المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاعلام
عدد المواضيع في هذا القسم 6918 موضوعاً
اساسيات الاعلام
السمعية والمرئية
الصحافة
العلاقات العامة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



الانماط المتغيرة للجرائد  
  
2294   08:32 مساءً   التاريخ: 13-6-2021
المؤلف : ادوين امرى - فليب هـ. أولت
الكتاب أو المصدر : الاتصال الجماهيري
الجزء والصفحة : ص 230-236
القسم : الاعلام / الصحافة / الصحف /

كانت سنة ١٩١٠ كما رأينا ، هي سنة القمة بالنسبة  لعدد الجرائد التي طبعت في الولايات المتحدة :2200  جريدة عامة يومية بالإنجليزية ، ١١ ألفا ، و٨٠٠ جريدة أسبوعية . وفي سنة ١٩٦٥ أصبحت الأرقام تقريبا ١٧٥٠ جريدة يومية ، و٨ آلاف ، و 500 جريدة أسبوعية . ومنذ حوالي هذه الفترة ( ٥٥ عاما ) تضاعف عدد مكان القطر ، وبذلك نستطيع القول بأن الجرائد بدأت تفقد مكانها في الحياة الأمريكية ، ولكن الأمر ليس كذلك فإن الجرائد اليومية في سنة ١٩٦٥ زاد عدد قرائها بنسبة %١٥ بالقياس إلى سنة ١٩١٠ ، كما أن الجرائد اليومية والأسبوعية قد أنشئت كما تنشأ اليوم بوصفها الوسيلة الأساسية للأخبار والإعلانات الاتصالية ، كما هو الأمر منذ نصف أو ربع قرن مضى .

كانت الجرائد وعددها ١٧٥٠ جريدة يومية تصدر في ١٤٧٠ مدينة كبيرة وصغيرة . وتندرج معظمها تحت عنوان " جرائد المدن الصغيرة اليومية " حيث كانت ألف جريدة منها تقريبا تطبع في مدن يقل عدد سكان المدينة الواحدة منها عن 25 ألف نسمة . ولم تصدر في المدن الكبرى التي يصل عدد سكانها إلى مائة ألف نسمة أو أكثر ، سوى ٢٨٠ جريدة . ومجموع هذه المدن يجدد درجات الجرائد اليومية التي تصدر في العواصم وشبه العواصم . ويصل توزيع نصف عدد الجرائد اليومية الأمريكية إلى ١٠ آلاف نسخة أو أقل لكل جريدة ، ويتراوح توزيع ربع آخر ما بين 10 آلاف إلى ٢٥ ألف نسخة لكل جريدة ، وهناك ١٢٥ جريدة أي نسبة 7% من عدد الجرائد يتجاوز توزيع كل جريدة منها مائة ألف نسخة ، أما عن الجرائد التي يزيد توزيع الواحدة منها عن ٣٠٠ ألف نسخة فإن عددها 30 جريدة فقط .

وإذا كان هناك متوسط للجرائد الأمريكية اليومية ( الأنماط الفردية للصحافة تجعل وصف الجريدة بأنها متوسطة أو نمطية غير ممكن في الحقيقة ) ، فإن توزيعها لا يزيد عن 10 آلاف نسخة ، وتخدم ؟ مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 20 ألف نسمة مع المنطقة المحيطة بها ، والجريدة الأسبوعية النمطية توزع حوالى ١٥٠٠ نسخة في المدن الصغيرة وفي الريف الذي تتأثر فيه القرى . ولا توجد منافسة مباشرة في مجتمعاتها . وهناك نسبة 4% تقريبا من الجرائد اليومية في المدن والقرى ، والأسبوعية في المدن تتنافس على ملكية الجريدة .

وهناك تقريبا حوالى ٣٠٠ جريدة يومية صباحية في الولايات المتحدة تمثل نسبة 40% من توزيع جميع الجرائد اليومية . وفي سنة ١٩٦٤ بلغ عدد النسخ الموزعة حوالي ٢٣ مليون ، و 500 ألف نسخة . وكانت هناك ١٤٥٠ جريدة يومية مسائية يصل توزيعها إلى 35 مليون ، و 500 الف نسخة من مجموع التوزيع الكلي البالغ ٥٩ مليون نسخة - أما طبعات الأحد وعددها ٥٥٠ فقد وصل توزيعها الى ٤٧ مليون نسخة تقريبا .

وفي سنة ١٩٦٥ ظلت 50 مدينة لديها جرائد يومية ذات ملكية منفصلة ، وتتنافس في التوزيع العام ، ولكن ظلت المتانة هي القاعدة فقط في المدن التي يزيد عدد سكانها عن ٥٠٠ ألف نسمة . وحتى في تلك المدن كان التوزيع مقيدا . وكانت في مدينة نيويورك ستة جرائد يومية ذات ملكية منفصلة ، وكانت في يوسطون خمسة جرائد يومية يمتلكها ثلاثة أفراد . وفي واشنطون ثلاثة جرائد يومية يمتلكها ثلاثة أفراد . ولم يكن في آية مدينة أخرى أكثر من اثنين من الملاك . اما المدن الكبرى وعددها 25 مدينة قلم يكن بينها إلا سبعة مدن فقط لدى كل منها ملكية واحدة . وفي ١٢٣٥ مدينة من ١٤٧٠ مدينة تصدر بها جرائد يومية كان عدد الجرائد واحدة لكل مدينة . وكانت هناك ١٨٥ مدينة بكل منها جريدة يومية صباحية وأخرى مسائية يطبعها نفس المالك أو تطبع حسب ترتيبات مشتركة .

وكما أوضح البروفيسور ريموند ب . نيكسون من جامعة منيسوتا في مجلة جورناليزم كوارترلى ( شتاء ١٩٦١ ) فإن التيار المتجه إلى دعم الملكية قد استكمل بالفعل . وهو يتكهن بأن عدد الجرائد اليومية في سنة ١٧٥٠ سيظل ثابتا ، جمع ظهور جرائد يومية جديدة لتعويض خسائر توقف جرائد أخرى عن الصدور . وتدل أرقام الزيادة السريعة في أعداد السكان على زيادة مماثلة في أعداد القراء الذين سيساندون إصدار جرائد أصغر ، وكذلك فإن الجماعات التي تنمو بسرعة تحتاج إلى ذلك ، وستساهم المراكز السكانية المقامة حديثا في الجرائد اليومية الجديدة للموازنة مع الخسائر القليلة التي ما زالت موجودة في المدن القديمة النشأة . ويشبه ذلك ايضا ثبات عدد الجرائد الأسبوعية خلال العقد الماضي . وتستطيع كل جريدة أن تنظر إلى المستقبل املا في زيادة التوزيع . وتستطيع الجريدة أن تبقى كمؤسسة قوية وقادرة على تحقيق الأرباح لخدمة الأعداد المتزايدة من السكان ، والاقتصاد القومي الذي ينمو بمعدل ثابت ، وذلك إذا استطاع أصحاب الجرائد الاستمرار في تطوير أساليب الإنتاج لتعويض ارتفع تكاليف التشغيل .

إن السبب العاجل الرئيسي في اختفاء العديد من الجرائد هو ارتفاع تكلفة الإنتاج بمعدل ثابت . أما أجور الرجال الذين يكتبونها ويطبعونها ، وتكلفة الطباعة ، والمعدن المستخدم في تنضيد الحروف وآلات الطباعة ، والبنزين الذي يستخدم لتشغيل سيارات التوزيع ، والضرائب ، وخدمات الأخبار والصور بالإضافة إلى غير ذلك من التكاليف الأخرى العديدة ، هذه كلها أخذت ترتفع أكثر فأكثر . وعلى سبيل المثال فقد وصل ثمن طباعة الجريدة إلى ثلاثة أضعاف قيمته خلال الفترة الماضية ومدنها 25 عاما ولكن الثمن الذي تباع به معظم الجرائد للجمهور لم يرتفع بنفس المعدل . وأيضا تكلفة البوصة من الإعلانات ، ولذلك فإن الاحتفاظ بنفس هامش الربح الذي كان موجودا منذ 25 سنة يستدعي أن يبيع الناشر جرائد أكثر ، وإعلانات أكثر ، أو يهتدي إلى أساليب تقلل من زيادة تكاليف الإنتاج . وقد أدت مناقشة التليفزيون والإذاعة للحصول على نقود المعلنين إلى ظهور مشكلة شائكة أخرى أمام الناشر .

وقد اهتدى العديد من مالكي الجرائد إلى الوسائل التي يتغلبون بها على هذه المصاعب بحيث تستمر جرائدهم في الصدور كمغامرة في مجال الأعمال تحقق الأرباح ، بينما كان البعض الآخر أقل حظا بسبب الافتقار إلى المهارة والرؤية الضرورية لهم كناشرين ، أو بسبب أن الأسواق التي يعملون بها لا توفر لهم الإيرادات الكافية من الإعلانات والتوزع ، لتغطية التكاليف المتزايدة ، مما دفع بهم إلى إغلاق جرائدهم أو إدماجها في جرائد أخرى في نفس المجتمع .

ويوجد في العديد من المدن جريدتان تتنافسان على الإعلانات والتوزيع ، وتتصارعان للبقاء حيث أن صاحب كل من الجريدتين قد لاحظ مميزات إدماج الجريدتين في جريدة واحدة . فيبيع أحدهما جريدته للآخر ، أو يقيمان ترتيبات من أي نوع للمشاركة . وبذلك تصبح في المدينة جريدة واحدة . وينظر تقاد الصحافة الأمريكية الى تزايد عدد المدن التي بها جريدة واحدة فقط على أنه يمثل تيارا غير صحي لأنه يخضع القارئ لنزوات الناشر الاحتكاري إذا اختار أن يلوى أو يخفى الأخبار . وهذا هو سبب القلق إزاء هذا التيار ، أما المتانة بين جريدتين أو أكثر لتغطية الأخبار فإنها في العادة تعطى للقراء تأكيدا أفضل يشعرهم بأنهم يحصلون على المعلومات المفيدة حول ما يدور في مجتمعهم.

وفي الجانب الاخر يدور جدل لا يستهان به حول المدينة التي بها جريدة واحدة ، فإذا كان الناشر والمحرر من أصحاب الضمائر الحية الذين يعرفون مسئوليتهم ، فإنهما يستطيعان تقديم تغطية إخبارية وخدمة اجتماع أفضل من تلك التي يقدمانها لو كانا ضعيفين . وكذلك فإن الجريدة القوية ماليا ترغب أحيانا في مهاجمة المصالح القوية الضارة بالمدينة لأنها قادرة على امتصاص الانتكاسات المالية الناتجة عن هجمات أعدائها التي يوجهونا إليها عن طريق محاولة قطع إيراداتها من الاعلانات والتوزيع.

 أما الجريدة الضعيفة ماليا فإنها في العادة جريدة مهزوزة تحريريا .

ويصاحب الاقتصار على جريدة واحدة في العديد من المدن ، ازدهار تغطية الأخبار المحلية عن طريق محطات الإذاعة والتليفزيون ، لأن المواطنين يكون لديهم في العديد من الحالات مصدر بديل للأخبار المحلية . وفي حالة محاولة الجريدة تجاهل أو تحوير موقف الأخبار المحلية لسبب يتعلق بسياسة الجريدة ، وهو موقف نادر الحدوث ويؤدي إلى حدة الانتقادات الموجهة إلى مطالب الصحافة ،

  فإن التغطية الإخبارية التي تقدمها محطات الإذاعة والتليفزيون تستطيع أن تكشف هذا الفعل غير المسئول .

وهناك أيضا عوامل أكثر عمقا تساعد على تفسير تناقص عدد الجرائد الأمريكية فمنذ نصف قرن مضى ، وقبل تطوير المواصلات التي أصبحت الآن تستخدم السيارات والشاحنات السريعة ، كانت كل مدينة عبارة عن وحدة مستقلة بذاتها مع اعتبار الجريدة المحلية جزءا أساسيا من أجزائها. واليوم فإن جرائد العواصم في العديد من الولايات المتحدة تستطيع أداء عملية التوزيع بسرعة في مناطق واسعة حيث تمد القراء في المدن الصغيرة القريبة بطبعات أكبر ، وأكثر شمولا ، وأفضل تحريرا بالقياس إلى ما تستطيع المدن الأم أن تقدمه . أما أعظم مميزات الجريدة المحلية فيتمثل في عرضها أخبار المدينة الأم بتفصيل شديد ، وهو ما يعتبره الكثير من القراء أعظم المقومات أهمية ..

 وإذا أجبرت جريدة المدينة الأم على ترك الميدان فإن القراء يجدون البديل في جريدة العاصمة التي تغطى بعض احتياجاتهم بالرغم من معاناة أخبار المدينة الأم . أما من وجهة النظر المالية البحتة فإن ذلك يعني في بعض الأحيان تقليص هامش عمليات الجريدة مثلما تطرد محلات البقالة الهامشية من السوق عند ظهور الأسواق الكبرى ( السوبر ماركت).

أما في الضواحي المدنية العشوائية التي تزايدت حول بعض المدن الكبرى في القطر ، فإن هذه العملية تعمل بترتيب عكسي ، ذلك أن مدن الضواحي تتحول إلى أماكن إقامة ليلية بما فيها من مراكز تجارية وفروع لسلاسل المحلات الكبرى . وهي مناطق مغلقة جغرافيا بالنسبة للمدينة المركزية مثل لوس أنجيليس أو ديترويت ولكنها تقيم لنفسها منطقة أعمال جوهرية ومجتمعا مهما . وهنا تنشأ جريدة أسبوعية قد تتحول بعد ثلاث أو أربع سنوات إلى جريدة يومية تخدم منطقة كانت تعتمد سابقا على جريدة العاصمة . وتبدو المدينة الجديدة في التصنيف مدينة بها جريدة واحدة بالرغم من أن هذه الجريدة اليومية الجديدة تدخل في منافسة شديدة مع صحافة العاصمة القريبة حول الأخبار والإعلانات .

ويؤثر نمو هذه الجرائد اليومية الطرفية سلبيا في إيرادات التوزيع والإعلانات الخاصة بالجرائد الأقدم التي تصدر في العاصمة وتعتبر أحيانا هي العامل الذي يدفع بها إلى طلب الدعم . وهكذا نرى أن جماهير الجريدة في الولايات المتحدة تتدفق بمعدل ثابت ، ولذلك فإنها تتغير لمواجهة الأنماط المتطورة من الجماهير التي تغير أماكن تجمعها وأحوالها المعيشية المعاصرة .

وعندما نفحص بناء صناعة الجريدة في الولايات المتحدة علينا أن نتذكر أمرين :

(١) الجرائد لا تتزايد جودتها بالضرورة عندما تكبر ، وبعض أفضل الجرائد

وأحسنها تحريرا وأكثرها تأثيرا في القطر محدودة التوزيع .

(٢) ومع اعتبار الجريدة الكبيرة مغامرة تجارية فإنها بالضرورة لا تحقق أرباحا تزيد

عن أرباح الجريدة الصغيرة ، وهناك العديد من الجرائد اليومية في المدن الصغرى تحقق لأصحابها أرباحا تزيد عما تحققه الجرائد اليومية في بعض العواصم رغم شهرة أسمائها ، وبالرغم من أن هذه الأخيرة توظف استثمارات ضخمة في المعدات والقوى البشرية . وبعض الجرائد الأسبوعية تعتبر أكثر المطبوعات تحقيقا للربح بالنسبة لاستماراتها ، ولكنها أماكن عمل أقل جاذبية من جرائد العاصمة . وبالطبع فإن مستوياتها الفنية أقل ، ولكنها قد تكون عظيمة بوصفها مجازفة في مجال الأعمال ، وهي في الغالب أقرب إلى احتياجات ومشاعر مجتمعاتها الحقيقية بنسبة أكبر من الجرائد اليومية الضخمة .

ويمتلك معظم الجرائد اليومية الأمريكية أناس ينحصر عملهم الرئيسي في إصدار الجريدة . وتحكم السيطرة على الجريدة بمعرفة فرد أو أمرة أو مجموعة صغيرة من المستثمرين الذين يدعوهم الناشر للمشاركة في الملكية . ونادرا ما تعرض أسهم الجريدة التي يملكها فرد واحد للبيع للجماهير ، فطبيعة نشر الجرائد تجعل من انتشار المشاركة الجماهيرية في الملكية مثل تلك الموجودة في السكك الحديدية أو الشركات الصناعية إجراء غير عملي وغير مرغوب فيه . ولا تستطيع السياسة التحريرية الفعالة أن تخضع لنزوات معارك حائزي الأسهم . وتمثل الجرائد انعكاسا للملكية الشخصية أكثر من أي عنصر آخر من عناصر حياة الأصال الأمريكية . ولا يميل الملاك كمجموعة إلى المشاركة في الملكية إلا إذا استدعت الضرورة المالية ذلك .

وتتغلغل بعض العائلات الناجحة التي تعمل بالنشر في مجالات أخرى للعمل مستخدمة الجريدة كأساس لعملياتها المالية والسياسة ، وإذا سمحت لهذه الاهتمامات الخارجية بأن تؤثر في سياسة الجريدة فإن ذلك يعتبر إساءة للمجتمع - وقد يحدث ذلك أحيانا - وعلى أية حال فإن الناشرين الأمريكيين بوجه عام يضعون نصب أعينهم مهمة فصل الجريدة عن غيرها من الاهتمامات .

وقد ارتفعت أسعار السوق بالنسبة للجرائد الناجحة حتى أصبح من الصعب على الفرد الواحد أن يشتري ممتلكات جريدة يومية مهمة اليوم إذا لم يكن فاحش الثراء أو يتمتع بغطاء مالي ضخم . إن الجريدة اليومية الصغيرة التي توزع خمسة آلاف نسخة يساوي ثمنها مائة ألف دولار على الأقل إذا كانت في مجتمع أعمال نشيط . ويبلغ إجمالي تكلفة المعدات في البيع الأخير الذي تم بالنسبة لجريدة ديل نيوز التي تصدر في شيكاغو 24 مليون دولار بسعر السوق . أما أسعار الجريدة الأسبوعية فهي أقل لأن هذه الجرائد في العادة لديها معدات ميكانيكية أقل وتوجد في المدن ذات الإمكانيات الإعلانية المحدودة . ويبلغ ثمن بيع الجريدة الأسبوعية المتوسطة النجاح ما بين ٢٥ إلى 50 ألف دولار . وترتفع أسعار بعضها إلى مائة ألف دولار أو أكثر في بعض الأحيان . وبالرغم من استمرار وجود حكايات عابرة عن أفراد بدئوا بإنشاء جريدة محلية صغيرة قليلة الموارد ، وأتموا بناءها لتحقق نجاحا ماليا ملحوظا ، إلا أنها نادرة .

واليوم يعتبر إنشاء صحيفة يومية من البداية برأس مال مبدئي يقل عن ١٥٠ ألف دولار أمرا مستحيلا بسبب ارتفاع تكلفة المعدات الميكانيكية ، وقد يميل الرقم إلى الارتفاع قليلا . ولا بد أن يستعد الناشر أيضا لتحمل الخسائر حتى ينمو دخله من الاعلانات . أما إنشاء جريدة جديدة في إحدى العواصم فإنه يحتاج إلى رأس مال مبدئي يصل إلى 10 مليون دولار أو يزيد ، قبل أن تتمكن الجريدة من الوقوف على أقدامها ماليا . ويوضح لنا ذلك السبب في عدم ظهور جرائد جديدة في مدننا الكبرى.

وبالرغم من كافة الصعوبات فقد ظل نشر الجرائد عملا جذابا ، واليوم تم تحقيق القليل من الثروات الضخمة في هذا المجال . ولكن الصحف ذات الإدارة الجيدة في المجتمعات النشيطة تحقق لأصحابها حياة فعالة مع التمتع بالهيبة . وهناك لحظات يستطيع فيها الناشر المجتهد تحسين موقفه المالي بزيادة ٧٥ ألف دولار على مدى فترة لا تستغرق أكثر من 15 عاما من النمو الاقتصادي في مجتمعه.

 




تتمثل في دراسة الجماهير والتعرف عليهم وعلى أفكارهم وآرائهم واتجاهاتهم نحو المنظمة أو الإدارة التي تتعامل معهم، ومن ثم نقل هذه الأفكار والآراء والمبادئ والاتجاهات إلى الإدارة ليصبح ذلك مستنداً لديها في تعديل سياستها وبرامجها بشكل يتناسب مع تلك الآراء والاتجاهات الجماهيرية، وهذا ما يجعلنا نقول بأن العلاقات العامة تقوم على تبادل الآراء وعرض الحقائق وتحليل الاتجاهات للرأي العام.


حرفة تقوم على جمع الأخبار و تحليلها و تحقيق مصداقيتها و تقديمها للجمهور، غالبا ما تكون هذه الأخبار ذات علاقة بما استجد من الأحداث سواء على الساحة السياسية أو المحلية أو الثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية و غيرها.فالصحافة قديمة قدم الأزمنة بل يرجع تاريخها الى زمن الدولة البابلية، حيث كانوا قد استخدموا كاتبا لتسجيل أهم ما استجد من الأحداث اليومية لتتعرف الناس عليها .و في روما قد كانت القوانين و قرارات مجلس الشيوخ لعقود الأحكام القضائية و الأحداث ذات الأهمية التي تحدث فوق أراضي الإمبراطورية تسجل لتصل إلى الشعب ليطلع عليها .و في عام 1465م بدأ توزيع أولى الصحف المطبوعة، و عندما أصبحت تلك الأخبار تطبع بصفة دورية أمكن عندها التحدث عن الصحف بمعناها الحقيقي و كان ذلك في بدايات القرن السادس عشر، وفي القرن السابع عشر و الثامن عشر أخذت الصحافة الدورية بالانتشار في أوربا و أمريكا و أصبح هناك من يمتهن الصحافة كمهنة يرتزق منها و قد كانت الثورة الفرنسية حافزا لظهور الصحافة، كما كانت لندن مهداً لذلك.

يعد التلفزيون واحدا من أهم اختراعات القرن العشرين؛ إذ بدأت أولى التجارب على إرسال الصور الثابتة باللونين الاسود والابيض عن بعد في منتصف القرن التاسع عشر، وتطور هذا الاختراع حتى استطاع الألماني (دي كورن) من اختراع الفوتوتلغرافيا عام 1905,، وجاء بعده الفرنسي ( ادوارد بلين ) الذي طور الاختراع الاول واطلق عليه اسم البيلنوغراف عام 1907, واستمرت هذه التجارب بالتطور مستخدمة وسائل ميكانيكية اولاً ثم كهربائية ، حتى توصل كل من الانكليزي( جون بيارد) والامريكي ( س. ف. جنكيس) إلى وسيلة ارسال تستعمل فيها اسطوانة دورانية مثقوبة عام 1923.ويرتبط اختراع وظهور التلفزيون باسم العالم البريطاني ( جون بيرد) الذي استطاع عام 1924 من نقل صورة باهتة لصليب صغير عن طريق اجهزته التجريبية إلى شاشة صغيرة معلقة على الحائط.. وبعد ذلك بثلاث سنوات بدا هذا العالم تجاربه على التلفزيون الملون ، كما اجريت عدة تجارب لنقل الصور سلكياً ، نجح من خلالها الباحثون من ارسال صورة تلفزيونية عبر دائرة مغلقة من واشنطن إلى نيويورك عام 1927 ( ).وقد تكللت التجارب التي اجريت خلال الثلاثينات من القرن العشرين بالنجاح ، حتى بدأ مركز اليكساندر بلاس البريطاني بالبث التلفزيوني لمدة ساعتين يومياً عام 1936.