المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ذكر طرف من دلائل الامام الرضا واخباره  
  
3233   04:02 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص452-455 .
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

اخبرنى ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن احمر قال: قال لى ابوالحسن الاول (عليه السلام)    ض: هل علمت أحدا من أهل المغرب قدم؟ قلت: لا، قال بلى، قد قدم رجل من أهل المغرب المدينة فانطلق بنا، فركب وركبت معه حتى انتهينا إلى الرجل، فاذا رجل من اهل المغرب معه رقيق فقلت له: اعرض علينا، فعرض علينا سبع جوار كل ذلك يقول أبوالحسن (عليه السلام): لا حاجة لى فيها، ثم قال: اعرض علينا، فقال: ما عندى الا جارية مريضة، فقال: ما عليك ان تعرضها؟ فابى عليه وانصرف.

ثم ارسلني من الغد فقال لى: قل له كم كان غايتك فيها؟ فاذا قال لك كذا وكذا فقل له قداخذتها، فأتيته فقال: ما كنت أريد ان انقصها من كذا وكذا، فقلت: قد اخذتها، قال هي لك ولكن أخبرني من الرجل الذى كان معك بالأمس .

قلت: رجل من بنى هاشم، قال: من أي بنى هاشم؟ فقلت: ما عندى أكثر من هذا، فقال: اخبرك انى لما اشتريتها من اقصى المغرب فلقيتنى امرأة من أهل الكتاب، فقالت: ما هذه الوصيفة معك؟ قلت: اشتريتها لنفسى فقالت: ما ينبغي ان تكون هذه عند مثلك، ان هذه الجارية ينبغي ان تكون عند خير أهل الارض، فلا تلبث عنده قليلا حتى تلد علاما له لم يولد بشرق الارض ولا غربها مثله، قال: فأتيته بها فلم تلبث عنده الا قليلا حتى ولدت الرضا (عليه السلام) .

اخبرنى ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن صفوان بن يحيى قال: لما مضى ابوابراهيم (عليه السلام) وتكلم أبوالحسن الرضا (عليه السلام) خفنا عليه من ذلك، فقيل له: انك قد أظهرت أمرا عظيما وانا نخاف عليك هذا الطاغية؟ فقال: ليجهد جهده فلا سبيل له على .

اخبرنى ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن على محمد عن ابن جمهور عن ابراهيم بن عبدالله عن احمد بن عبيدالله عن الغفاري قال: كان لرجل من آل ابى رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) يقال له فلان على حق فتقاضاني وألح على، فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم توجهت نحو الرضا (عليه السلام) وهو يومئذ بالعريض، فلما قربت من بابه اذا هو قد طلع على حمار وعليه قميص ورداء، فلما نظرت اليه استحييت منه، فلما لحقنى وقف ونظر إلى فسلمت عليه وكان شهر رمضان، فقلت له: جعلت فداك ان لمولاك فلان على حقا، وقد والله شهرنى وأنا والله أظن في نفسى أنه يأمره بالكف عنى ووالله ماقلت له: كم له على ولاسميت له شيئا، فأمرنى بالجلوس إلى رجوعه.

فلم أزل حتى صليت المغرب وأنا صائم، فضاق صدري وأردت ان أنصرف، فاذا هو قد طلع على وحوله الناس وقد قعد له السؤال وهو يتصدق عليهم، فمضى وقد دخل بيته ثم خرج ودعاني، فقمت اليه ودخلت معه فجلس وجلست معه، فجعلت أحدثه عن ابن المسيب وكان كثيرا ما احدثه عنه فلما فرغت قال: ما أظنك أفطرت بعد؟ فقلت: لا، فدعى لى بطعام فوضع بين يدى وامر الغلام أن يأكل معى، فأصبت أنا والغلام من الطعام، فلما فرغنا قال: ارفع الوسادة وخذ ما تحتها، فرفعتها فاذا دنانير فاخذتها ووضعتها في كمى وامر اربعة من عبيده أن يكونوا معى حتى يبلغونى منزلى، فقلت: جعلت فداك ان طائق ابن المسيب يقعد وأكره أن يلقاني ومعي عبيدك؟ فقال: أصبت أصاب الله بك الرشاد، وامر هم ان ينصرفوا اذا رددتهم، فلما قربت من منزلى وآنست رددتهم، وصرت إلى منزلى ودعوت السراج، ونظرت إلى الدنانير فاذاهى ثمانية وأربعون دينارا، وكان حق الرجل على ثمانية وعشرون دينارا، وكان فيها دينار يلوح، فأعجبني حسنه فأخذته وقربته من السراج فاذا عليه نقش واضح: حق الرجل عليك ثمانية وعشرون دينارا، وما بقى فهولك ؛ ولا والله ما كنت عرفت ماله على التحديد .

اخبرنى ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب، عن على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) انه خرج من المدينة في السنة التى حج فيها هارون يريد الحج، فانتهى إلى جبل على يسار الطريق يقال له: فارغ، فنظر اليه ابوالحسن (عليه السلام) ثم قال: يا فارغ وهادمه يقطع اربا اربا, فلم ندر ما معنى ذلك .

 فلما بلغ هارون ذلك الموضع نزله وصعد جعفربن يحيى الجبل وأمر أن يبنى له فيه مجلس، فلما رجع من مكة صعد اليه فأمر بهدمه فلما انصرف إلى العراق قطع جعفر بن يحيى اربا اربا .

اخبرنى ابوالقاسم جعفربن محمد عن محمدبن يعقوب عن احمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن عيسى، عن محمد بن حمزة بن الهشيم، عن ابراهيم بن موسى قال: ألححت على أبى الحسن الرضا (عليه السلام) في شيء اطلبه منه وكان يعدني، فخرج ذات يوم يستقبل والى المدينة وكنت معه، فجاء إلى قرب قصر فلان فنزل عنده تحت شجرات ونزلت معه، وليس معنا ثالث، فقلت: جعلت فداك هذا العيد قد أظلنا ولا والله ما أملك درهما فما سواه؟ فحك بسوطه الارض حكا شديدا ثم ضرب بيده، فتناول منه سبيكة ذهب، ثم قال: استنفع بها واكتم ما رأيت .

اخبرنى ابوالقاسم جعفربن محمد عن محمدبن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن مسافر قال: كنت مع أبى الحسن الرضا (عليه السلام) بمنى، فمر يحيى بن خالد فغطى وجهه من الغبار، فقال الرضا (عليه السلام) : مساكين لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة ؟ ثم قال: وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين وضم اصبعيه .

قال مسافر: فوالله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.