أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2021
2222
التاريخ: 2024-07-15
496
التاريخ: 17-12-2020
1994
التاريخ: 11-10-2016
2538
|
علاقة النفس والأنا بالله سبحانه وتعالى هو تحسيس النفس بالشكر لله سبحانه والشكر احسن وافضل أداة ، لتعبيد الإنسان لله تعالى ، وكسر الأنا وتحجيمها كذلك ،أن الشكر يكسر حالة الأنانية لدى النفس ذاتها.
فالشكر هو تحسيس النفس بالعلاقة مع الله سبحانه في خطين : خط صاعد وخط نازل.
الخط الصاعد : الشكر يحسس الانسان بحاجته وفقره تجاه الله عز وجل.
والخط النازل : الشكر يحسسنا بنعمة الله وفضله ، وبتعبير آخر : الشكر يقوم بعمل مزودج، وان هذه العلاقة قائمة بين الإنسان وبين المولى عز وجل سواء وعيناها ام لم نعيها.
ان عملية الشكر تسلط الضوء على هذه العلاقة الصاعدة والنازلة بين الله وبين الانسان ، وتجعلنا نعي ونشعر بفقرنا إلى الله من ناحية ، ومن ناحية اخرى تجعلنا نشعر بنعمة الله وفضله.
وهذه هي افضل أنماط العلاقة بين الإنسان وبين ربه ، لأن حقيقة العلاقة بين كل طرفين طبيعة مزدوجة، وكل علاقة لابد فيها من طرفين وهو أخذ وعطاء ... ولا يمكن بدون هاتين العمليتين ان تتم علاقة ابداً .
فعلاقتنا بالله سبحانه ماذا تقدم وترفع إلى الله عز وجل ؟ وماذا ينزل إلينا من الله تبارك وتعالى ؟ الشكر يبلور لنا ذلك.
فالذي نقدمه لله عز وجل هو : الفقر : والحاجة ، والاعتذار ، والشعور بالذلة تجاه الله تعالى ، والله ينزل علينا الرحمة ، والنعمة ، والفضل منه سبحانه ، ومعرفة هذه العلاقة تشعر الإنسان برحمة الله وبفقره إلى خالقه وربه ، فوعي الشكر إذن له تأثير عظيم في تحطيم وتحجيم الأنانية لدى النفس ، وكسر كبريائها وجماحها وبهذا الوعي لا يعد الإنسان يشعر بأناه الذاتية ، ولا يسمح لذاته ان تتحكم فيه فالإنسان الذي يخضع نفسه لله ، ويرجوا رحمته وفضله ، ويقر له بفقره وحاجته فلا يمكن لأناه ان تبرز.
الشكر تعلق بالله والسكر تعلق بالذات :
عندما يعيش الإنسان حالة الوهم والخيال يخرج عن حجمه الحقيقي فيصيبه السكر في مقابل عملية الشكر ، وهما ينطلقان من توجهين مختلفين على وجه الارض : الشكر ينطلق من منطلق تعلق الإنسان بالله عز وجل ، والسكر ينطلق من منطلق تعلق الإنسان بالذات وذوبانه فيها، والسكر والشكر ينبثقان كلاهما من النعمة .
فالنعمة في الوقت التي تسكر الغافل عن الله تعالى ، تدفع الإنسان المرتبط بالله إلى شكر منعهما.
ان نعمة المال والبنين والجاه والكرسي ... وغيرها هبة الله للإنسان فإذا وضعها في إناء موصول بالله انتجت الشكر، وادل كلمة في الفكر الاسلامي على ذلك ما قاله امير المؤمنين (عليه السلام) : (ذلك حيث تسكرون من غير شراب من النعمة والنعيم)(1)
ويقول (عليه السلام) : (فاتقوا سكرات النعمة وبوائق النقمة)(2).
ولأجل هذه الاهمية للشكر نجده يستوعب اكثر الادعية المأثورة عن اهل البيت (عليه السلام) كدعاء الافتتاح ، ودعاء أبي حمزة الثمالي، ودعاء الإمام الحسين يوم عرفه، وغير ذلك فترى هذه الادعية تبدأ بفصل طويل عن الشكر.
______________
(1) نهج البلاغة ، الخطبة : 187 .
(2) المصدر نفسه : 151.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|