أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-6-2021
2071
التاريخ: 6-5-2020
1823
التاريخ: 23-6-2021
1912
التاريخ: 25-9-2019
1475
|
الأفكار الأربعة عن الصحافة الذي نشرته مطابع جامعة إللينوى في أوريانا سنة ١٩٥٦ .
وقد ظهرت هذه الفكرة مع دكتاتورية القرن العشرين ، وسوا كانت فاشستية
او شيوعية فإنها تعلى من شأن الدولة على حساب الأفراد ، وتكرس صحافتها المملوكة للحكومة والموجهة من الحزب جهودها لنشر الدكتاتورية ونظامها الاجتماعي .
ومع تقدم العالم الغربي من خلال النهضة والإصلاح في العصر الديمقراطي الحديث ، ظهرت الفكرة الأساسية الثانية عن الصحافة وهي الفكرة التحررية وترجع جذورها إلى القرن السابع عشر ، إلا انها لم تصبح سائدة في العالم الناطق بالإنجليزية حتى حلول القرن التاسع عشر . والصحافة في الفكرة التحررية ليست أداة للحكومة أو ناطقة باسم طبقة النخبة الحاكة . وهي تفترض أن الجماهير قادرة بنفسها على التمييز بين الحقيقة والزيف . وعندما تتعرض هذه الجماهير للصحافة التي تعمل حسب مبدأ السوق الحرة للأفكار والمعلومات ، فإن الجماهير تشارك بنفسها في تقرير السياسة العامة . ومن الضروري أن تتوفر الوسائل الحرة أمام الجميع الأقلية مع الأغلبية . والضعيف مع القوي ، للتعيير عن أنفسهم في صحافة المجتمع التحرري .
وبالتدريج تحول الناشرون في المعركة ضد الاستبداد إلى تحالف من المفكرين والكتاب الذين ناضلوا لأجل الحرية الدينية والسياسية والعقلية ، ولأجل الطبقة الوسطى الصاعدة على أساس تجاري ، تلك التي طالبت بالحرية الاقتصادية والقوة السياسية في نزاعها مع الإقطاع ، وارتقى الصحفي ببطء ، فأصبح يمارس وظائف مزدوجة مثل وظيفة الرأي ووظيفة الخبر . أما وسيلته الاتصالية فهي الكلمة المطبوعة الواسعة الانتشار ، والكتيب وذلك قبل الوصول إلى الجريدة المنتظمة التي تصدر عن مؤسسة صحفية . وقد ظهرت هذه في القارة الأوروبية قبل سنة ١٦٠١ ، وفي إنجلترا سنة ١٦٢٢ ، وفى المستعمرات الأمريكية بعد سنة ١٧٠٤ . وفى خلال القرن الثامن عثر لحقت بها المجلات المبكرة ، وكانت هذه المجلات سيئة الطباعة بالقياس إلى معاييرنا الحالية ، وعشوائية المضمون ، ومحدودة التوزيع ، ولكن يمكن قياس فاعليتها يقدر المجهود الذي بذله رجال السلطة لوضع القيود ضدها ، وضد ما أثارته محتوياتها من تحفيز للفكر والعمل . أما تقاليد الحرية التي اكتسبها ناشروها ومحرروها بتحطيم القيود في القرنين السابع عشر والثامن عشر ، فإنها تمثل الميراث الذي آل إلى الجرائد والمجلات الحديثة التي تطورت خلال القرنين التاسع عثر والعشرين ، وإلى الأفلام ووسائل الاتصال الإليكترونية الموجودة في ايامنا هذه.
وكان جون ميلتون في كتابه ؛ صلوات هوائية الذي نشر سنة ١٦٤٤ هو الذي ناضل ضد كبت حرية التعبير عن طريق الدعوة إلى الاعتماد على الحقيقة : " دعها تتصارع مع الزيف : ومن عرف الحقيقة دائما ، يواجه الأسوأ فى البيئة الحرة والمفتوحة " . إن هؤلاء الخائفين من الحقيقة سيحاولون بالطبع أن يمتعوا دخولها إلى " السوق الحرة للأفكار " ، أما الذين يؤمنون بحرية الجماهير فسيعرفون أن بقاءهم يعتمد على حرية الصحافة ، وقد عبر توماس جيفرسون عن ذلك أصدق تعبير في خطابه إلى صديقه كاريتجتون ستة ١٧٨٧ فقال :
" إنني مقتنع بأن حسن ادراك الجماهير هو دائما افضل جيش . قد يضل الناس لحظة ، ولكنهم سرعان ما يصححون أنفسهم ، فالأفراد هم دائما الراعي الوحيد للحكام ، أما أخطاؤهم فهي تميل نحو الإبقاء على التزام هؤلاء الحكام بالمبادئ الحقيقية لمجتمعهم . وقد تؤدي معاقبتهم بشدة لقاء هذه الأخطاء الى كبت الحارس الوحيد لحرية الجماهير . وتتمثل طريقة منع الاعتراضات غير المنتظمة للجمهور في منحه المعلومات المتعلقة بشؤونه كاملة من خلال وسيلة الصحافة الجماهيرية ، وضمان الطريقة التي تتغلغل بها بين كافة جماهير الشعب ، فالأساس الذي تقوم عليه حكومتنا هو رأي الشعب ٠ والهدف الحقيقي هو الحفاظ على هذا الحق . ولو ترك لي أمر البت في تقرير ما إذا كان يتحتم حليتا القبول بوجود حكومة بدون جرائد ، أو جرائد بدون حكومة ، فإنني لن أتردد لحظة في قبول الاختيار الأخير" .
وقد أوضح جيفرسون عبارته الأخيرة فأضاف قائلا : " ولكنني أقصد أن تصل هذه الجرائد الى كل شخص ، وهو كفء لقراءتها واستخدم جيفرسون كلمة " قراءة " لأن مشكلة الجهل المطبق كانت لا تزال مشكلة رئيسية على أيامه . وكان يقصد أيضا " الفهم " بمعنى عدم الجهل الفكري . لقد تضمنت الكلمات المأخوذة عن ميلتون وجيفرسون المناقشات التحررية حول حرية الصحافة وسائر أشكال الاتصال ، من أجل حرية النقد ، وحرية الإبلاغ ، كما أنها تجادل حول المساندة الجماهيرية لتوصية وسائل الاتصال التي تحمل مسئولياتها لتقديم فيض حر من الأنباء والآراء . وهي تتحدث عن الجماهير بوصفها راعيا للحكام . إن قدرة الصحفيين على تحمل مسئولياتهم نحو المجتمع مشروطة - كما نبه جيفرسون — بمستوى تعليم وفهم الجماهير . وهناك مسؤولية جماهيرية بهذا الخصوص يحملها هذا التعبير الفلسفي عن دور حرية الصحافة في مساندة كافة حريات المجتمع .
وهناك أيضا مسئولية جماهيرية ، و حرية صحفية في الالتزام بالفكرة التحررية التي تسمح لكل فرد بأن ينتقل صوته في حرية عن طريق الصحافة تطبيقا لمفهوم مشابه يسمى فكرة المسئولية الاجتماعية للصحافة . واليوم فإنه لم يعد من الواضح اقتصاديا لأي شخص عاقل أن يبدأ في طبع أو إذاعة آرائه ، لأن تغلغل المزيد من وسائل الاتصال الجماهيري في أيدي عدد قليل نسبيا من أصحابها يلزمهم يأن يكونوا مسئولين اجتماعيا ، وأن يتأكدوا من أن كافة جوانب القضايا الاجتماعية والسياسية تعرض كاملة وبصورة عادلة ، حتى يستطع الجمهور البت في الأمور ، وتستدعي فكرة المسئولية الاجتماعية الإقرار بأنه إذا فشلت وسائل الاتصال الجماهيري في هذا الصدد فلا بد من قيام وكالة جماهيرية أخرى بمساندة مبدأ " سوق الأفكار " .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|