النقاط التجارية

وتظهر هذه المراكز حينما تسنح الفرصة لاتصـال شـعـب بـدائـي بـآخر متقـدم نسبيا، وهي متى ظهرت تكون بمثابة إرهاقات للتجارة البعيدة. هـي أصـل وبدايـة للتجارة الخارجية، مثلما السوق المحلية أصل وبداية للتجارة الداخليـة. ونذكر منها بهذا الصدد جماعات اللاب وسفراتهم الطويلة إلى المراكز الساحلية التجارية على متن زلاقات محملة بجلود الرنة، على أمل استبدالها بما يحتاجونـه مـن إبـر صـلبية وخيوط وبنادق صيد. كما قامت في كندا مثل هذه المراكز، حيث يستبدل الهنود الحمـر الفـراء الثمين بالسلاح والتبغ والمشروبات الروحية. ومع مرور الزمن، ازدادت هذه النقاط أهمية وتضاعفت عددا، وتحول كثير منها من أشباه مـدن إلى مراكز مدنيـة بعـد أن نمت أقاليمها, وقد ارتبط ذلك بزيادة أرباح الشعوب المتقدمة، وميـل مستوى معيشة الشعوب المتخلفة إلى الارتفاع. ومهما يكن من شيء، فإنه علي الرغـم مـن أن حيـاة هذه النقاط التجارية في كف القدر، أو على الأقل جد بطيئة. إلا أنها أماكن قد تجد فيها الحياة الحضرية فرصة للنمو.