المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

البقع الملونة في الفلفل
22-1-2023
آداب المجلس
9-5-2020
رفض المواد الذائبة Dissolved Substances Rejection
4-2-2018
راحة البال
24-5-2020
هارون بن موسى بن شَريك (الأخفش)
13-08-2015
حشرات المواد المخزونة عبر التاريخ
7-2-2016


ما هي الصلاة؟ ولماذا نصلي؟ كيف أعيش مع زوجي الذي لا يصلي؟  
  
2331   10:13 صباحاً   التاريخ: 20-2-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص178ـ181
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

الصلاة هي ذكر الله، وذهاب إلى ضيافة الله الكبرى والوقوف أمام عظمته بأمل وأدب والإعراب عن الشكر والامتنان له وطلب الحاجة منه والتضرع إليه. فالمصلي يقف بكل خضوع وخشوع أمام الله العزيز العظيم ويقر بربوبيته ويطرد عن نفسه كل أنواع الشرك بالله ويعترف بوحدانية الباري جل وعلا ويلتمس منه العذر والمغفرة لذنوبه السابقة. فالمصلي يضع وجهه على الأرض خمس مرات في اليوم لكي لا ينسى خالقه الذي خلق الإنسان من نطفة مهينة وأعطاه السمع والبصر والعقل والذكاء ومنحه الحياة ولكي لا يتمرد على ما أمر به الله ولا يرتكب المعاصي والموبقات وينسى نفسه والهدف من وجوده وخلقه. الإنسان يصلي لكي لا ينسى الله الرؤوف الرحيم الذي خلقه ورزقه وهو مولاه ومدبر أموره ومعيشته وبالتالي لكي لا ينجرف أو يميل إلى السوء والضلال.

نبي الإسلام الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله يعتبر الصلاة كنبع الماء الزلال الصافي وكالعين التي يتدفق منها الماء حيث يغتسل فيها الإنسان المؤمن ويطهر نفسه بها خمس مرات في اليوم وينظف روحه من جميع القبائح والمساوئ ويتخلص من جميع الأقذار والأدران. الصلاة هي ذكر لله وهذا الذكر النوراني والسماوي يمنع الإنسان الذي يعيش فوق هذه الأرض الترابية من ارتكاب الذنوب والمعاصي ويحفظه من المفاسد على اختلاف أنواعها وبالتالي فإن ذكر الله يسمو بالإنسان ويجعله يقترب من خالقه.

والآن ومع الأخذ بعين الاعتبار مفهوم الصلاة وأهميتها من الناحية المعنوية ومن الناحية التربوية أيضاً، ما هو ردكم على السؤال الذي ورد من خلال الرسالة التالية التي بعثت بها إلينا إحدى الأخوات الكريمات:

الرسالة:... منذ فترة جاء شاب يطلب يدي للزواج وأكثر والدا هذا الشاب في التردد على بيتنا وهما يصرّان على أن يخطباني لابنهما. أسرة الشاب أسرة محترمة ومعروفة ويقولون بأن والده ووالدته طيبان ومؤمنان ولكن الشاب نفسه لا يصلي. فهو بنفسه قال لي: القلب يجب أن يكون نظيفا ومع الله. الصلاة ليست مهمة، ما علاقة الصلاة بالحياة؟ إذا أردت أن تصلي، فصلي، ما شأنك أنت إن أنا صيت أم لا؟ والدي ووالدتي تركا لي الخيار في قبول هذا الشاب أو رفضه، فهل أقبل به وأتزوجه؟ وهل سأعيش حياة سعيدة معه؟ ماذا أقول له... أرجو أن ترشدوني.

أيتها الأخت الكريمة!

إن الشاب الذي لا يصلي ولا يقبل الإرشاد والهداية فإنه لا يفهم حقيقة الدين. فالصلاة هي حق الله فكيف تتوقعين من الشخص الذي لا يراعي حق الله ولا يفي بما عاهد الله به، أن يؤدي حقك ويفي بما تعهد به لك؟! فالذي لا يطهّر نفسه بينبوع الصلاة فإن الأوساخ والأدران تكسو جسمه فتنبعث منه رائحة كريهة ويصبح عبداً للشيطان الذي يحثه على ارتكاب المزيد من الأعمال القبيحة والمعاصي ويجعله ينجرف نحو معاص أعظم وذنوب أكبر، إذن كيف يمكنك أن تعيشي حياة سعيدة هانئة مع شخص كهذا؟ كيف يمكنك أن تثقي بأمانته ووفائه؟ كيف يمكنك أن تقبلي به زوجاً لك؟ ولكي تدركي بشكل أفضل النتائج السيئة والمؤذية التي تترتب على ترك الصلاة وعدم الاعتناء بها وكيف أن الشخص الذي لا يصلي يخسر ويضيع دنياه وآخرته وأن الاستخفاف بالصلاة والاستهانة بها يجعل الشخص سيئ الخلق يعيش حياة قلقة مضطربة مظلمة، لكي تفهمي كل هذه الأمور طالعي هذه الرسالة التي وصلتنا من أخ كريم:

الرسالة:... في عام... عرّفوني على فتاة لغرض الزواج منها فذهبنا لخطبتها وتحدثنا عن كل شيء... وقد طرحت أنا بعض الأسئلة على أهل الفتاة منها، هل أن إبنتكم تصلي؟ وهل تعمل بواجباتها الشرعية؟... فكان ردهم عليّ بالإيجاب، ولكن بعد ان تحققت في الامر قيلاً اكتشفت ان بعض ما أخبروني به لم يكن صحيحاً ولذاك قررت أن أغض النظر عن الزواج منها ولكن نتيجة لإصرار والدتي اضطررت أن أسمع كلامها واتزوج من تلك الفتاة. في بداية حياتنا الزوجية كانت تصرفاتها وأخلاقها جيدة جداً.. ولكن ذلك لم يستمر سوى عدة أشهر فقط حيث بدأت زوجتي تتخلّى عن كل شيء فهي لا تصلي ولا تصوم وتثير النقاش والجدل والنزاع معي حول أمور تافهة وتضرب الأطفال بقسوة وبدأت تظهر عليها آلاف الخصال والصفات السيئة. فهي لا تعرف شيء سوى ارتداء الملابس الأنيقة والذهاب إلى المآدب والحفلات دون إذن مني وهي تكرر القول: «إني لا أستطيع أن أعيش وحيدة في هذا المنزل»... قررت أن أطلقها ولكني ومن أجل طفليّ لم أطلقها بعد. أرجوكم أن تنصحوها من خلال برامج التلفزيون وتتكلموا عن أهمية الصلاة، كما ارجو أن تجيبوني خطياً وتقولوا لي ماذا أفعل؟

لاحظت أيتها الأخت الكريمة كيف أن تارك الصلاة يتنكر لكل شيء ويتخلى عن كل شيء ويفقد صفاته وخصاله الحسنة تدريجياً؟! فعندما ينسى الشخص صلاته ويغفل عنها فإنه يغفل شيئاً فشيئاً عن ذكر الله ويفقد طهارة ونظافة قلبه وينطفئ نور الإيمان فيه ويصبح مظلماً، وتعمه القساوة وعدم الوفاء. وأنت أيها الأخ الكريم يجب أن تعلم بأن الصلاة هي غصن يانع من أغصان شجرة المعرفة والوعي وعندما تكون جذور هذه الشجرة ميتة فكيف يمكننا أن نتصور أن تكون أغصانها خضراء يانعة؟!

وعلى هذا الأساس عليك أولاً أن تحيي في قلب زوجك الإيمان بالله والاعتقاد بالآخرة ويوم المعاد، وتجعليه يؤمن بأن الإنسان لم يخلق عبثاً وهو سيعيش بعد الموت حياة خالدة وباقية لا تفنى وأن الله الخالق القدير سوف يحاسبه يوم القيامة على أعماله وتصرفاته. وبعد ذلك قولي له بأن جميع الأنبياء والمرسلين ولا سيما خاتمهم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله أكدوا كثيرا على الصلاة ووجوب الالتزام بها. حيث قال النبي صلى الله عليه وآله: [حافظوا على الصلوات الخمس فإن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة يدعو بالعبد، فأول شيء يسأل عنه الصلاة فإن جاء بها تاماً وإلا زخ في النار](1).

وجاء في الحديث الشريف أيضاً: [الصلاة عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها](2).

ونحن كلنا أمل في أن تتمكني من جعل زوجك يعي ويدرك قيمة وأهمية وجوده في هذه الدنيا وتجعليه أيضاً يتعرف على الله ويعيد علاقته بخالقه بعد أن كان قد قطع صلته بالباري سبحانه وتعالى وعليك أن تحثيه وتشجعيه على معاشرة ومصادقة الأفراد المؤمنين الملتزمين بصلاتهم لكي يتعرف بذلك على هذا الينبوع الوضاء ألا وهو الصلاة.

___________________________________

(١) بحار الأنوار ، ج١٠ ص ٣٦٩.

(2) المترجم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.