أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-12-2021
2969
التاريخ: 6-4-2019
1934
التاريخ: 27-3-2019
2669
التاريخ: 23-4-2020
2050
|
سئل الامام الصادق (عليه السلام) عن تفسير التقوى، فقال : (ان لا يفقدك الله حيث امرك، ولا يراك حيث نهاك)(1).
من هذا الحديث نفهم ان التقوى امتناع شديد عن نواهي الله ، واندفاع بوعي إلى حيث امر الله، والتزام جدي بالواجبات الشرعية بنحو يكون باعث الالتزام هو الامتثال لأمر الله، والسعي لنيل رضاه، والشعور والإحساس بهيمنته ورقابته تعالى .
ان الانسان في كدحه إلى الله يحتاج إلى قوتين : قوة تدفعه لمواصلة السير إلى نهاية الشوط وهي الإيمان ، وقوة تحميه من السقوط والانحراف عن جادة الصواب وهي التقوى.
فلا يكفي الإنسان ان يكون قوياً قادراً على السير ما دام في الطريق عقبات كبيرة، واشواك مدمية؛ لذلك لابد له من وجود تينك القوتين ، بحيث لا تنفك إحداهما عن الأخرى في بناء شخصيته، ومواصلة كدحه ...
الأولى تقويه وتدفعه، والثانية تحميه وتمنعه من السقوط، وما دامت العقبات الكبرى داخلية في ذات الإنسان ، وهي التي عبر عنها القرآن بالفجور تارة، وبالهوى تارة ثانية وبالشهوات ثالثة ... إذن لابد ان تكون الحماية، والوقاية داخلية ايضاً ؛ لتحميه من نوازع الهوى، وطغيان الشهوات ... وتحصيل هذه الملكة يتوقف على:
1- المعرفة بالله تعالى : وهو ما يعبر عنه بـ (علم المعرفة) وهو (العلم بالله وصفاته واسمائه وما عداهما من العلوم، إما آلات لهذه العلوم وإما ان يراد بها عمل من الاعمال في الجملة، كما لا يخفى على من تتبعها)(2).
2- معرفة تفصيلية او مجملة على الأقل على ملاك المصالح والمفاسد والعوامل المؤثرة الدافعة إليها ... وهذا ما يعبر عنه بـ (علم المعاملة) وهو (معرفة الحلال والحرام ونظائرهما من الاحكام، ومعرفة اخلاق النفس المذمومة والمحمودة، وكيفية علاجها والفرار منها)(3).
3- من اجل ضبط النفس وإحكام ازمتها لابد من العمل التدريجي لتقوية الإرادة، وامتلاك عزيمة قوية هادفة، فإن التدرج والمداراة للنفس ضرورة تربوية، لأن النفس تمل كما تمل الابدان فلا ينبغي تحميلها فوق طاقاتها دفعة واحدة وقد اكدت هذه الحقيقة احاديث اهل البيت (عليهم السلام) ، فعن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : يا علي ان هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك فإن المنبت – المفرط – لا ظهراً أبقى، ولا ارضاً قطع، فاعمل عمل من يرجو ان يموت هرماً ، واحذر حذر من يتخوف ان يموت غداً)(4).
وعن ابي جعفر (عليه السلام) قال : (قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباد الله، فتكونوا كالراكب المنبت الذي لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقى ... )(5).
إذن التقوى حالة نفسية تترسخ وتنمو بالتغذية الفكرية والروحية بشكل متدرج فهي على حد تعبير العلامة الطباطبائي (قدس سره) : (ليس مقاماً خاصاً دينياً بل هو حالة روحية تجامع جميع المقامات المعنوية، اي لكل مقام معنوي تقوى خاصاً يختص به)(6) وعلى حد تعبير الشهيد مطهري (قدس سره) : (قوة روحية تتولد من التمرين العملي الذي يحصل من الحذر المعقول من الذنوب).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحدث المجلسي ، بحار الأنوار : 70/285.
(2) الشهيد الثاني، منيه المريد.
(3) المصدر نفسه : 54.
(4) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 71/ 213.
(5) المحدث المجلسي، بحار الانوار : 71/211.
(6) العلامة الطباطبائي ، تفسير الميزان : 6/129.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|