أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-06
![]()
التاريخ: 12-2-2021
![]()
التاريخ: 3-2-2021
![]()
التاريخ: 16-2-2021
![]() |
قال علي (عليه السلام) : (ضع فخرك ، واحطط كبرك ، واذكر قبرك).
الدعوة إلى التفكير العميق بعاقبة الامور ، وعدم الاكتفاء بالحال الحاضر ، لما للجمع بينهما من فوائد عديدة ، تؤثر في صفاء النظرة المستقبلية ، وتؤدي إلى سداد الخطوة الانية ، فلا يرتجل الإنسان موقفا ، كما لا ينطق بكلمة إلا بعد تقليب وجهات النظر، لئلا يندم بعدئذ ، ويعسر عليه التخلص من تبعات ذلك.
وقد أشار (عليه السلام) إلى ان سبب الارتجال المشار إليه ، هو ان يحسب نفسه أعلى من غيره وأفضل وغير ذلك مما يوهمه الشموخ فيفتخر به ، ويتكبر على اقرانه في الخلق ، ويرتفع عليهم مع كثرة المشتركات وقلة الفوارق ، فضلا عن زوالها لاحقا ، فلا يبقى سوى الندم ، لذا كانت التوصية بتذكر القبر وما فيه وما بعده ، ليخف غلواء الصدور ، وليستذكر الإنسان مشتركاته مع اخيه الإنسان ، فلا يفخر عليه ، ولا يتكبر عنه ، مع ما في ذلك من عواقب سلبية ، تورث الاحقاد والاضغان ، بل الثارات ، لكون المفتخر عليه لا يرضى ان يكون الأقل، فيسعى إلى إثبات وجوده ولو بالخطأ ، وعندها فلا يسلم المتكبر على وجوده الدنيوي ، كما لم يسلم من المساءلة أمام ربه ، حيث ورد ذم المتكبر والنهي عنه ، قال (عليه السلام) في خطبة له :
واستعيذوا بالله من لواقح الكبر كما تستعيذونه من طوارق الدهر .
فلو رخص الله في الكبر لأحد من عباده لرخص فيه الخاص انبيائه وأوليائه، ولكنه سبحانه كره إليهم التكابر ورضي لهم التواضع ، فألصقوا بالأرض خدودهم ، وعفروا في التراب وجوههم.
وخفضوا اجنحتهم للمؤمنين ، وكانوا اقواما مستضعفين(1).
وقال : الكبر مصيدة إبليس العظمى (2)
وايضا : الكبر يساور القلوب مساورة السموم القاتلة(3).
وروي عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال : ان في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له : سقر ، شكا إلى الله عز وجل شدة حره وسأله ان يأذن له ان يتنفس فتنفس فأحرق جهنم(4) .
وقال : ما من رجل تكبر او تجبر إلا لذلة وجدها في نفسه (5).
مما يعطينا انه صفة سيئة يتخذها البعض تعويضا عن معاناة معينة ، وهذا ما يمثل تحليلا نفسيا لهذه الظاهرة من شأنه التنفير منها ، وصولا إلى تقليصلها، ليتخلص المجتمع من تأثيراتها المعقدة التي تسهل لظهور الطبقية بين أفراد المجتمع الواحد وهذا الأمر مما ينبذه الناس بحسب طبائعهم الذاتية ، بما يؤصل على كون الحالة السديدة هي ما دعا إليه (عليه السلام) ، من التواضع والتعامل ضمن مساحة المشتركات الإنسانية ، التي تمتاز بالأصالة والديمومة اكثر من غيرها ، مما ينحسر عندما يتحول الإنسان إلى حال آخر.
وان العاقل ليختار الادوم ، لما يحصل عليه من معطيات وفيرة ، تتيح له المحبة والمودة والتواصل من خلال شبكة العلاقات العامة بدون معكرات ، ترتد عليه بالآثار السيئة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة 2/ 143.
(2) عيون الحكم والمواعظ 19.
(3) المصدر نفسه : 21.
(4) الكافي 2/310.
(5) المصدر نفسه : 312.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|