أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-1-2020
1497
التاريخ: 20-6-2021
1823
التاريخ: 2-2-2016
2694
التاريخ: 26/10/2022
944
|
تاريخ المستوطنات العشوائية في بلدان العالم النامية (الثالث)
صاحبة ظاهرة الاستيطان العشوائي والاحياء المتدهورة تطور المدينة منذ القرن التاسع عشر وباتت واضحة للعيان في المدن الغربية خلال وبعد الثورة الصناعية الا ان الظاهرة لم تصبح مشكلة عالمية الا بعد ان استفحلت في بعض البلدان النامية منذ الخمسينات ومنذ ذلك الحين حازت الظاهرة اهمية كبيرة على المستويات العلمية والاكاديمية وعلى المستويات السياسية قطرية ودولية ومع اشتداد زخم الهجرة من الارياف الى المدن في البلدان النامية منذ بداية الستينات والتي ادت الى تضخم المدن واتساع نطاق المستوطنات العشوائية ارتفعت نداءات المخططين والمثقفين عموما الذين نادوا بالعلاج السريع لهذه الظاهرة بل ودعوا الى تشريعات تحد من الهجرة الى المدن وتطالب بإزالة المستوطنات العشوائية من المدن واعادة قاطنيها الى مواطنهم الاصلية ومع زيادة الابحاث التي اجريت على ظاهرة الاستيطان العشوائي في مدن البلدان النامية فقد خلصت تلك الابحاث الى ان الاستيطان العشوائي هو مؤشر نمو وليس ارتداد بسبب العمالة التي يوفرها والقوى العاملة في المدن التي تسهم في النمو الاقتصادي وتحقق دخولا اعلى مما كانت تحصل عليها في الارياف وفي فترة الستينات ظهرت الكثير من الكتابات التي تتحدث عن اعتماد مبدأ ( مساعدة النفس ).
والذي حظى بالاهتمام في ذلك الوقت واهمية بارزة كمنهاج لتحسين البيئة في المستوطنات العشوائية وبالذات في مجال الاسكان وقد خضع هذا المبدأ لدراسات تطبيقية من قبل عدد من الباحثين وينطلق هذا المبدأ من مجموعة من الحقائق والتي اهمها ان القاطنين في المستوطنات العشوائية راغبون بالارتفاع بمستوى مساكنهم باستثمار جهودهم المباشرة ومدخراتهم الضئيلة اذا ما توفر لهم الامان والطمأنينة بمشروعية حيازتهم للأرض التي اقاموا عليها المساكن وانهم غير معرضين للطرد منها ويرى بعض الباحثين ان قيام سكان المستوطنات
العشوائية ببناء او تحسين مساكنهم يعتبر اقل كلفة مما لو قامت الاجهزة الحكومية بذلك مع الاخذ بنظر الاعتبار اهمية المساعدات الفنية والتخطيطية وتوفير مواد البناء من قبل الاجهزة الحكومية وفي نفس الفترة ظهرت الدعوة الى التأكيد على برامج الاسكان العامة قليلة الكلفة التي تقوم بها الدول وان امكانية تنفيذ هذه البرامج مشروط بتوفير ايرادات كافية للدولة ومزايا برامج الاسكان هي :
1- ان قيام الدولة بتوفير سكن للطبقات الفقيرة يخفف من العنف السياسي واستفحال الجريمة .
2- يمكن من التصرف بالأراضي الحضرية واستغلالها بطريقة كفوءة وتخطيط سليم .
3- يمكن توفر الخدمات الصحية والتعليمية والضمان الاجتماعي بسهولة ويسر مما يرتفع بالمستوى الصحي ومعدلات الحياة .
4- ان تنفيذ مثل هذه البرامج ينشط قطاع الاسكان ويوفر فرص عمل ويعتبر من البدائل الفعالة لحل ازمة السكن والقضاء على المستوطنات العشوائية والاحياء المتدهورة .
وقد قامت الكثير من الدول النامية بالمقارنة بين مبدأ الاعتماد على النفس وبرامج الاسكان العامة فوجدت في منهاج الاعتماد على النفس حلا اكثر واقعية من قبل الدول النامية والمؤسسات الدولية والسبب يعود الى ان الغالبية العظمى من الدول النامية تفتقر الى الموارد الكثيرة لتنفيذ العدد الكافي لتنفيذ مثل هذه المشاريع.
ومنذ اواخر السبعينيات فأن الارض اعتبرت من المشاكل الرئيسية في علاج مشكلة الاسكان وتحسين المستوطنات العشوائية وذلك لأن اسعارها في تصاعد مستمر في اغلب مدن العالم النامية مما يحول دون امكانية شراء قطع اراضي من قبل الطبقات الفقيرة لغرض بناء مساكنهم فقد اصبحت الارض مجالا للمضاربة التجارية والاستثمار الجيد وخاصة في مراكز المدن اما الاراضي على مشارف المدينة فأنها ليست مخططة او لم تمتد لها المرافق الاساسية لذلك اصبحت الضواحي مجمعات عشوائية يعاني قاطنوها من صعوبات عديدة منها بعدها عن مركز العمل ، وتكاليف الانتقال بينها وبين مراكز العمل ، ويرى الباحثون ان قضية الارض الحضرية تتطلب اتخاذ سياسات كفيلة بإيجاد توازن بين سعر الارض او توزيعها على مختلف الفئات السكنية وبين مختلف الاستعمالات التجارية والصناعية والخدمية .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|