أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2021
1923
التاريخ: 2-1-2021
1730
التاريخ: 23-1-2022
1077
التاريخ: 20-12-2021
1993
|
التكتلات الاقتصادية:
نظرا للتطور الاقتصادي في عالمنا المعاصر، واختلاف الموارد الاقتصادية بين دول العالم، وبسبب عدم تناسق توزيع الموارد الطبيعية على سطح الأرض، ونتيجة للحروب التي مرت بها البشرية ولاسيما ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، فقد تغيرت الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لمعظم دول العالم التي تأثرت بهذه الحروب سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، ولذلك أصبح التكتل الاقتصادي ظاهرة سائدة وضرورة اقتضتها الظروف لمواجهة الأخطار الاقتصادية التي تعرض لها الدول في السلم والحرب, فهتاك ارتباط وثيق بين الموارد الاقتصادية والسياسية.
ويحقق التكتل الاقتصادي فوائد كثيرة للدول المنظمة في مجموعة من مجموعاته، مثل قصمان الحصول على المواد الأولية، وتوسيع نطاق سوق السلع المنتجة، الأمر الذي يترتب عليه ريادة الإنتاج وخفض التكاليف ما يشجع على التخصص في الإنتاج واستخدام وسائل الإنتاج الحديثة وريادة الجودة. كما يؤدى التكتل الاقتصادي إلى رفع مستوى المعيشة وزيادة القوة الشرائية، وتوزيع عوامل الإنتاج على المنطقة المتسعة التي تضمها الكتلة الاقتصادية، فتقل الاختناقات الإقليمية في كل من الإنتاج ومستوى المعيشة.
إن الهدف الرئيسي لأي تكتل بين مجموعة من الدول هو التكامل الاقتصادي بين هذه الدول للاستفادة من الموارد المختلفة الموزعة بين مجموعة دول التكتل، والتعرف على مواطن القوة والضعف فيها لرسم التخطيط الاقتصادي للاستغناء عن الخارج في الاستيراد والتصدير، حيث تقوم استراتيجية التكتل على سياسة الاكتفاء الذاتي والعمل بكل الوسائل لتحقيق هذا الهدف.
وقد وضحت سياسة الاكتفاء الذاتي التي يهدف إليها التكتل لأول مرة في الحرب العالمية الأولى بين امبراطوريات الوسط (المانيا والنمسا والمجر وبلغاريا وتركيا)، وجبهة الحلفاء (فرنسا وإنجلترا وروسيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية)، حيث حاولت دول الجبهتين تنظيم إنتاجها واستهلاكها، وتحويل المصانع التي كانت تعمل في سبيل إنتاج حاجات الاستهلاك العادية إبان فترات السلم إلى مصانع لإنتاج معدات القتال. كما مورست هذه السياسة في الحرب العالمية الثانية حيت قطعت الاتصالات الخارجية وتعطلت وسائل المواصلات وتوقف الاستيراد فظهرت بذلك سياسة الاكتفاء الذاتي لمواجهة الموقف.
وليس من الضروري أن يأتي التكتل الاقتصادي بفوائد متساوية لجميع دول المجموعة، فحجم الدول الأعضاء وعددها له أثره، واختلاف السلع المنتجة، واختلاف وسائل الإنتاج، والموقع الجغرافي لكل دولة من دول المجموعة والارتباط بوسائل النقل المختلفة بسهولة ويسر بين دول التكتل عادة يختلف من دولة لأخرى، وكلما كان متوافرا كلما كان ذلك أفضل. وبعض العوامل التي تتوافر في دولة قد لا تتوافر في دولة أخرى، ولكن الفوائد مما يتوافر لدى بعض الدول من عوامل ينعكس على البعض الآخر في ظل التكتل الاقتصادي.
وقد كانت شعوب قارة أوربا أول من أسهم في نشأة التكتلات الاقتصادية نتيجة لما تعرضت له هذه الشعوب من أزمات اقتصادية بسبب الحروب العالمية، فقد: فقدت دول غرب أوربا الاستعمارية معظم مستعمراتها، كما فقدت سيطرتها السياسية والعسكرية، وانقسمت إلى كتلتين، ترتبط إحداهما بالاتحاد السوفيتي والثانية بالولايات المتحدة, وقد سيطرت فكرة التكتل الاقتصادي في أوربا عقب الحروب التي الحقت الدمار بدول القارة، وأصبح محتما أن تفكر هذه الدول في مواجهة الدولتين الكبيرتين (الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية)، وذلك بعد أن انقسمت اوربا إلى دول صغيرة متنافسة لا يمكنها البقاء والصمود أمام الدولتين الكبيرتين طالما بقيت هذه الدول منقسمة على نفسها، كما أصبح تكتل الدول الأوربية ملحا أمام بوادر ظهور الصين كدولة كبرى.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|