قول بن شهرآشوب حين سأل عن املاء كتاب في بيان المشكلات من الآيات المتشابهات |
1762
04:16 مساءاً
التاريخ: 10-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-19
275
التاريخ: 26-04-2015
1599
التاريخ: 26-04-2015
2348
التاريخ: 26-04-2015
7607
|
بِسْمِ
اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ
لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ والصلاة على محمد وآله الطاهرين
قال محمد بن علي بن شهرآشوب
المازندراني رضي الله عنه : - سألتم وفقكم الله للخيرات - إملاء كتاب في بيان
المشكلات من الآيات المتشابهات وما اختلف العلماء فيه من حكم الآيات ولعمري إن
لهذا التحقيق بحرا عميقا ولا يكاد يوجد منه إلا ألفاظ في كتب كبار المتكلمين أو
نكت في بعض تفاسير المحققين العدليين وقلما يحضر ذلك للطالبين فأجبتكم إلى ذلك مع
تقسم الفكر وضيق الصدر وشغل القلب ووعثاء السفر وفقدان الكتب فمنها ما ابتدأناه
ومنها ما سبقنا إليه فحررناه ومنها ما وجدناه مختلا فحققناه .
والمتشابه : ما لا يعلم المراد
بظاهره حتى يقترن به ما يدل على المراد منه لالتباسه .
وقال ابن عباس (1)
: المحكم الناسخ والمتشابه المنسوخ .
وقال مجاهد (2)
: المحكم ما لم يشتبه معناه والمتشابه ما اشتبهت معانيه .
وقال الجبائي (3)
: المحكم ما لا يحتمل إلا وجها واحدا والمتشابه ما يحتمل وجهين فصاعدا .
وقال جابر (4) :
المحكم ما يعلم تعيين تأويله والمتشابه ما لا يعلم تعيين تأويله . وقيل : ما لا
ينتظم لفظه مع معناه ، إلا بزيادة أو حذف أونقل .
وسمي متشابها لأنه يشبه المحكم . وقيل : لاشتباه
المراد منه بما ليس بمراد . والمتشابه في القرآن إنما يقع فيما اختلف الناس فيه من
أمور الدين نحو قوله {وأَضَلَّهُ اللّٰهُ عَلىٰ
عِلْمٍ} [طه : 85] {وأَضَلَّهُمُ السّٰامِرِيُّ} [الجاثية : 23]
ومنها أن يحتمل معنيين أوثلاثا أوأكثر فيحمل على
الأصوب مثل- {يَدُ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ}
[المائدة : 64] و{تَجْرِي بِأَعْيُنِنٰا}
[القمر : 14] .
ومنها مما يزعم فيه من مناقضة نحو : {فَقَضٰاهُنَّ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}
[فصلت : 12] وقوله {فِي أَرْبَعَةِ أَيّٰامٍ}
[فصلت : 10] وقوله {فِي سِتَّةِ أَيّٰامٍ}
[الأعراف : 54] .
ومنها : ما هو محكم فيه غموضه ، مثل قوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى : 11] وما يتبع
ذلك من الغوامض التي تحتاج إلى بيانها ويستخلص منها إما بموضوع اللغة أوبمقتضى
العقل أوبموجب الشرع .
والحكمة في إنزال المتشابه الحث على النظر الذي
يوجب العلم دون الاتكال على الخبر من غير نظر وذلك أنه لو لم يعلم بالنظر أن جميع
ما يأتي به الرسول - صلى الله عليه وآله - حق لجواز أن يكون الخبر كذباً ، وبطلت
دلالة السمع وفائدته .
ثم إن به يتميز العالم من الجاهل ، كما قال :
{ومٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّٰهُ
والرّٰاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران : 7] .
ثم إنه منزل على لغة العرب ، ومن عادتهم
الاستعارة والمجاز والتعريض واللحن . وقد يكون محكما من وجه ومتشابها من وجه
كالمعلوم والمجهول فتصح الحجة من وجه المعلوم دون المجهول .
والشبهة ما تتصور بصورة الدلالة وأسبابها كثيرة
منها : اتباع هوى من سبق إليه والثاني : أن يدخل عليه شبهة ، فيتخيله بصورة الصحيح . والثالث :
التقليد . والرابع : ترك النظر . والخامس : نشوء على شيء صار إلفةً ، فيصعب
عليه مفارقته وغير ذلك .
وأسأل الله المعونة على إتمامه وأن يوفقني لإتمام
ما شرعت فيه من كتاب (أسباب نزول القرآن) ، فإن بانضمامهما يحصل جلُّ علوم
التفاسير . إنه ولي ذلك والمنعم بطوله .
_____________________
1. جامع البيان ، 3 : 172 . أيضا : مجمع البيان ،
1 : 409 . التفسير الكبير ، 7 : 170 الجامع لأحكام القرآن " تفسير القرطبي
" ، 4 : 10 .
2. جامع البيان ، 3 : 173 . أيضا : مجمع البيان ،
1/409 .
3. مجمع البيان ، 1 : 409 . وهو في (جامع البيان)
، 3 : 173 . من دون نسبة الى أحد .
4. جامع البيان ، 3 : 174-175 عن جابر بن عبد
الله . أيضا : مجمع البيان ، 1 : 409 . الجامع لأحكام القرآن ، 4 : 9 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|