أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-05-2015
2525
التاريخ: 10-12-2015
10717
التاريخ: 8-12-2021
2124
التاريخ: 17-12-2015
7574
|
مصبا- خاف يخاف خوفا وخيفة ومخافة ، وخفت الأمر ، يتعدّى بنفسه ، فهو مخوف ، وأخافني الأمر ، فهو مخيف ، اسم فاعل فانه يخيف من يراه ، وأخاف اللصوص الطريق ، فالطريق مخاف ، وطريق مخوف أيضا ، لأنّ الناس خافوا فيه ، ويتعدّى بالهمزة والتضعيف ، فيقال أخفته الأمر فخافه وخوّفته أياه فتخوّفه.
مقا- خوف : أصل واحد يدلّ على الذعر والفزع ، يقال خفت الشيء خوفا وخيفة ، والياء مبدلة من واو لمكان الكسرة ، ويقال خاوفني فلان فخفته ، أي كنت أشدّ خوفا منه. فأمّا قولهم تخوّفت الشيء : تنقّصته ، فهو الصحيح الفصيح ، الّا انّه من الإبدال.
صحا- خاف ، وهو خائف ، وقوم خوّف على الأصل ، وخيّف على اللفظ ، والأمر منه خف ، وربّما قالوا رجل خاف أي شديد- الخوف ، جاء وبه على فعل مثل فرق وفزع كما قالوا رجل صات أي شديد الصوت. والخيفة : الخوف ، والجمع خيف وأصله الواو ، وخاوفه فخافه يخوفه : غلبه بالخوف أي كان أشدّ خوفا منه. والإخافة التخويف ، يقال وجع مخيف أي يخيف من رآه ، وطريق مخوف لانّه لا يخيف وانّما يخيف فيه قاطع الطريق ، وتخوّفت عليه الشيء أي خفت ، وتخوّفه : تنقّصه- {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} [النحل : 47].
كليّات- الخوف : وهو غمّ يلحق لتوقّع المكروه. وأمّا الحزن فهو غمّ يلحق من فوات نافع أو حصول ضارّ. وفي أنوار التنزيل : الخوف علّة المتوقّع ، والحزن علّة الواقع. والخشية أشدّ من الخوف وهي تكون من عظم المخشىّ وان كان الخاشي قويّا ، والخوف يكون من ضعف الخائف وان كان المخوف أمرا يسيرا.
الفروق- 199- الفرق بين الخوف والحذر والفزع : انّ الخوف توقّع الضرر المشكوك في وقوعه ، ومن يتيقّن الضرر لم يكن خائفا له ، وكذا كل الرجاء لا يكون الّا مع الشكّ ، ومن تيقّن النفع لا يكون راجيا له. والحذر توقّى الضرر سواء كان مظنونا أو متيقّنا ، والحذر يدفع الضرر.
والفرق بين الخوف والرهبة : أنّ الرهبة طول الخوف واستمراره ، وثمّ قيل للراهب راهب ، لأنّه يديم الخوف والفرق بين الخوف والفزع : أنّ الفزع مفاجأة الخوف عند هجوم أمر وهو انزعاج القلب بتوقّع مكروه عاجل.
فظهر أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو ما يقابل الأمن ، كما أنّ الوحش ما يقابل الانس ، والرهبة ما يقابل الرغبة.
ويعتبر في الخوف : توقّع ضرر مشكوك والظنّ بوقوعه ، وإذا أراد التوقّي منه : فيقال في هذا المقام الحذر. وإذا أدام الخوف واستمرّ : فهو الرهب.
وإذا حصل الخوف واثره مفاجأة ولم يتحمّل به وانزعج قلبه : فهو الفزع.
كما انّ الهلع والذعر : مرتبتان من الفزع والجزع.
فالخوف : حالة تأثّروا اضطراب بتوقّع ضرر مستقبل أو مواجه يذهب بالأمن.
ويدلّ على كونه ضدّ الأمن : قوله تعالى- {وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ...} [القصص : 31] ، {مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ....} [النور : 55] ، {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش : 4].
و يتعدّى الى مفعول واحد مذكورا أو مقدّرا-. {لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ...} [هود : 103] ، {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ...} [مريم : 5] ، {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا...} [النساء : 35] ، { إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ...} [المائدة : 28] ، {لَا تَخَافُ دَرَكًا...} [طه : 77] ، {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ...} [النساء : 34] .
{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا...} [البقرة : 239] ، {لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا...} [هود : 70] ، { لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى....} [طه : 68] {لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ...} [يونس : 62] ، {خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} [القصص : 18] - فيحذف المفعول إذا كان معلوما ، أو ليدلّ على الإطلاق ولا يكون أمر مخصوص مقصودا ، أو لأولويّة تركه ذكرا.
ويذكر مع المفعول ما يكون الخوف ناشئا منه كما في- {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا...} [البقرة : 182] ، {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا...} [النساء : 128] ، {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ...} [مريم : 45] ، {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً} [الأنفال : 58].
وقد يذكر ما يكون الخوف مستعليا عليه ومرتبطا به كما في- {ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ...} [النساء : 9] ، {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ...} [الأعراف : 59] ، {فَلٰا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} .
والخيفة : أصلها خوفة على فعلة كالقعدة ، أبدلت الواو ياء ، وتدلّ على نوع مخصوص من الخوف-. {تَضَرُّعاً وخُفْيَةً ...} ، {وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً...} [هود : 70] ، {كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ...} [الروم : 28] ،{وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد : 13] - فتدلّ على خوف مخصوص في هذه الموارد .
والتخويف يتعدّى الى مفعولين مذكورين أو متقدّرين-. {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخويفًا} [الإسراء : 59] - أي جعلهم خائفين ، { يُخَوِّفُ أولياءه }- أي يجعل أولياءه خائفين ، { ويُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ }- أي ويجعلونك خائفا .
والتخوّف : تفعّل لمطاوعة التفعيل ، يقال خوّفته فتخوّف : أي اختار الخوف- كما في- أَوْ {يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النحل : 47] - { فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأعراف : 35] - ويقول تعالى في موارد اخر : {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ....} [البقرة : 38] {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ....} [البقرة : 112] {فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ .... } [البقرة : 62] { مَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ وعَمِلَ صٰالِحا....}ً ، {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ....} [الأنعام : 48] { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [يونس : 62] - فانّ من أطاع اللّه وعمل بوظيفة عبوديّته واجتنب عن الخلاف : فهو من الآمنين من سخط مولاه الربّ ، ومن الواردين في زمرة عبيده المطيعين ، وهو يعيش تحت سيطرته وحكومته القاهرة ، واللّه عزّ وجلّ {غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } [يوسف : 21] ، ولا يبقى له وحشة ولا اضطراب ولا خوف ، ولا يحزن على ما فات عنه ، فانّه يفوّض أمره اليه ويتوكّل عليه وهو حسبه.
فمرجع الأمور المذكورة في الآيات الكريمة : الى الطاعة والعبوديّة ، وقد صرّح بها في قوله- { إنَّ الَّذِينَ قٰالُوا رَبُّنَا اللّٰهُ ثُمَّ اسْتَقٰامُوا فَلٰا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولٰا هُمْ يَحْزَنُونَ }، { يٰا عِبٰادِ لٰا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ولٰا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ }.
وعلى هذا المبنى نزلت الآيات الكريمة- { يٰا مُوسىٰ لٰا تَخَفْ إِنِّي لٰا يَخٰافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ...} ، { فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلٰا يَخٰافُ بَخْساً ولٰا رَهَقاً...} ، { ومَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّٰالِحٰاتِ وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلٰا يَخٰافُ ظُلْماً ولٰا هَضْماً ...} ، { يٰا مُوسىٰ أَقْبِلْ ولٰا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ...} ، {خُذْهٰا ولٰا تَخَفْ سَنُعِيدُهٰا سِيرَتَهَا الْأُولىٰ ...}، {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه : 46] - فهذه الآيات ذكرى وارشاد الى ما ذكر من انّ الطاعة والعبوديّة توجب رفع الخوف.
وأمّا الآيات- {فَخَرَجَ مِنْهٰا خٰائِفاً يَتَرَقَّبُ... } ، { فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خٰائِفاً يَتَرَقَّبُ ...} ،{ولَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخٰافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}- فالخوف فيها نتيجة ذنب واقع وبالنسبة الى خطأ صادر.
راجع مادّة - أمن وخشي.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|