أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-06-2015
1666
التاريخ: 6-12-2015
1901
التاريخ: 12-06-2015
1931
التاريخ: 12-06-2015
2210
|
قال تعالى : {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ
يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) ولِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ وإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ
الْأُمُورُ (109) كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ولَوْ آمَنَ أَهْلُ
الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ} [آل عمران : 107، 110] .
{وَأَمَّا
الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ} وكفى
بذلك في رفعة النعيم وسعادته {تِلْكَ} أي
ما قدمناه من آيات المواعظ والحجج والإرشاد والنعيم والعقاب {آياتُ
اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ} الثابت
من مضامينها ومنه الوعيد والعقاب فإنه على الحق والعدل واستحقاق المجرم لارتكابه
ما أرشده اللّه الى تركه أو تركه لما أرشده اللّه الى فعله بأنواع الإرشاد
والترغيب والتنفير. فإن اللّه يريد للإنسان صلاحه وسعادته بالاستقامة والطهارة الاختيارية {وَمَا
اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ (105) ولِلَّهِ
ما فِي السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ وإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} لأنه
إله العالم ومدبره وخالقه وكل ما عداه محتاج اليه في ذاته وأموره فكل أمر من شؤون
العالم يرجع اليه. وكرر اسم الجلالة للإيماء الى وجه رجوع الأمور اليه لما في اسمه
المقدس من معنى الإلهية والسلطان العام {كُنْتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ} الأمة الجماعة ويقال
للمسلمين أمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) باعتبار انهم جماعته الذين آمنوا به
{أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} وللكلام
في الآية مقامان- الأول- ان المترائي من الآية ان «كان» ناقصة تدل على ان مضمون
خبرها قد كان في الزمان الماضي وانقضى وانقطع. ومن أجل ذلك ذكر في الدر المنثور
عشرة أكثرهم من اهل الصحة عندهم منهم الحاكم في مستدركه اخرجوا عن ابن عباس في ذلك
انه قال : هم الذين هاجروا مع رسول اللّه الى المدينة. واخرج بعضهم عن عمر قال
تكون لأولنا ولا تكون لآخرنا. وعن عمر ايضا لو شاء اللّه لقال أنتم فكنا كلنا ولكن
قال كنتم في خاصة اصحاب محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ومن صنع مثل صنيعهم كانوا
خير أمة أخرجت للناس. وفي حقائق التنزيل وروي عن الحسن «أي البصري» ان ذلك اشارة
الى الصحابة دون من بعدهم ممن تغيرت حاله، واختلفت أوصافه. وفيه ايضا روي عن الحسن
انه كان يقول هكذا واللّه كانوا مرة وبعض المسلمين كان يقول أعوذ باللّه ان أكون
كنتيا «1» أقول وهذا كله ينظر الى مفاد كان
الناقصة ولكن لم يعط معناها حقه فإنها لو كانت في الآية ناقصة لكانت دالة على
انقطاع الصفة التي في خبرها وتبدلها وباعتبار كون الخطاب فيها للمسلمين تكون من
أشد التوبيخ والتقريع بسوء العاقبة لمن كان موجودا من المسلمين حين نزول الآية
وخطابها وقد كان البارز منهم حينئذ جل الكبار من السابقين الأولين من المهاجرين
والأنصار. فكيف يخاطب القرآن هؤلاء الأكابر وغيرهم من الأمة في وقت النزول بما
يؤدي الى انهم منسلخون حينئذ من صفات الآية قد انقطعت عنهم بعد ما كانوا حائزين
لكرامتها. ولا يقاس المقام بقوله تعالى {وَكَانَ
اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النساء : 148] وأشباهه فإن «كان»
في هذه الموارد للاشارة الى انه كذلك منذ الأزل ومن المعلوم ان صفاته الأزلية
أبدية ايضا لا يعتريها انقطاع وانقضاء وهذا المعلوم البديهي يصرف «كان» عن مفادها
بخلاف هذه الآية ولا أقل من انه لا يساق للمدح والتمجيد ما يعطي بظاهره الذم
والتقريع «2» فالوجه أن تكون «كان» في الآية تامة
كقوله تعالى {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ} [البقرة
: 280]. مأخوذة من الكون المطاوع للتكوين مثل قوله تعالى «كُنْ
فَيَكُونُ». وخير أمة حال من الضمير وجملة أخرجت صفة للأمة بمعنى
أظهرت للناس وأخرجت من العدم او الخفاء «المقام الثاني» ان كثيرا من الموجودين حال
نزول الآية لم يثبتوا على واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وان الأحوال
المذكورة في مقتل عثمان وشؤونه وحربي البصرة وصفين تجعل شطرا وافيا من كبار
المهاجرين والأنصار على غير صفات الآية وان اعتذر عنهم بالخطإ في الاجتهاد. وقد
استفاض عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله او تواتر ان أقواما من أصحابه في يوم
القيامة يحال بينهم وبين رسول اللّه وورود الحوض وينادى بهم الى النار فيقول رسول
اللّه اصحابي فيقال انهم ارتدوا على اعقابهم القهقرى وفي حديث أبي هريرة فلا أرى
يخلص منهم إلا مثل همل النعم كما رواه بالأسانيد المتعددة والمعاني المتقاربة احمد
في مسنده والبخاري ومسلم وابن ماجه في جوامعهم والحاكم في مستدركه والطبراني
وغيرهم رووه مسندا عن اثني عشر من الصحابة ورواه البخاري في باب الحوض بأسانيده عن
سبعة منهم. هذا واما إذا قلنا ان المراد من الأمة في الآية أمة رسول اللّه الى يوم
القيامة وجرى الخطاب لهم باعتبار الموجودين منهم فما أوسع الخرق في الأمة خصوصا
إذا نظرنا الى ايام زياد ويزيد والحجاج وآل مروان وأمثالهم. والى هذا المقام
الثاني ينظر ما روي عن ابن عباس وعمر والحسن البصري وإن لم يصادف بعضه محزه. وفي
تفسير القمي في الحسن كالصحيح او الصحيح عن الصادق (عليه السلام) في مقام الإنكار
خير أمة تقتلون امير المؤمنين (عليه السلام) والحسن والحسين. الحديث.
إذن فلا مناص من أن يكون الخطاب
لجماعة مخصوصين ملازمين لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان باللّه حق
الإيمان. وفي الدر المنثور اخرج ابن أبي حاتم عن أبي جعفر يعني الباقر (عليه
السلام) انهم اهل بيت النبي (صلى الله عليه واله وسلم).
وعن تفسير العياشي عن أبي عمر الزبيري
عن الصادق (عليه السلام) في الآية يعني الأمة التي وجبت
لها دعوة ابراهيم «أي قوله تعالى إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ ومِنْ
ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ» فهم الأمة التي بعث اللّه
فيها ومنها وإليها وهم الأمة الوسطى وهم خير أمة أخرجت للناس.
وفي رواية العياشي عن الصادق (عليه
السلام) هم آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم).
وعن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام) إنما أنزلت
هذه الآية على محمد فيه وفي الأوصياء من بعده.
وفي بعض الروايات انها نزلت خير أئمة : والمراد
ان هذا المعنى مراد في التنزيل وإن كان اللفظ أمة كما تقدم مثله في المقدمة في
الكلام على روايات فصل الخطاب ويشهد له هنا رواية الزبيري {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ} باللّه
وبآياته ورسوله وقرآنه {لَكانَ خَيْراً لَهُمْ} يفوزون
بسعادته نعم {مِنْهُمُ} الأناس {الْمُؤْمِنُونَ
وَ} لكن {أَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ} والخارجون
بكفرهم من الحجاب .
___________________________
(1) يضرب المثل لمن تبدلت حاله وصار
يفتخر بما مضى وفقده من صفاته ويسمونه كنتيا وكذا من أعجزه الهرم فصار يفتخر
بأحواله في شبابه ويقول كنت كذا وكنت كذا. وقد مرّ عليك قول لبيد بن ربيعة :
قالت
غداة انتجينا عند جارتها |
أنت
الذي كنت لو لا الشيب والكبر |
|
وانشدوا :
فأصبحت
كنتيا وأصبحت طالما |
وشر
خصال المرء كنت وطالم |
|
أي أقول عند الهرم والعجز كنت كذا
وكذا وطالما كان كذا وطالما فعلت كذا وكذا. وقد نصب طالما ورفع على اشتقاقه على
سبيل الحكاية اسما من «طالما».
(2) وحكى السيد في حقائق التأويل عن
الذين أرادوا التخلص مما ذكرنا لزومه لمفاد كان الناقصة أقوالا متفرقة. فعن بعض ان
كان زائدة واستشهد بقول الشاعر «على كان المسومة الجياد» وقول الاخر «و جيران لنا
كانوا كرام» : وعن بعض ان «كان» بمعنى صار. واستشهد بقوله :
«قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها» أي
صارت وقال السيد والصحيح في رواية هذا البيت «قد صارت فراخا بيوضها» أقول وما أغرب
حمل الآية الكريمة وكرامة القرآن على هذين الوجهين الشاذين الواهيين : وعن بعض ان
المعنى وكنتم إذ كنتم خير أمة نحو ما كنت مذ كنت إلا نبيها رئيسا. أقول ومع هذا
التحذلق البارد رجع هذا القائل إلى كان التامة : وعن بعض ان المعنى كنتم في اللوح
المحفوظ أو في كتب الأنبياء المتقدمة. أقول ومع هذا التحكم والتخرص في تقدير الظرف
لا ينفك عن محذور كان الناقصة فهل خرجوا عن هذه الصفة من اللوح المحفوظ وكتب
الأنبياء : وعن بعض انه يقال لهم ذلك يوم القيامة ولا يضر انقطاع الصفة حينئذ أي
وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة اللّه هم خالدون، ويقال لهم حينئذ كنتم خير أمة.
الآية. وقال السيد في هذا الوجه فضل تعسف واستكراه أقول ومن ذا الذي يرضاه لكرامة
القرآن ومجده.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|