أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-03
682
التاريخ: 5-4-2021
3008
التاريخ: 2023-04-01
1481
التاريخ: 2023-04-03
733
|
عندما تصنع شخصية، يكون هدفك أن يفهم المتفرج سماتها دونما حاجة إلى أي حوار قدر الإمكان. ولذلك، يصبح ضرورياً أن تضع شخصياتك في مواقف تعطي أفعالها خلالها مؤشرات عن ماهيتها.
فأحد أبطال فيلم "H.S.A.M "لروبرت ألتمان، وهو فيلم متعدد الأبطال، هو النقيب بنجامين بيرس، وهو جراح عسكري يجسد دوره دونالد ساذرلاند. تجري أحداث الفيلم في مشفى ميداني خلال الحرب الكورية. عندما يصل للمرة الأولى إلى المستشفى، يناديه العسكريون باسمه الحقيقي إلا أنه يجيبهم في كل مرة راجياً إياهم أن ينادوه بلقبه «عين الوشق». والواقع أنه يضع على عينيه نظارات سميكة لأنه يعاني من حسر بصر شديد بما يتناقض مع لقبه. وانطلاقاً من هذا التوصيف الجسدي، يدلنا اللقب الذي يفضل أن يدعى به على أنه شخص تهكمي (صفة نفسية). ثم يلتقي بجندي يتخذه سائقاً. يركب الجندي سيارة الجيب ولا يمانع بيرس في أن يكون هو السائق فيشغل السيارة ويطير بها على الطريق.
بهذه الطريقة يجري تقديم الشخصية بمشهد واحد: قبضاي، تستفزه السلطة، مليء بالسخرية من الذات، وعابث كبير لأننا نراه في بضع ثوان يغمز بعينه لعدة ممرضات كن يعبرن بالقرب منه.
وفي بداية فيلم "Party The ،"يشترك ممثل هندي في أحد الأفلام الكبيرة ككومبارس. ولكن وجوده يؤدي إلى كوارث ويدفع طاقم الفيلم إلى الجنون عندما يضع في يده ساعة كوارتز في مشهد تدور أحداثه في بداية القرن العشرين... وكي يكسب الوقت، يطلب منه المخرج أن يخرج من البلاتوه، فيبدأ في التجوال على غير هدى بين ديكورات الفيلم عندما يكتشف أن رباط حذائه محلول فيبدأ في البحث حوله عن شيء يستند إليه فيضغط عن طريق الخطأ على زناد يؤدي إلى تفجير الديكور الرئيسي للفيلم. إننا هنا بالطبع إزاء مشهد ذي طبيعة توصيفية لأنه يجعلنا نفهم أن هذا الرجل أخرق للغاية.
كما أن توصيف الشخصية من خلال ردود الأفعال التي تثيرها لدى الآخرين قد يكون أمراً مثيراً للغاية. وهي الحال في فيلم " Devil The Prada Wears "لديفيد فرانكل وهو فيلم يتحدث عن حياة امرأة شابة تكتشف عالم الأزياء. تتحدر بطلة الفيلم من أسرة متواضعة تمثل النقيض المطلق لبريق الحياة النيويوركية. تبدأ أندي رحلتها كمتمرنة في مجلة الأزياء النيويوركية LE .ترتدي، على العكس من زميلاتها، دون إفراط ولا تضع أية مساحيق زينة ولا تتبع الأزياء الرائجة. تدير ميراندا بريستلي المجلة بقبضة حديدية. تصل أندي إلى مكاتب المجلة فتجد السكرتيرات مشغولات، دون أية ضغوط، في الرد على الهاتف أو في العناية بأظافرهن. تخبرها الشابة التي تقودها أن رئيستها المستقبلية مستبدة وأنها يجب أن تبذل جهداً مضاعفاً كي تنجح. وفجأة تدخل المكاتب سكرتيرة شابة مذعورة وهي تقول: "إنها قادمة!" فيتحول المكان إلى ما يشبه أرض معركة: يتحرك الجميع بجنون كي يكون كل شيء على ما يرام عندما تصل ميراندا. يعد هذا الذعر الذي تتسبب به شخصية ما تزال غائبة مثالاً جيداً على توصيف هذه الشخصية: وعندما تظهر ميراندا أخيراً، يكون المشاهد قد أصبح على دراية بسماتها الرئيسية.
توصف الشخصية التي تلعب دورها كاثرين هيبورن في فيلم " The Story Philadelphia "لجورج كوكور بأنها شديدة البرودة ومتحفظة، ليس بسبب إيماءاتها وأسلوبها بالكلام فحسب، بل أيضاً لأن كل الشخصيات التي تظهر في الربع ساعة الأولى من الفيلم تقول عنها ذلك: زوجها السابق، شقيقتها، والدتها، صحفي في مجلة. ويتمثل أحد أهداف الفيلم، بالطبع، في إثبات أن هذه المرأة، وعلى الرغم من المظاهر، قادرة على أن تكون حنونة ومحبة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|