المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

صناعات المنتجات الفوتوغرافية
25-10-2016
دور القاضي الإداري في إثبات الدعوى الإدارية
1-2-2023
ما يكره للجنب
26-8-2017
رؤيا ابا طالب والبشارة بمولد امير المؤمنين
12-1-2020
زاوية ميل المستقيم Gradient Line Angle
13-11-2015
الياسمين الأحمر
2023-04-09


دعائه للخلاص من السجن و هداية جارية هارون  
  
23126   04:28 مساءً   التاريخ: 18-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص245-246.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / التراث الكاظميّ الشريف /

روى أيضا عن وماجيلويه عن عليّ بن ابراهيم عن أبيه انّه قال: عن رجلا من أصحابنا يقول: لما حبس الرشيد موسى بن جعفر (عليه السلام) جنّ عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله فجدّد موسى (عليه السلام) طهوره و استقبل بوجهه القبلة و صلّى للّه عز و جل أربع ركعات ثم دعا بهذه الدعوات فقال:  يا سيدي نجّني من حبس هارون و خلّصني من يده، يا مخلّص الشجر من بين رمل و طين، و يا مخلّص اللبن من بين فرث و دم، و يا مخلص الولد من بين مشيمة و رحم، و يا مخلّص النار من بين الحديد و الحجر، و يا مخلّص الروح من بين الأحشاء و الامعاء، خلّصني من يدي هارون.

قال: فلمّا دعا موسى (عليه السلام) بهذه الدعوات أتى هارون رجل أسود في منامه و بيده سيف قد سلّه، فوقف على رأس هارون و هو يقول: يا هارون أطلق عن موسى بن جعفر و الّا ضربت علاوتك‏  بسيفي هذا، فخاف هارون من هيبته ثم دعا الحاجب فجاء الحاجب، فقال له:

ذهب إلى السجن فأطلق عن موسى بن جعفر.

 

قال: فخرج الحاجب فقرع باب السجن فأجابه صاحب السجن، فقال: من ذا؟ قال: انّ الخليفة يدعو موسى بن جعفر فأخرجه من سجنك و أطلق عنه، فصاح السجّان: يا موسى انّ الخليفة يدعوك.
فقام موسى (عليه السلام) و هو يقول: لا يدعوني في جوف هذا الليل الّا لشرّ يريد بي، فقام باكيا حزينا مغموما آيسا من حياته فجاء إلى هارون ... فقال: سلام على هارون، فردّ (عليه السلام) ، ثم قال له هارون: ناشدتك باللّه هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات؟ فقال: نعم، قال: و ما هنّ؟

فقال: جدّدت طهورا و صلّيت للّه عز و جل أربع ركعات و رفعت طرفي إلى السماء و قلت: يا سيدي خلّصني من يد هارون و شرّه  و ذكر له ما كان من دعائه، فقال هارون:  قد استجاب اللّه دعوتك يا حاجب أطلق عن هذا، ثم دعا بخلع فخلع عليه ثلاثا و حمله على فرسه و اكرمه و صيّره نديما لنفسه.

ثم قال: هات الكلمات، فعلّمه، فأطلق عنه و سلّمه إلى الحاجب ليسلّمه إلى الدار و يكون معه، فصار موسى بن جعفر (عليه السلام) كريما شريفا عند هارون، و كان يدخل عليه في كلّ خميس الى أن حبسه الثانية فلم يطلق عنه حتّى سلّمه إلى السندي بن شاهك و قتله بالسّم‏ .

اما هدية هارون له حيث انّ هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر جارية خصيفة  لها جمال و وضاءة لتخدمه في السجن، و انفذ الخادم ليتفحّص عن حالها فرآها ساجدة لربّها لا ترفع رأسها تقول: قدوس سبحانك سبحانك فاتي بها و هي ترتعد شاخصة نحو السماء بصرها، فقال: ما شأنك ؟

قالت: هكذا رأيت العبد الصالح، فما زالت كذلك حتى ماتت‏ .

ذكر ابن شهرآشوب هذه الرواية بتفصيل اكثر و ذكرها أيضا العلامة المجلسي (رحمه اللّه) في جلاء العيون‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.