أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-9-2021
2127
التاريخ: 21-9-2021
1581
التاريخ: 18-9-2021
1942
التاريخ: 29-4-2021
2172
|
المراسل والمندوب هو الصحفي الذي يعمل في جلب الاخبار لمحطة اذاعية معينة دون سواها، والذي يفرق بين المندوب والمراسل هو مكان عملها كل منهما فقط، فالمندوب هو الصحفي الذي يعمل في نفس المدينة التي بها محطة الراديو او محطة التلفزيون التي يعمل بها، اما المراسل فهو الذي يعمل في مدينة اخرى غير التي بها المحطة، وسواء كانت هذه المدينة داخل الدولة او خارجها، وعلى هذا الاساس تتعدد انواع المراسلين على النحو التالي:
وعموما فان المراسل على هذا النحو هو مندوب يعمل خارج المدينة او الدولة التي بها المحطة التي يمثلها(1).
ومن المفروض ان تعمل كل محطة اذاعية على ايجاد مجموعة من المندوبين المختصين بجلب الاخبار لها، واذا كانت الوكالات تقوم بجانب كبير من هذه الخدمة الا انها في النهاية خدمة عامة وعادة تصوغ اخبارها وتلونها وفق الخط السياسي والفكري الذي تمثله، وبشكل منحاز للبلاد التي تنتمي اليها او الحكومات التي تمولها، وهنا تكمن الخطورة خاصة وان غالبية هذه الوكالات مملوكة للدول الغربية، ولم تستطع وكالات الدول الشرقية حتى الآن – باستثناء وكالة ناس- ان تقدم نشرات الاخبار كخدمة اخبارية رئيسية.
من هنا يكون المندوب هو شخصية المحطة التي يعمل فيها، ومن مجموعة المندوبين والاسلوب الذي يتبع في اختيار الاخبار، وطريقة عرضها وترتيب اذاعتها تتشكل شخصية المحطة ويكون لها فلسفتها التي تخضع لها وتقدم في اطارها كل ما يأتيها من اخبار تبعث بها مختلف الوكالات. اضافة الى ذلك فالمندوب هو الذي يمكن ان يأتي بمزيد من التفاصيل عن الاحداث ويستخرج منها ما يؤكد شخصية محطته، وما يخدم سياستها ويحقق اهدافها.
وهناك اعتبارات وصفات خاصة ينبغي ان تتوفر للمندوب، من بينها ما يتعلق بالإلمام بالعمل وتخصصاته، ومن بينها ما يتصل بشخصيته وقدراته الشخصية، وهذه الصفات والاعتبارات يمكن تفصيلها على النحو التالي:
ولذلك كان يشاع ان المخبرين يولدون ولا يصنعون، بمعنى ان الحس الصحفي يلعب دورا كبيرا في هذا المجال، وهذه الخاصية او الميزة التي يجب ان ينفرد بها المخبرون ليست شيئاً مكتسباً او يمكن تحصيله بالدراسة بل هي استعداد فطري يمكن ان ينمي بالدراسة والممارسة الفعلية للعمل في مجال جلب الاخبار.
فاذا كان كل من حولنا في كل لحظة يمثل خبرا أيا كانت قيمته واهميته فان ذلك يعني ان الاخبار تولد حولنا وبشكل مستمر، ويبقى ان يحس المخبر مولد هذه الاخبار لأنه من الخطأ كل الخطأ ان تولد هذه الاخبار دون ان يحس بها، لكن ذلك الاحساس لا يمكن ان يتوفر له بالطبع الا باعتماده على بديهيته في معرفة ما يجري حوله، ثم يأتي بعد ذلك مجال التفرقة بين ما له قيمة خبرية وما ليس له تلك القيمة.
اذن (فالحس) هو المرهف الذي يشم الاخبار عن بعد، ويساعد الخبر على توقع حدوث الخبر قبل وقوعه، فأحداث الحاضر عادة ما تكون بمثابة مؤشرات الى المستقبل. وفي هذه الحالة يكون على المخبر ان يبصر المتلقي بقرب وقوعها، ومن هنا جاء القول بضرورة ان يكون الخبر الصحفي او المندوب مخبرا طول الاربع والعشرين ساعة وفي كل مكان فيه حاملا معه (عدته) الاستفسارية التي لا يجب ان تغيب عن ذهنه لحظة واحدة وهي:
وطالما كانت هذه الاستفسارات حاضرة بشكل دائم في ذهنه كانت بمثابة المفاتيح التي تؤدي دائما الى اخبار جديدة.
ولا يكفي للمخبر ان يقف على الخبر فقط او يعثر عليه، فهذه بمثابة مرحلة اولى تأتي بعدها مراحل اخرى لابد منها للخروج بمزيد من التفاصيل التي تكمل الخبر وتحدد ابعاده، وعلى ضوئها تتحدد قيمته، فكثير من الاخبار تبدو ولأول وهلة كما لو كانت اشياء عادية وعند البحث في تفاصيلها وجزئياتها تتضح قيمة الخبر وقمته الحقيقية.
فلو افترضنا مثل وقوع حادث صدام بين سيارتين، فمثل هذا الحادث ليس شيئا جديدا او فريدا وانما يتكرر اكثر من مرة في اكثر من مكان في ال يوم الواحد، لكن الخبر لا يجب ان يفترض هذا الافتراض ويمضي دون ان يسأل:
مثل هذه الاسئلة يمكن ان تقوده مثل لاكتشاف ان السيارة غير مملوكة لهذا السائق، وانه كان يسير بهذه السرعة لان سرق هذه السيارة وانه يعمل ضمن عصابة لسرقة السيارات كانت الشرطة جادة في البحث عنها وأخيراً كشفت عنها هذه الحادثة...
وبهذا يتغير معنى الخبر كلية عن الصورة التي بدأ فيها لأول وهلة، فهو ليس مجرد حادث تصادم وانما (التوصل اخيراً للعصابة التي دأبت على سرقة السيارات)، وليس معنى هذا اننا نطالب المخبر ان يعمل ضابطا للشرطة او محققا، ولكنه يستخدم نفس الادوات الاستفسارية التي يستخدمها ضابط الشرطة والمحقق ويصبح الضابط والمحقق وشهود الواقعة من المصادر التي يرجع اليها في الحصول على المعلومات الخاصة بتفاصيل الخبر، واذا كانت الاذاعة والتلفزيون لا تهتم بذكر التفاصيل فذلك ينطبق على حالة اذاعتها وتقديمها فقط أما الحصول على هذه التفاصيل فهو امر ضروري لتحديد قيمة الخبر واهميته والتوصل الى ابرز عناصره، والتي تساعد بصورة خاصة في اعداد الريبورتاجات او المجلات الاخبارية في الاذاعة.
هذه العدة الاستفسارية التي سقنا عليها المثل السابق، هو ما يطلق عليه ضمن اطار الحس الصحفي (يجب الاستطلاع)، والذي يستخدم (أنياباً) ستة كما يقول جوليان هاريس هي:
(من – ماذا – متى – اين – لماذا – كيف).
ولابد ان يكون لدى مندوب الاخبار القدرة على توجيه السؤال المناسب في موضعه ووقته المناسب، وفي ذلك يقول (ديفيد بوتر) في كتابه (مخبرو الصحف): (ولا يكشف المخبرون عن الشيء غير العادي الا اذا كانوا محبين للاستطلاع، وهذا يقودنا الى الاسئلة التي يوجهها المخبرون دائما وهي (لماذا وكيف)، فاذا كنت وقد ولدت في سيارة اجرى فان المخبر الصحفي يريد ان يعرف لماذا حدث ذلك)(2).
ان فضول الخبر الصحفي الممتاز يؤدي به الى معرفة (لماذا) حتى اذا كانت (لماذا) هذه لن تدخل في النهاية في قصة الخبر الذي يكتبه، فهو ينبغي ان يتأكد من حصوله على كل المعلومات، ولا يتمتع كل المخبرين الصحفيين اليوم بمثل هذا الفضول، فالبعض قد يكتفي مثلا بمعرفة انك ولدت – حتى رغم واقعة انك ولدت في سيارة اجرة – دون ان يهتم بمعرفة السبب.
وهؤلاء ليسوا مخبرين ممتازين .. فالمخبر الممتاز يمتلكه الفضول دائما لمعرفة اكثر مما يقال له.. ويلقي اسئلة ليعرف كل ما يستطيع معرفته، ولكنه قبل ان يلقي الاسئلة الصائبة لابد له ان يعرف ماذا يفعل، فالقدرة على توجيه السؤال المناسب في الموضوع المناسب وفي الوقت المناسب هي التي تصنع المخبر الصحفي الممتاز.
بالحدث حتى يتسنى له الحصول على التفاصيل التي يرغب في تحصيلها، ولابد ان يدرك المخبر دائماً انه هو الذي يحتاج الى الاخرين وليس العكس..
وبالتالي فلابد ان يكون المخبر مستعدا لخوض هذه التجارب، وعادة ما يجد المخبرون الناجحون نوعا من اللذة في التعرض للمخاطر من اجل الحصول على خبر هام، وما من شك في ان معظم الأخبار الهامة هي التي يتطلب الحصول عليها بذل مجهود كبير اذ تكون المفاضلة في هذه الحالة لمن هو على استعداد لبذل هذا المجهود الكبير.
فاذا كان هناك مندوب للإذاعة في مجلس الوزراء مثلا، ولاحظ غياب رئيس المجلس عن حضور جلسة من الجلسات، فلابد وان يكون لذلك دلالة وبالتالي فعليه ان يربط ذلك ببقية الشواهد والاحداث والمعلومات التي يجمعها، فقد يكون لهذا الغياب علاقة بخبر منشور في احدى الصحف او يكون له علاقة بتواجد الطبيب الخاص برئيس الوزراء في منزله في ساعة متأخرة في الليلة الماضية.. وكل هذه الافتراضات يمكن ان تهيئ للمندوب الموعد والمكان الذي تتبلور فيه الاحداث حتى تصير خبرا ينفرد به دون الآخرين(3).
هذه كلها بعض الخواص الذاتية التي يمكن تحصيلها بالممارسة والرغبة الدائمة في التطور، وبدونها لا يمكن ان يحقق الخبر نجاحا يذكر في مهنة تعطي العاملين فيها آلاف الفرص كل يوم للنجاح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
Ibid P.P 60 (1)
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|