أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-06-2015
2562
التاريخ: 11-08-2015
1903
التاريخ: 21-06-2015
2654
التاريخ: 14-08-2015
2082
|
من أهل نيسابور ذكره الثعالبي فقال هو لسان خراسان وعينها وواحدها في الكتابة والبلاغة وممن لم يخرج مثله في الصناعة والبراعة وكان تأدب بنيسابور عند مؤدب بها يعرف بالحسن بن مهرجان من أعرف المؤدبين بأسرار التأديب والتدريس وأعلمهم بطريق التدريج إلى التخريج ثم حرر مديدة في بعض الدواوين فخرج منقطع القرين واسطة عقد الفضل ونادرة الزمان وبكر الفلك كما قال فيه الهزيمي: [الرمل]
(سبق الناس بيانا فغدا ... وهو بالإجماع بكر الفلك)
(أصبح الملك به متسقا ... لسليل الملك عبد الملك)
ووقع في ريعان أمره وعنفوان عمره إلى أبي علي
الصاغاني واستأثر به واستخلصه لنفسه وقلده ديوان رسائله فحسن خبره وسافر أثره
وكانت كتبه ترد على الحضرة في نهاية الحسن والنضرة فتقع المنافسة فيه
ويكاتب أبو علي في إيثار الحضرة به فيتعلل ويتسلل لواذا ولا يخرج عنه إلى أن كان
من كشف أبي علي قناع العصيان وانهزامه في وقعة خرجيك إلى الصغانيان ما كان وحصل
أبو القاسم في جملة الأسرى من أصحاب أبي علي فحبس في القهندز وقيد مع حسن الرأي
فيه وشدة الميل إليه. ثم إن الأمير الحميد نوح بن نصر أراد أن يستكشفه عن سره ويقف
على خبيئة صدره فأمر أن يكتب إليه رقعة على لسان بعض المشايخ ويقال له فيها إن أبا
العباس الصاغاني قد كتب إلى الحضرة يستوهبك من السلطان ويستدعيك إلى الشاس لتتولى
له كتابة الكتب السلطانية فما رأيك في ذلك فوقع في الرقعة { رب السجن أحب إلي مما
يدعونني إليه } فلما عرض توقيعه على الحميد حسن موقعه منه وأعجب به وأمر بإطلاقه
والخلع عليه وإقعاده في ديوان الرسائل خليفة لأبي عبد الله الحسين بن العميد
الملقب بكله وهو والد أبي الفضل بن العميد وكان الاسم للعميد والعمل لأبي القاسم
وعند ذلك قال بعض مجان الحضرة: [مجزوء الرجز]
(تبظرم الشيخ كله ... ولست أرضى ذاك له)
(كأنه لم ير من ... قعدت عنه بدله)
(والله إن دام على ... هذا الجنون والبله)
(فإنه أول من ... ينتف منه السبله)
وكان أبو القاسم يهجوه فقال فيه وكان يحضر
الديوان في محفة لسوء أثر النقرس على قدمه: [مجزوء الكامل]
(يا ذا الذي ركب المحفة ... جامعا فيها جهازه)
(أترى الزمان يعيشني ... حتى يرينيها جنازه)
فلم تطل الأيام حتى أدركت العميد منيته وبلغ أبو
القاسم أمنيته وتولى العمل برأسه وعلا أمره وبعد صيته وجمعت رسائله أقسام الحسن
والجودة وازداد على الأيام تبحرا في الصناعة ويحكى أن الحميد أمره ذات يوم بكتب
كتاب إلى بعض الأطراف وركب متصيدا واشتغل أبو القاسم عن ذلك لمجلس أنس عقده بين
إخوان جمعهم عنده فحين رجع الحميد من متصيده استدعى أبا القاسم وأمره باستصحاب
الكتاب الذي رسم له كتابته ليعرضه عليه ولم يكن كتبه فأجاب داعيه وقد نال منه
الشراب ومعه طومار بياض أوهم أنه مكتوب فيه الكتاب المرسوم له وقعد بالبعد عنه
فقرأ عليه كتابا طويلا سديدا بليغا أنشأه في وقته وقرأه عن ظهر قلبه وارتضاه
الحميد وهو يحسب أنه قرأه من سواد مكتوبه وأمره بختمه فرجع إلى منزله وحرر ما قرأه
وأصدره على الرسم في أمثاله.
ومن عجيب أمره: أنه كان أكتب الناس في
السلطانيات فإذا تعاطى الإخوانيات كان قصير الباع وكان يقال إذا استعمل أبو القاسم
نون الكبرياء تكلم من السماء وكان في علو الرتبة في النثر وانحطاطه في النظم
كالجاحظ ورسائله كثيرة مدونة سائرة في الآفاق.
قال: ولما انتقل إلى جوار ربه أكمل ما كان شبابا
وآدابا وغدت الكتابة لفراقه شعثاء والبلاغة غبراء
أكبر فضلاء الحضرة رزيته وأكثروا مرثيته فمن ذلك
قول الهزيمي الأبيوردي من قصيدة: [الطويل]
(ألم تر ديوان الرسائل عطلت ... لفقدانه أقلامه ودفاتره)
(كثغر مضى حاميه ليس لسده ... سواه وكالكسر الذي
عز جابره)
(ليبك
عليه خطه وبيانه ... فذا مات واشيه وذا مات ساحره)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|