أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
5762
التاريخ: 21-06-2015
2263
التاريخ: 10-04-2015
3085
التاريخ: 13-08-2015
2306
|
ابن عمرو بن الأهتم أبو صفوان التميمي المنقري، أحد فصحاء العرب وخطبائهم، كان راوية للأخبار خطيبا مفوها بليغا، وكان يجالس هشام بن عبد الملك وخالدا القسري.
حدث العتبي قال: قال هشام بن عبد الملك لسبة بن
عقال وعنده الفرزدق وجرير والأخطل وهو يومئذ أمير ألا تخبرني عن هؤلاء الذين قد
مزقوا أعراضهم، وهتكوا أستارهم وأغروا بين عشائرهم في غير خير ولا بر ولا
نفع أيهم أشعر فقال سبة أما جرير فيغرف من بحر وأما الفرزدق فينحت من صخر وأما
الأخطل فيجيد المدح والفخر. فقال هشام: ما فسرت لنا شيئا نحصله. فقال: ما عندي غير
ما قلت. فقال لخالد بن صفوان: صفهم لنا يا ابن الأهتم فقال: أما أعظمهم فخرا
وأبعدهم ذكرا وأحسنهم عذرا وأشدهم ميلا وأقلهم غزلا وأحلاهم عللا الطامي إذا زخر
والحامي إذا زأر والسامي إذا خطر الذي إن هدر قال وإن خطر صال الفصيح اللسان
الطويل العنان فالفرزدق. وأما أحسنهم نعتا وأمدحهم بيتا وأقلهم فوتا الذي إن هجا
وضع وإن مدح رفع فالأخطل.
وأما أغزرهم بحرا وأرقهم شعرا وأهتكهم لعدوه
سترا الأغر الأبلق الذي إن طلب لم يسبق وإن طلب لم يلحق فجرير. وكلهم ذكي الفؤاد
رفيع العماد واري الزناد. فقال له مسلمة بن عبد الملك: ما سمعنا بمثلك يا خالد في
الأولين ولا رأينا في الآخرين. وأشهد أنك أحسنهم وصفا وألينهم عطفا وأعفهم مقالا
وأكرمهم فعالا. فقال خالد: أتم الله عليكم نعمه وأجزل لديكم قسمه وآنس بكم الغربة
وفرج بكم الكربة وأنت والله ما علمت أيها الأمير كريم الغراس عالم بالناس جواد في
المحل بسام عند البذل حليم عند الطيش في ذروة قريش ولباب عبد شمس ويومك خير من أمس.
فضحك هشام وقال ما رأيت كتخلصك يا ابن صفوان في مدح هؤلاء ووصفهم حتى أرضيتهم
جميعا.
وعن عمر بن شبة: قال مر خالد بن صفوان بأبي
نخيلة الشاعر الراجز وقد بنى دارا فقال له أبو نخيلة يا أبا صفوان كيف ترى داري
قال رأيتك سألت فيها إلحافا وأنفقت ما جمعت لها إسرافا جعلت إحدى يديك سطحا وملأت
الأخرى سلحا فقلت من وضع في سطحي وإلا ملأته بسلحي. ثم ولى وتركه فقيل له ألا
تهجوه فقال إذن والله يركب بغلته ويطوف في مجالس البصرة ويصف ابنتي بما يعيبها.
وعن يونس بن حبيب النحوي قال: قال رجل لخالد بن
صفوان كان عبدة بن الطبيب لا يحسن أن يهجو فقال: لا تقل ذاك فوالله ما أبى عن عي
ولكنه كان يترفع عن الهجاء ويراه ضعة كما يرى تركه مروة وشرفا ثم قال: [الوافر]
(وأجرأ من رأيت بظهر غيب ... على عيب الرجال
أولو العيوب)
وحدث شبيب بن شيبة عن خالد بن صفوان قال أوفدني
يوسف بن عمر الثقفي إلى هشام بن عبد الملك في وفد العراق فقدمت عليه وقد خرج
متبديا بأهله وقرابته وحشمه وجلسائه وغاشيته فنزل في أرض قاع صحصح تنائف فيح في
عام قد بكر وسميه وتتابع وليه وأخذت الأرض فيه زينتها من اختلاف ألوان نبتها من
نور ربيع مونق فهو في أحسن منظر ومخبر وأحسن مستمطر بصعيد كأن ترابه قطع الكافور
حتى لو أن قطعة ألقيت فيه لم تترب وقد ضرب له سرادق من حبر كان صنعه له يوسف بن
عمر باليمن فيه فسطاط فيه أربعة أفرشة من
خز أحمر مثلها مرافقها وعليه دراعة من خز أحمر مثلها عمامتها وقد أخذ الناس
مجالسهم فأخرجت رأسي من ناحية السماط فنظر إلي مثل المستنطق لي فقلت أتم الله عليك
يا أمير المؤمنين نعمه وسوَّغكها بشكره وجعل ما قلدك من هذا الأمر رشدا وعاقبة ما
تئول إليه حمدا وأخلصه لك بالتقى وكثره لك بالنما ولا كدر عليك منه ما صفا ولا خلط
سروره بالردى فلقد أصبحت للمسلمين ثقة ومستراحا إليك يفزعون في مظالمهم وإياك
يقصدون في أمورهم وما أجد يا أمير المؤمنين جعلني الله فداءك شيئا هو أبلغ في قضاء
حقك وتوقير مجلسك وما من الله به علي من مجالستك والنظر إلى وجهك من أن أذكرك نعمة
الله عليك فأنبهك على شكرها وما أجد في ذلك شيئا هو أبلغ من حديث من سلف قبلك من
الملوك فإن أذن لي أمير المؤمنين أخبرته. وكان متكئا فاستوى قاعدا وقال: هات يا
ابن الأهتم فقلت: يا أمير المؤمنين إن ملكا من الملوك قبلك خرج في عام مثل عامنا
هذا إلى الخورنق والسدير في عام قد بكر وسميه وتتابع وليه وأخذت الأرض زينتها من
اختلاف ألوان نبتها من نور ربيع مونق في أحسن منظر وأحسن مخبر بصعيد كأن ترابه قطع
الكافور وقد كان أعطي فتاء السن مع الكثرة والغلبة والقهر فنظر فأبعد النظر فقال
لمن حوله هل رأيتم مثل ما أنا فيه وهل أعطي أحد مثل ما أعطيت فكان عنده رجل من
بقايا حملة الحجة والمضي على أدب الحق ومناهجه ولم تخل الأرض من قائم لله بالحجة
في عباده فقال أيها الملك إنك سألت عن أمر أفتأذن لي في الجواب عنه قال: نعم. قال:
أرأيت هذا الذي أنت فيه أشيء لم تزل فيه أم شيء صار إليك ميراثا وهو زائل عنك
وصائر إلى غيرك كما صار إليك ميراثا من لدن غيرك قال: كذلك هو. قال: فلا أراك إلا
أعجبت بشيء يسير تكون فيه قليلا وتغيب عنه طويلا وتكون غدا بحسابه مرتهنا. قال:
ويحك، فأين المهرب وأين المطلب قال فإما أن تقيم في ملكك وتعمل فيه بطاعة ربك على
ما ساءك وسرك ومضك وأرمضك وإما أن تضع تاجك وتخلع أطمارك وتلبس مسوحك وتعبد ربك في
جبل حتى يأتيك أجلك. قال: فإذا كان السحر فاقرع علي بابي فإني مختار أحد الرأيين
فإن اخترت ما أنا فيه كنت وزيرا لا يعصى وإن اخترت خلوات الأرض وقفر البلاد كنت
رفيقا لا يخالف. فلما كان السحر قرع عليه بابه فإذا قد وضع تاجه وخلع أطماره ولبس
المسوح وتهيأ للسياحة فلزما والله الجبل حتى أتاهما أجلهما فذلك حيث يقول أخو بني
تميم عدي بن زيد العبادي: [الخفيف]
(أيها الشامت المعير بالدهر ... أأنت المبرأ الموفور)
(أم لديك العهد الوثيق من الأيام ... بل أنت
جاهل مغرور)
(من رأيت المنون خلدن أم من ... ذا عليه من أن
يضام خفير)
(أين كسرى كسرى الملوك أنو شروان ... أم أين
قبله سابور)
(وبنو الأصفر الكرام ملوك الروم ... لم يبق منهم
مذكور)
(وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلة ... تجبى إليه والخابور)
(شاده مرمرا وجلله كلسا ... فللطير في ذراه وكور)
(لم يهبه ريب المنون فباد الملك ... عنه فبابه مهجور)
(وتذكر رب الخورنق إذ أشرف ... يوما وللهدى تفكير)
(سره ماله وكثرة ما يملك ... والبحر معرضا والسدير)
(فارعوى قلبه وقال وما غبطة ... حي إلى الممات يصير)
(ثم
بعد الفلاح والملك والنعمة ... وارتهم هناك قبور)
(ثم صاروا كأنهم ورق جفف ... فألوت به الصبا والدبور)
قال:
فبكى هشام حتى اخضلت لحيته وبلت عمامته وأمر بنزع أبنيته ونقل قرابته وأهله وحشمه
وجلسائه وغاشيته ولزم قصره. فأقبلت الموالي والحشم على خالد بن صفوان فقالوا ما
أردت بأمير المؤمنين نغصت عليه لذته وأفسدت مأدبته فقال لهم إليكم عني فإني عاهدت
الله عز وجل ألا أخلو بملك إلا ذكرته الله عز وجل.
وتقدم في ترجمة حميد الأرقط من كلام أبي عبيدة
أن خالد بن صفوان مع فضله وجلالته أحد بخلاء العرب الأربعة. وروي أنه أكل يوما
خبزا وجبنا فرآه أعرابي فسلم عليه فقال له خالد هلم إلى الخبز والجبن فإنه حمض
العرب وهو يسيغ اللقمة ويفتق الشهوة وتطيب عليه الشربة. فانحط الأعرابي فلم يبق
شيئا منهما. فقال خالد يا جارية زيدينا خبزا وجبنا فقالت ما بقي عندنا منه شيء. فقال
خالد: الحمد لله الذي صرف عنا معرته وكفانا مئونته والله إنه ما علمته ليقدح في
السن ويخشن الحلق ويربو في المعدة ويعسر في المخرج. فقال الأعرابي: والله ما رأيت
قط قرب مدح من ذم أقرب من هذا.
ومن حكم خالد بن صفوان:
إن جعلك الأمير أخا فاجعله سيدا ولا يحدثن لك
الاستئناس به غفلة عنه ولا تهاونا. وقال: ابذل لصديقك مالك ولمعرفتك بشرك وتحيتك
وللعامة رفدك وحسن محضرك ولعدوك عدلك واضنن بدينك وعرضك عن كل أحد
وقال: إن أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة
وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه. وقال: لا تطلبوا الحوائج في غير حينها ولا
تطلبوها إلى غير أهلها ولا تطلبوا ما لستم له بأهل فتكونوا للمنع أهلا. توفي خالد
بن صفوان سنة خمس وثلاثين ومائة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|