منظمة الوحدة الأفريقية :

سعت بعض الدول الأفريقية لإيجاد اتحاد يضم الدول الأفريقية مجتمعة بدلا من المنظمات الإقليمية المحدودة، ولهذا الفرض أمكن تجميع عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية في مؤتمر أفريقي كبير في أديس أبابا في 25 مايو 1963وهو الذي أسفر عن إبرام ميثاق أديس أبابا، الذي أسفر عن إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية The Organization of African Unity, وقد شهدت أروقة هذا المؤتمر جدلا كبيرا حول الشكل الذي ستكون عيه هذه المنظمة، فكان هناك اتجاه نزعمه الرئيس الغاني (كوامى نكروما) ينادي بتوحيد أفريقيا فورا عن طريق إنشاء دولة أفريقية فيدرالية تندمج فيها كل الكيانات السياسية الأفريقية القائمة، وحجة هذا الرأي أن الوحدة الأفريقية الفورية هي أفضل السبل لمحاربة الاستعمار بكل صوره وأشكاله، وهى وحدها الحل الأفضل للمنازعات القائمة على أساس الحدود، كما أنها الضمان لحرية القارة الأفريقية بأجمعها.

ولكن هذا الاتجاه لاقى معارضة من معظم الدول المشتركة في المؤتمر على أساس أنه يتجاهل الصعوبات التي تقف أمام التوحيد السياسي لقارة أفريقيا لما تضمه من مختلف الجنسيات واللفات والديانات والقوميات, كما كان هناك اتجاه لقيام تجمعات إقليمية في نطاق القارة الإفريقية نزعمه رئيس جمهورية ليبريا ثم اتجاه ثالث أقوى ينادي بإنشاء منظمة واحدة لكل القارة، وقد تزعم هذا الاتجاه جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر العربية والإمبراطور هيلاسيلاسي رئيس أثيوبيا, وفي ظل هذا الجدل وهذه الصراعات واختلاف وجهات النظر في شكل الوحدة الأفريقية تنم الاتفاق على إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية على أساس التعاون الاختياري بين الدول الأعضاء مع احتفاظ كل منهم بسيادته كما يبدو من أهداف ومبادئ المنظمة، ولكل دولة افريقية مستقلة ذات سيادة الحق في أن تصبح عضوا في المنظمة.