النواة والتعديل

نتيجة للتطور العمراني الهائل الذي تعرضت له المدن، منذ نهاية القرن الـ19م حتى عام 2000م، أصبحت النواة القديمة في المدينة، عقبة في تسهيل حركة المرور المطردة، الأمر الذي أدى لمشكلة حادة، تواجـه مخططـي المدن لتعـديـل هـذه المنطقة. وتعزى صعوبة التعديل إلى الرغبة في المحافظة على المظهر القديم، ومسايرة الجديد في آن واحد.

وتضم النواة القديمة ثروة كبيرة من الأبنية الأثرية، والمساجد والكنائس والمعالم الحضرية القديمة، والتي تعكس موروفولوجية قلب المدينة القديم، الأمر الذي يقتضي المحافظة على هذه الثروة المعمارية. ولكـن قلـة المساحات الفضـاء، وضيق الشوارع والمباني غير الصحية، دفعت المخططين إلى الترقيع بدلاً من إعادة البنـاء مـن جديد. وإذا ما تعرضت هذه المنطقة بالذات، لكارثة طبيعية أو بشـرية مدمرة. عنـدهـا يقـوم المخططون بإعادة البناء بما يوفر الراحة والمتعة. وفي نفس الوقت المحافظة على الطابع القديم لحد ما ولكن هذا التعديل لا يتم دوماً بهذه الطرق الفجائية. وإنما يتم بتعويض بعض الملاك عن مبانيهم بمبالغ كبيرة؛ لحل مشكلة اختناق حركة النقـل وتحسين الأحوال الصحية دون انقطاع كلياً عن تراث المدينة في القرون الماضية.