أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-19
671
التاريخ: 8-4-2016
2211
التاريخ: 12-6-2021
2702
التاريخ: 2-06-2015
2200
|
قال تعالى : {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ} [الأعراف : 69] .
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} [الفجر : 6 - 8] .
{أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} [الشعراء : 128، 129] .
{أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الشعراء : 133 ، 134] .
{وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} [الأحقاف : 26]
{وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [الشعراء : 130] .
{وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [فصلت : 15] .
ذكر القصاصون (1) عن قوم هود أخباراً أشبه بالأساطير وروي أكثرها عن كعب الأحبار ووهب بن منبه الأبناوي الصنعا في (٣٤ - ١١٤هـ) المعروفين برواية الإسرائيليات (2) ، ولا محيص للمحقق إلا الاعتماد على ما جاء في القرآن الكريم مما يرجع إلى حياتهم .
يقول العلامة الطباطبائي : وقد انقطعت أخبار قوم هود وانمحت آثارهم فلا سبيل إلى الحصول على تفصيل حالهم على نحو تطمئن إليه النفس إلا ما قصه القرآن الكريم من إجمال قصتهم ، انهم كانوا بعد قوم نوح ، قاطنين بالأحقاف ، وكانوا ذوي بسطة في الخلق ، أولي قوة وبطش شديد ، وكان لهم تقدم ورقي في المدنية والحضارة ، لهم بلاد عامرة وأراضي خصبة ذات جنات ونخيل وزروع ومقام كريم . (3)
وستوافيك الآيات التي تؤدي إلى هذه المعاني .
لقد وصف سبحانه قوم هود بصفات عديدة ، نشير إليها :
١. البسطة في لخلق
كانوا طوال الأجسام مدي دي القامات ، أقوياء الأبدان ، حتى أن الله سبحانه شبه أجساد موتاهم بأصول نخل بالية نخرة : {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة : 7] (4) .
٢. مساكنهم الرفيعة
وصف سبحانه مساكنهم بأنها كانت ذات عماد ، يقول سبحانه : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} [الفجر : 6 - 8] .
فقوله «إرم» عطف بيان لـ((عاد)) ، والعماد جمعه عمد ، وهو ما تعتمد عليه الأبنية ، وظاهر الآيتين أن إرم كانت مدينة لهم معمورة عديمة النظير ذات قصور عالية وعمد ممددة . (5)
وتحدثت آية أخرى عن تلك الأبنية الرفيعة ، حيث خاطب النبي هود قومه بقوله : {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} [الشعراء : 128 ، 129] .
والريع هو المرتفع من الأرض ، والآية العلامة ، والعبث الفعل الذي لا غاية له ، وكأنهم كانوا يبنون على قلل الجبال وكل مرتفع من الأرض أبنية كالأعلام يتنزهون فيها ويتفاخرون بها من غير ضرورة تدعوهم إلى ذلك ، بل لهواً واتباعاً للهوى ، وكانوا لا يقتصرون على ذلك بل يعملون الحصون المنيعة والقصور المشيدة شأن من يرجو الخلود في الحياة . كما يشير إليه قوله : {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} .
٣. النعم الوفيرة
كان قوم هود يتمتعون بثروة طائلة وغنى واسع وقوة لا ترام ، ويتنعمون بعيش رغيد وحياة رافهة . فأبطرتهم النعمة ، وغرتهم القوة ، وتمادوا في الظلم والفساد ، فخاطبهم نبيهم بقوله : {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الشعراء : 132 - 134] .
٤. روح الاعتداء والتنكيل
كان قوم هود يفتكون بشدة ويمارسون القمع بعنف اغتراراً بقوتهم وسطوتهم ، كما وصفهم سبحانه بقوله : {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [الشعراء : 130] .
٥. تكبّرهم على الباري تعالى
إن القوة التي امتاز بها قوم هود ، بعثت فيهم الغرور والخيلاء والاستعلاء وراحوا يتباهون بها قائلين : {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} ناسين أو متناسين {أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [فصلت : 15] ان الداء العياء أن يزعم الإنسان الضعيف الذي لا يملك لنفسه موتاً ولا حياة ولا بعثاً ولا نشوراً أنه أقوى موجود في العالم ، غافلا عن أنه مخلوق ضعيف يقتله (الجرثوم) الصغير غير المرئي .
إن النعم الإلهية إذا تيسرت للمؤمن العاقل ، انتفع بها ، وبذلها في سبيل الخيرات وازداد شكراً للمنعم وإخلاصاً له ، وإذا تيسرت للجاهل العالي طغى بها وبغى وأفسد .
_________________________
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|