد قد والله قدح في قلبي شيء ؛ فلمّا كان بعد أيّام حدث لبعض أولاد الخليفة وليمة فدعانا فيها ودعا أبا الحسن معنا فدخلنا فلمّا رأوه أنصتوا إجلالاً له وجعل شابٌ في المجلس لا يوقّره وجعل يلفظ ويضحك فأقبل عليه وقال له : يا هذا أتضحك ملء فيك وتذهل عن ذكر الله وأنت بعد ثلاثة أيّام من أهل القبور ؛ قال : فقلنا : هذا دليل حتّى ننظر ما يكون؟ قال : فأمسك الفتى وكفّ عمّا هو عليه وطعمنا وخرجنا فلمّا كان بعد يوم اعتلّ الفتى ومات في اليوم الثالث من أوّل النهار ودفن في آخره.

وحدثني سعيد أيضاً قال : اجتمعنا أيضاً في وليمة لبعض أهل سرّ من رأى وأبو الحسن معنا فجعل رجلٌ يعبث ويمزح ولا يرى له جلالاً فأقبل على جعفر فقال : أما إنّه لا يأكل من هذا الطعام وسوف يرد عليه من خبر أهله ما ينغّص عليه عيشه ؛  قال : فقُدمت المائدة قال جعفر : ليس بعد هذا خبرٌ قد بطل قوله فوالله لقد غسل الرجل يده وأهوى إلى الطعام فإذا غلامه قد دخل من باب البيت يبكي وقال له : الحق اُمّك فقد وقعت من فوق البيت وهي بالموت .

قال جعفر : قلت : والله لا وقفت بعد هذا وقطعت عليه والروايات في هذا الباب كثيرة وفيما أوردناه كفاية .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.