مضيق تيران :

أحد المضايق الستراتيجية التي تشرف عليه المنطقة، إذ يقع هذا المضيق في الطرف الشمالي الشرقي للبحر الأحمر مشكلاً البوابة المائية لخليج العقبة* الذراع الأيمن لنهايات هذا البحر باتجاه الشمال . ويمتد هذا المضيق بين المملكة العربية السعودية شرقاً وشبه جزيرة سيناء (مصر) غرباً، يمتاز مدخل الخليج بوجود جزيرتي تيران وضافير وعددٍ من الشعاب المرجانية وتمتاز الملاحة فيه بالصعوبة لضيق المجال المائي بسبب تلك الشعب والرياح القوية المفاجئة لكنه مع ذلك ممر مائي ضروري عددٍ من موانئ التصدير الهامة مثل ميناء العقبة الاردني وايلات (الإسرائيلي) ومقنا السعودي .

يضم مدخل المضيق ثلاثة ممرات الأولى عرضه 5كم بين ساحل سيناء وجزيرة تيران والثاني عرضه 2.5كم بين جزيرتي تيران وصنافير. أما الثالث فينحصر بين جزيرة صنافير والساحل السعودي. وتنتشر عدداً من الشعب المرجانية بين الجزيرتين  ويقع الممر المائي الرئيس بين جزيرة تيران وساحل سيناء. ومن الناحية الجغرافية تقع مياه مضيق تيران ضمن المياه الإقليمية للدولتين المجاورتين له. وقد نسب الممر المائي هذا في حدود عددٍ من المشاكل بين الدول المستفيدة من هذا الممر المائي ولا سيما بين مصر والكيان الصهيوني في أعوام 1956و1967 بسبب رغبة مصر في التحكم في هذا الممر ومنع مرور الإمدادات العسكرية للكيان الصهيوني، ولا سيما في أوقات الأزمات.

وتبعا لما جاء في قانون مؤتمر البحار الذي عقدته الأمم المتحدة ( 1982 ) فان المضيق يعد مياه دولية بسبب ضيقه، وعدم إمكانية حصول أي من الدولتين المطلتين عليه على المياه الإقليمية لمسافة 12 ميل ( 19.2 كم) ولان هناك دول مستفيدة منه لا تشرف عليه مباشرة مثل الأردن والكيان الصهيوني. ونصت معاهدة كامب دفيد التي وقعتها مصر مع (إسرائيل) في 17/ 6/ 1978 وبمباركة الولايات المتحدة الأمريكية على ما يأتي:-

1- عد مضيق تيران وخليج العقبة ممرات دولية مفتوحة إمام جميع الدول لحرية الملاحة، وحرية المرور البري والطيران فوقها .

2- تمركز قوات الأمم المتحدة في شرم الشيخ لضمان حرية المرور في مضيق تيران ولن تنسحب هذه القوات ألا في حالة موافقة مجلس الأمن على سحبها بالأغلبية المطلقة 

أن المملكة العربية السعودية قليلة الإفادة من هذا المضيق ألا انه يشكل منطقة هامة لأمنها القومي، ولا سيما انه قريب من الكيان الصهيوني الذي يعده منفذاً ستراتيجياً مهماً له باتجاه البحر الأحمر وجنوب شرق آسيا ؛ لذا اصبح هذا المضيق أحد تحديات الأمن القومي لمنطقة الدراسة .