أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2017
2143
التاريخ: 20-12-2021
1652
التاريخ: 13-1-2016
2713
التاريخ: 26-7-2019
2042
|
الصلاة هي ذكر الله، وذهاب إلى ضيافة الله الكبرى والوقوف أمام عظمته بأمل وأدب والإعراب عن الشكر والامتنان له وطلب الحاجة منه والتضرع إليه. فالمصلي يقف بكل خضوع وخشوع أمام الله العزيز العظيم ويقر بربوبيته ويطرد عن نفسه كل أنواع الشرك بالله ويعترف بوحدانية الباري جل وعلا ويلتمس منه العذر والمغفرة لذنوبه السابقة. فالمصلي يضع وجهه على الأرض خمس مرات في اليوم لكي لا ينسى خالقه الذي خلق الإنسان من نطفة مهينة وأعطاه السمع والبصر والعقل والذكاء ومنحه الحياة ولكي لا يتمرد على ما أمر به الله ولا يرتكب المعاصي والموبقات وينسى نفسه والهدف من وجوده وخلقه. الإنسان يصلي لكي لا ينسى الله الرؤوف الرحيم الذي خلقه ورزقه وهو مولاه ومدبر أموره ومعيشته وبالتالي لكي لا ينجرف أو يميل إلى السوء والضلال.
نبي الإسلام الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله يعتبر الصلاة كنبع الماء الزلال الصافي وكالعين التي يتدفق منها الماء حيث يغتسل فيها الإنسان المؤمن ويطهر نفسه بها خمس مرات في اليوم وينظف روحه من جميع القبائح والمساوئ ويتخلص من جميع الأقذار والأدران. الصلاة هي ذكر لله وهذا الذكر النوراني والسماوي يمنع الإنسان الذي يعيش فوق هذه الأرض الترابية من ارتكاب الذنوب والمعاصي ويحفظه من المفاسد على اختلاف أنواعها وبالتالي فإن ذكر الله يسمو بالإنسان ويجعله يقترب من خالقه.
والآن ومع الأخذ بعين الاعتبار مفهوم الصلاة وأهميتها من الناحية المعنوية ومن الناحية التربوية أيضاً، ما هو ردكم على السؤال الذي ورد من خلال الرسالة التالية التي بعثت بها إلينا إحدى الأخوات الكريمات:
الرسالة:... منذ فترة جاء شاب يطلب يدي للزواج وأكثر والدا هذا الشاب في التردد على بيتنا وهما يصرّان على أن يخطباني لابنهما. أسرة الشاب أسرة محترمة ومعروفة ويقولون بأن والده ووالدته طيبان ومؤمنان ولكن الشاب نفسه لا يصلي. فهو بنفسه قال لي: القلب يجب أن يكون نظيفا ومع الله. الصلاة ليست مهمة، ما علاقة الصلاة بالحياة؟ إذا أردت أن تصلي، فصلي، ما شأنك أنت إن أنا صيت أم لا؟ والدي ووالدتي تركا لي الخيار في قبول هذا الشاب أو رفضه، فهل أقبل به وأتزوجه؟ وهل سأعيش حياة سعيدة معه؟ ماذا أقول له... أرجو أن ترشدوني.
أيتها الأخت الكريمة!
إن الشاب الذي لا يصلي ولا يقبل الإرشاد والهداية فإنه لا يفهم حقيقة الدين. فالصلاة هي حق الله فكيف تتوقعين من الشخص الذي لا يراعي حق الله ولا يفي بما عاهد الله به، أن يؤدي حقك ويفي بما تعهد به لك؟! فالذي لا يطهّر نفسه بينبوع الصلاة فإن الأوساخ والأدران تكسو جسمه فتنبعث منه رائحة كريهة ويصبح عبداً للشيطان الذي يحثه على ارتكاب المزيد من الأعمال القبيحة والمعاصي ويجعله ينجرف نحو معاص أعظم وذنوب أكبر، إذن كيف يمكنك أن تعيشي حياة سعيدة هانئة مع شخص كهذا؟ كيف يمكنك أن تثقي بأمانته ووفائه؟ كيف يمكنك أن تقبلي به زوجاً لك؟ ولكي تدركي بشكل أفضل النتائج السيئة والمؤذية التي تترتب على ترك الصلاة وعدم الاعتناء بها وكيف أن الشخص الذي لا يصلي يخسر ويضيع دنياه وآخرته وأن الاستخفاف بالصلاة والاستهانة بها يجعل الشخص سيئ الخلق يعيش حياة قلقة مضطربة مظلمة، لكي تفهمي كل هذه الأمور طالعي هذه الرسالة التي وصلتنا من أخ كريم:
الرسالة:... في عام... عرّفوني على فتاة لغرض الزواج منها فذهبنا لخطبتها وتحدثنا عن كل شيء... وقد طرحت أنا بعض الأسئلة على أهل الفتاة منها، هل أن إبنتكم تصلي؟ وهل تعمل بواجباتها الشرعية؟... فكان ردهم عليّ بالإيجاب، ولكن بعد ان تحققت في الامر قيلاً اكتشفت ان بعض ما أخبروني به لم يكن صحيحاً ولذاك قررت أن أغض النظر عن الزواج منها ولكن نتيجة لإصرار والدتي اضطررت أن أسمع كلامها واتزوج من تلك الفتاة. في بداية حياتنا الزوجية كانت تصرفاتها وأخلاقها جيدة جداً.. ولكن ذلك لم يستمر سوى عدة أشهر فقط حيث بدأت زوجتي تتخلّى عن كل شيء فهي لا تصلي ولا تصوم وتثير النقاش والجدل والنزاع معي حول أمور تافهة وتضرب الأطفال بقسوة وبدأت تظهر عليها آلاف الخصال والصفات السيئة. فهي لا تعرف شيء سوى ارتداء الملابس الأنيقة والذهاب إلى المآدب والحفلات دون إذن مني وهي تكرر القول: «إني لا أستطيع أن أعيش وحيدة في هذا المنزل»... قررت أن أطلقها ولكني ومن أجل طفليّ لم أطلقها بعد. أرجوكم أن تنصحوها من خلال برامج التلفزيون وتتكلموا عن أهمية الصلاة، كما ارجو أن تجيبوني خطياً وتقولوا لي ماذا أفعل؟
لاحظت أيتها الأخت الكريمة كيف أن تارك الصلاة يتنكر لكل شيء ويتخلى عن كل شيء ويفقد صفاته وخصاله الحسنة تدريجياً؟! فعندما ينسى الشخص صلاته ويغفل عنها فإنه يغفل شيئاً فشيئاً عن ذكر الله ويفقد طهارة ونظافة قلبه وينطفئ نور الإيمان فيه ويصبح مظلماً، وتعمه القساوة وعدم الوفاء. وأنت أيها الأخ الكريم يجب أن تعلم بأن الصلاة هي غصن يانع من أغصان شجرة المعرفة والوعي وعندما تكون جذور هذه الشجرة ميتة فكيف يمكننا أن نتصور أن تكون أغصانها خضراء يانعة؟!
وعلى هذا الأساس عليك أولاً أن تحيي في قلب زوجك الإيمان بالله والاعتقاد بالآخرة ويوم المعاد، وتجعليه يؤمن بأن الإنسان لم يخلق عبثاً وهو سيعيش بعد الموت حياة خالدة وباقية لا تفنى وأن الله الخالق القدير سوف يحاسبه يوم القيامة على أعماله وتصرفاته. وبعد ذلك قولي له بأن جميع الأنبياء والمرسلين ولا سيما خاتمهم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله أكدوا كثيرا على الصلاة ووجوب الالتزام بها. حيث قال النبي صلى الله عليه وآله: [حافظوا على الصلوات الخمس فإن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة يدعو بالعبد، فأول شيء يسأل عنه الصلاة فإن جاء بها تاماً وإلا زخ في النار](1).
وجاء في الحديث الشريف أيضاً: [الصلاة عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها](2).
ونحن كلنا أمل في أن تتمكني من جعل زوجك يعي ويدرك قيمة وأهمية وجوده في هذه الدنيا وتجعليه أيضاً يتعرف على الله ويعيد علاقته بخالقه بعد أن كان قد قطع صلته بالباري سبحانه وتعالى وعليك أن تحثيه وتشجعيه على معاشرة ومصادقة الأفراد المؤمنين الملتزمين بصلاتهم لكي يتعرف بذلك على هذا الينبوع الوضاء ألا وهو الصلاة.
___________________________________
(١) بحار الأنوار ، ج١٠ ص ٣٦٩.
(2) المترجم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|