المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



اصلاح أمر الآخرة  
  
1956   02:37 صباحاً   التاريخ: 1-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 35 ـ 45
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-09 251
التاريخ: 2024-10-03 249
التاريخ: 2023-12-16 1275
التاريخ: 2023-08-17 935

(... ومن أصلح أمر آخرته، أصلح الله أمر دنياه . . .)

أرأيت الواحد منا كيف يرى في الحلم أنه سافر الى مدينة من المدن، أو إلى اي مكان آخر، فيتفاعل مع هذا الحدث. وفجأة يدق جرس الساعة، فيفتح اجفانه ليجد نفسه في فراشه ومكانه الأصلي، وكأنه لم يرحل إلى أي مكان، ولم ير شيئاً على وجه الإطلاق.

وقد يبدي الإنسان عجبه، فيقول: إنني كنت في عالم آخر، ثم جيء بي الى هنا!

وينسى أن حياته سريعة كالحلم، فيرى كل الأشياء حلماً. ويرى تلك الماديات التي تصارع عليها مجرد لعب أطفال، والسيارة التي باع ضميره لأجلها مثل سيارة من البلاستيك، إذ الأطفال يتشاجرون ـ وبعنف ـ من أجل سيارة بلاستيكية، أو قطار من الخشب، أو أي لعبة أخرى.

ونحن قد نضحك من هذه التصرفات الطفلية، ومن هذا المستوى من التفكير. إلا أننا سنضحك على أنفسنا في الغد بكاءً فيما إذا لم نستغل دنيانا لإصلاح آخرتنا، وإذا لم نجعل هذه الدنيا مزرعة للدار الآخرة. وسنصاب بأليم الحسرة والندم، إذا لم نكوِّن لنا رصيداً راجحاً من الأعمال الصالحة، ومنها حسن التعامل مع الإخوان في الدين، والنظراء في الخلق. وفي آجلنا سنجد نصب أعيننا كل شيء من أعمالنا جلياً واضحاً، الخير منها والشر، إلا أنه لا فرصة لنا في العمل، ولا في القول: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون: 99، 100]، إذ ذهب وقت السعي والعمل، وحان موعد الحساب والكتاب، وآنئذ لا تنفع الحسرة والندم، ولات حين حسرة وندم!

الإمام علي (عليه السلام) يقول: ((اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل))(1).

وحيث أن الأمر كذلك، فلنبدأ ـ ومن اللحظة التي نحن فيها ـ بإصلاح ارتباطنا بالله ـ تعالى ـ، وبإصلاح أمر آخرتنا، هذا الإصلاح الذي هو نتيجة طبيعية لإصلاح التعامل مع الله - سبحانه ـ، بجعل دنيانا واسطة ومطية ومزرعة لها، مع العلم بأن حسن وإصلاح التعامل مع الإخوان ومع بني البشر عموماً، هو جزء كبير من التزام الدين، وإصلاح أمر الدنيا، وبالتالي إصلاح أمر الآخرة.

إن الدنيويين والماديين والملحدين ومن هم على شاكلتهم، يتصورون أو يعتقدون أن الحياة الدنيا هي كل شيء، أو ينكرون أن هناك داراً باقية خالدة بعد الدنيا، وهي الدار الآخرة. ونتيجة لذلك فهم يعيشون ويتصرفون وكأنه لا وجود لحياة أخرى بعد الدنيا، ولا حشر، ولا معاد، ولا حساب، ولا كتاب. ومتى ضاعت الآخرة فيهم، انتكست دنياهم وطلح أمرها، حتى وإن عاشوا في أرقى حالات الرفاه والنعيم، إذ لا غنى للإنسان في هذه الحياة عن العبودية والخضوع لله، والارتباط الروحي به، والإيمان به، فمن أصول الدين وأساسياته: الإيمان بالمعاد والحياة الآخرة.

إنهم يتصورون ـ خطأ ـ أنه من الجهل والتخلف، أو من السفه والتأخر أن يكون الإنسان دينيا روحياً، وأن يحسن علاقته مع بارئه لكي تنعكس آثار ذلك على كل مجالات حياته، ومنها تعامله مع نفسه ومع الناس، وبغياب الدين، وبغياب حسن التفاعل معه والارتباط بالخالق والإيمان بآخرته، تتحول حياة أولئك إلى جحيم مادي، وحينها لا يهمهم إن أترفوا، أو أفسدوا، أو ظلموا، أو طغوا وتجبروا، أو أساءوا التعامل مع الناس.

وبناءً عليه، فلكي يصلح الإنسان ما بينه وبين الناس، يتلزم عليه أن يصلح ما بينه وبين الله، ولكي يصلح ما بينه وبين الله يلزم له أن يصلح أمر آخرته كي يصلح الله أمر دنياه. وبديهة أن من أمور الدنيا، التعامل مع الناس، والعلاقات الإنسانية معهم، إذ هي ميدان واسع (*) في الدنيا، ومجال يحاسب عليه الإنسان في الآخرة التي على الإنسان أن يعد لها ويستعد.

وعن ضرورة الإستعداد الجاد للآخرة نقرأ القصة التالية:

يقال أن أحد الصالحين كان جالساً في إحدى المقابر وحيداً، وإذا به يرى جنازة يحملها مشيعون، جاءوا لدفنها. وبعد إنتهائهم من دفنها عادوا أدراجهم، وتركوا صاحبهم وشأنه. وبينما هو كذلك، رأى كلباً أسوداً يبدو عليه إمارات الوحشية، يسير باتجاه تلك الجنازة التي دفنت، والرجل لا يرى من الجنازة والقبر شيئاً. وبعد أمد قصير، وقعت نظراته على شاب وسيم المنظر، مشرق الطلعة، يرتدي ملابس بيضاء، متوجها إلى ملحودة الجنازة. وبعد فترة من الزمن رأى الرجل ذلك الشاب الوسيم وقد عاد ممزق الثياب، والدماء تنزف منه، فقفز الرجل من مكانه مندهشاً، وبادره بالسؤال:

هل لك حاجة يا هذا؟!

وهل آذاك أحد؟!

قال الشاب الجميل والدموع تنهمر من عينيه على صفحتي خديه:

يا هذا! إنك ترى الآخرة، والحجاب قد كشف عن عينيك.

 وأردف قائلا:

هل رأيت الجنازة؟

 قال: نعم!

قال الشاب الوسيم: وهل رأيت الكلب الأسود المتوحش؟

 قال: نعم!

قال الشاب بوداعة: أنا العمل الصالح لصاحب الجنازة، وذلك الكلب الوحشي هو معاصيه. وحينما وضع في القبر كلف كلانا أن نذهب إليه، ونكون أنيسيه الى يوم القيامة. إلا أن معاصيه كانت أكثر من طاعاته، فاستطاع أن يدميني ويطردني، وسيبقى ذلك الكلب الوحشي انيسه إلى يوم يبعثون.

فهل ـ يا ترى ـ فكرنا في أنفسنا بجد؟ وهل حسبنا حساب الآخرة؟

إن أفضل وأقوى أساس للعلاقات الإجتماعية الإنسانية، هو الدين، ومن الدين إصلاح العلاقة مع الله، وإصلاح أمر الآخرة والدنيا، إذ ان إصلاح العلاقة مع الله والآخرة والدنيا هو جوهر الدين ولبابه، مع العلم بأن يوم القيامة هو يوم الدين، أي هو يوم القانون الذي يحاسب فيه الناس على مدى التزامهم بقانون الدين ومنهجه في الدنيا، فلكي تكون آخرة الإنسان نيرة لا بد له أن يتوسّل بسراج العمل الصالح في أولاه.

يقال أنه كان لأحد التجار خادم، وكان التاجر شأن كثير من أمثاله، يجمع الأموال ويخزنها. وحينما كان الخادم ينصحه بأن ينفق من أمواله في سبيل الله، كان يقول:

ـ لقد أوصيت أن يفعلوا ذلك من بعدي.

وذات ليلة، والظلام الدامس ينشر أستاره على الطرقات، كان الخادم يسير ويحمل سراجاً، والتاجر يسير برفقته، إلا أن الخادم تعمد أن يمشي خلفه، فلم يستطع التاجر ان يبصر شيئاً. فالتفت إلى خادمه، وقال:

ـ كيف أستطيع الإهتداء في مسيري، والسراج من ورائي؟! وهل يبصر شيئاً من كان السراج من ورائه؟!

قال الخادم: إذن، كيف تريد أن يأتيك السراج في قبرك ومعادك، من ورائك؟

إن العمل للآخرة ضرورة اكيدة، وأن الآخرة حقيقة لا لبس فيها، وما أكثر التأكيدات في القرآن الكريم والسنة الشريفة على ذلك! وبناءً عليه، فلنصلح أمر آخرتنا بالعمل الصالح والمسارعة والمسابقة إليه في دنيانا، ولنقدم سراجنا ونضعه أمامنا، فنحن الذين سننام في قبورنا، لا غيرنا، ونحن الذين سنحاسب على أعمالنا، لا سوانا. فأنا سأحاسب على أعمالي، لا غيري، وأنت ستحاسب على أعمالك، لا غيرك. وإن في وضعنا للسراج من أمامنا، سيجعلنا ـ فضلاً عن الفوز بالدار الآخرة والنجاح فيها ـ ناجحين في دنيانا، سعداء فيها، نتعامل مع الناس بشكل يرضي الله، ويرضي عباده، وكل ذلك يتوقف على علاقتنا بالله ـ عز وجل.

كيف يجب أن يكون تعامل الانسان مع الله؟

يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام) في رسالته العظيمة، المعروفة برسالة الحقوق:

((حق الله الأكبر عليك: أن تعبده ولا تشرك به شيئاً، فإذا فعلت ذلك بإخلاص، جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة ....))(2).

 سؤال بالغ الأهمية، يبرز:

بما أن الدين هو المنهاج القويم، والأساس الراسخ الذي ينبغي أن تبنى حياة الإنسان عليه، وأن إصلاح المعاملة مع الله هو الأرضية السليمة والناجحة للتعامل مع جميع شؤون الحياة ـ ومنها التعامل مع الناس ـ فكيف يتم إصلاح التعامل مع الله؟

والإجابة على ذلك كالتالي:

ان حسن التعامل مع الله - سبحانه وتعالى ـ وإصلاح المعاملة بين الإنسان وبينه ـ عز وجل ـ يحصل من إخلاص الدين له، وجوهر هذا الإخلاص، الإخلاص في توحيده ـ جل وعلا ـ والعبودية له. وفيما يلي مجموعة من القواعد لإحراز حسن التعامل مع الله، وإصلاح العلاقة والارتباط به، وهي حقوق على العبد له ـ عز وجل ـ وفروع تنبثق من أصل توحيده ـ جل وعلا ـ:

1ـ توحيد الله بإخلاص.

2ـ نفي الشركاء له.

3ـ معرفته.

4ـ الإيمان اليقيني به.

5 ـ عبادته.

6 ـ طاعته (الائتمار بأوامره، والانتهاء عن نواهيه، والتأدب بآدابه، والتخلق بأخلاقه).

7 ـ خوفه (تقواه، والورع عن محارمه).

8 - رجاءه .

9 ـ حبه.

10 ـ حب من يحبه.

11 ـ الرغبة إليه.

12 ـ حمده .

13 - شكره على نعمه.

14 ـ شكره على اي حال.

15 ـ الثناء عليه.

16 ـ طلب شفاعته.

17 ـ الرضا عنه.

18 ـ الرضا بقدره وقضائه.

19 ـ الرضا بقسمته.

20 ـ النظر الى جميل رؤيته.

21 ـ الاعتصام به.

22 ـ الافتقار إليه.

23 - الندم إليه من الذنوب والآثام والأخطاء.

24 ـ التوبة والإنابة إليه.

25 ـ طلب العفو منه.

26 ـ الإنابة إليه كل الأحوال.

27 – مناجاته.

28 ـ الشكوى إليه.

29 - التوسل به.

30 ـ ذكره في كل الأوقات (*).

31 ـ الصلاة له.

32 ـ دعاؤه.

33 - التضرع له.

34 ـ استغفاره.

35 ـ الخضوع له.

36 ـ سؤاله.

37 ـ الاستكانة (*) لعظمته وجلاله.

38 ـ طلب الرفق منه.

39ـ طلب الرزق منه .

40 ـ البكاء من خوفه.

41 ـ الاستعانة به.

42 ـ استمداد القوة منه.

43 ـ طلب النجاة منه.

44 ـ التعرض لجوده.

45 ـ نصرته على الأعداء.

46 ـ طلب ستره للعيوب.

47 ـ وقاؤه من البلاء.

48 ـ تقدير رأفته ورحمته.

49 ـ العمل في سبيله.

50 ـ الإستجارة (**) به، ومن أليم غضبه.

51 ـ طلب العطاء منه.

52 ـ استمداد الأمل والتفاؤل منه.

53 ـ الإقبال عليه.

54 ـ مجاهرته بالعصيان (الاعتراف له بالمعصية).

55 ـ التوكل عليه.

56 ـ التماس قراه (*).

57 ـ الإناخة (**) ببابه.

58 ـ الإيمان والإحساس بمراقبته.

59 ـ الإخلاص إليه.

60 ـ الهروب إليه.

61 ـ طلب اطمئنان النفس منه.

62 ـ الإيقان به.

63 ـ استمداد البصيرة والوعي والعلم والثقافة منه.

64 ـ حسن الظن به.

65 ـ الثقة بثوابه.

66 ـ تجنب الغفلة عن الاستعداد للقائه.

67 ـ الإبتهال إليه.

68 ـ التعرض لنفحات روحه (***)

69 ـ طلب الستر منه.

70 ـ الطمع في إحسانه.

71 ـ طلب مرضاته.

72 ـ طلب مغفرته ورحمته.

73 ـ إلتماس إبعاد العذاب، منه.

74 ـ الشهود على النفس ـ عنده ـ بالإهمال والتضييع.

75 ـ طلب التوفيق منه، في الدنيا والآخرة.

76ـ طلب الإحلال في بحبوحة (****) جناته.

77 - إلتماس قشع الإرتياب والشكوك، منه.

78 ـ طلب تثبيت الحق في النفس، منه.

79 ـ طلب نزع الباطل من الضمير، منه.

80 ـ الجهاد في سبيله.

81 ـ الإخلاص في معاملته.

82 ـ طلب اللحوق بالصالحين والأبرار، منه.

83 ـ التماس الهداية منه.

84 ـ طلب التسهيل في العسر والشدة، منه.

85 ـ الرغبة فيما عنده.

86 ـ طلب السعادة منه.

87 ـ الاستشفاع بنبيه.

88 ـ طلب ختم العمل بالخير، منه.

89 ـ طلب قضاء الحاجات، منه.

90 ـ الشوق إليه.

91 - الاقتراب منه.

92 ـ طلب الأمان منه .

93 ـ الاستعانة به.

94 ـ التعرض لنفحات بره.

95 ـ استقلال العمل في سبيله.

96 ـ استلهام الأفكار منه.

97ـ الإيمان بغيبه.

98 - تقديسه.

99 ـ الأنس به.

100 - التمسك بعروة عطفه.

101 ـ طلب التزهيد في الدنيا منه.

102 ـ حسن الارتباط والتعامل معه.

وهكذا فلكي نحسن معاملة الله ـ سبحانه وتعالى ـ ومن ثم معاملتنا أنفسنا، والناس، واجبنا التزام هذه القواعد، والاستقامة عليها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نهج البلاغة، الحكم.

(*) تشكل المعاملات حيزاً واسعاً في حياة الانسان، وأغلبية الاعمال التي يزاولها هي بحاجة الى التعامل مع بني جنسه.

(2) مكارم الأخلاق ص ٤١٩.

(*) كلما استطاع الانسان ان يذكر الله بلسانه فليفعل، اضافة الى ذلك إن العمل الصالح المرضي لله هو ترجمة فعلية لذكره ـ عز وجل.

(*) الاستكانة: الذل والخضوع.

(**) الاستجارة: الاستغاثة والالتجاء.

(*) القِرى: ما يقدم للضيف، والمقصود طلب الرزق منه.

(**) الإناخة: من أناخ الجمل: أبركه. والمقصود الإقامة ببابه.

(***) النفحات: العطايا. والروح: الرحمة، والعدل الذي يريح المشتكي.

(****) البحبوحة: الرغد والطيب والسعة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.