أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2015
3140
التاريخ: 10-1-2023
1319
التاريخ: 15-05-2015
3360
التاريخ: 15-05-2015
3231
|
دليل الاعتبار كما دلّ على إمامة آبائه (عليهم السلام) يدلّ على إمامته وإمامة الاَئمة من ذرّيّته (عليهم السلام) ، وإذا دلّلنا على بطلان جميع أقوال مخالفي الشيعة القائلين بعصمة الامام والنصّ ، فإنّ الشيعة اختلفت بعد وفاة أبي عبدالله (عليه السلام) على أقوال : قائل يقول : أنّ الصادق (عليه السلام ) لم يمت ولا يموت حتّى يظهر فيملاَ الاَرض عدلاً ، وهم : الناووسيّة ، وانّما سمّوا بذلك لاَنّ رئيسهم في مقالتهم رجلٌ يقال له : عبدالله بن الناووس ؛ وقولهم باطل بقيام الدليل على موته كقيامه على موت آبائه (عليهم السلام) ، وبانقراض هذه الفرقة بأسرها ، ولو كانت محقّة لما انقرضت .
وقائل يقول : بإمامة عبدالله بن جعفر ، وهم : الفطحيّة ؛ وقولهم يبطل بأنّهم لم يعوّلوا في ذلك على نصّ عليه من أبيه بالإمامة ، وإنما عوّلوا في ذلك على أنه أكبر ولده ، وأيضاً فإنّهم رجعوا عن ذلك ، إلاّ شذاذ منهم ، وانقرضت الجماعة الشاذّة أيضاً فلا يوجد منهم أحد ، وإنّما نحكي مذهبهم على سبيل التعجّب ، وما هذه صفته فلا شكّ في فساده .
وقائل يقول : بإمامة إسماعيل بن جعفر على اختلاف بينهم ، فمنهم من أنكر وفاة إسماعيل في حياة أبيه وزعم أنّه بقي ونصّ أبوه عليه ، وهم شذاذ .
ومنهم من قال : إنّ إسماعيل توفي في زمن أبيه ، غير أنه قبل وفاته نص على ابنه محمد فكان الامام بعده ، وهؤلاء هم : القرامطة ، نسبوا الى رجل يقال له : قرموطيه ، ويقال لهم : المباركية ، نسبوا الى المبارك مولى اسماعيل ابن جعفر (عليه السلام ) وقول هؤلاء يبطل من وجهين :
أحدهما : انّ مذهبهم يقتضي ببطلان حكاية دعوى التواتر عنهم بالنصّ ، وذلك أنّ من أصلهم المعروف أنّ الدين مستور عن جمهور الخلق ، وإنّما يدعو إليه قوم بأعيانهم لا يبلغون حدّ التواتر ، ولا يؤخذ الحقّ إلاّ عنهم وأنه لا يحل لأحد من هؤلاء أن يوعز إلى الخلق شيئاً منه إلا بعد العهود والايمان المغلظة ، فقد ثبت فساد قول من ادّعى عليهم التواتر ، وإنما يعوّلون على أخبار آحاد وتأويلات في معنى الاَعداد وقياس ذلك بالسماوات السبع والاَرضين والنجوم وغير ذلك من الشهور والاَيّام ممّا يجري مجرى الخرافات ، وهذا لا يعارض ما ذهبنا إليه من إيراد النصوص الظاهرة والتواتر بها من الاَمم الكثيرة المتظاهرة.
والوجه الآخر : أن النص لا يكون من الله تعالى على من يعلم موته قبل وقت إماته ، من حيث يكون ذلك نقصاً للغرض ويكون عبثاً وكذباً ، وإذا لم يبق إسماعيل بعد أبيه بطل قول من ادّعى له النصّ بخلافته ولا فصل بين من أنكر وفاته في عصر أبيه وادّعى أنّ ذلك كان تلبيساً ، وبين من أنكر موت أبي عبدالله (عليه السلام ) من الناووسية .
وكذلك من ادّعى أنّه نصّ على ابنه محمد ، لان الاِمامة إذا لم تحصل لإسماعيل في حياة أبيه لفساد وجود إمامين معاً في زمان واحد فكيف يصحّ نصّه على ابنه؟ النص على الامام لا يوجب الامامة إلا إذا كان من إمام .
وقائل : يقول : بإمامة موسى بن جعفر (عليه السلام ) ، وهم : الشيعة الاِماميّة ، فإذا فسدت الاَقوال المتقدّمة ثبتت إمامة أبي الحسن موسى (عليه السلام ) ، وإلاّ أدّى إلى خروج الحقّ عن جميع أقوال الامّة ، وأيضاً فإنّ الجماعة التي نقلت النصّ من أبيه وجدّه وآبائه (عليهم السلام) قد بلغوا من الكثرة إلى حدّ يمتنع معه منهم التواطؤ على الكذب ، إذ لا يحصرهم بلد ومكان ، ولا يضمّهم صقع ، ولا يحصيهم إنسان وأما ألفاظ النصّ عليه من أبيه (عليه السلام ) ، فمن ذلك : ما رواه محمد بن يعقوب الكليني ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد ابن محمد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن ثبيت ، عن معاذ ابن كثير ، عن أبي عبدالله (عليه السلام ) قال : قلت له : أسأل الله الذى رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها .
فقال : قد فعل الله ذلك .
قلت : من هو جعلت فداك؟ فأشار إلى العبد الصالح وهو راقد فقال : هذا الراقد وهو يومئذ غلام .
وبهذا الاِسناد ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن موسى الصيقل ، عن المفضّل بن عمر قال : كنّا عند أبي عبدالله (عليه السلام ) فدخل أبو إبراهيم وهو غلام فقال : استوص به ، وضع أمره عند من تثق به من أصحابك .
وبهذا الاِسناد ، عن محمد بن عليّ ، عن عبدالله القلاّء ، عن الفيض ابن المختار قال : قلت لاَبي عبدالله (عليه السلام ) : خذ بيدي من النار ، من لنا بعدك؟ فدخل علينا أبو إبراهيم وهو يومئذٍ غلام فقال : هذا صاحبكم فتمسّك به .
وبهذا الاِسناد ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن صفوان الجمّال ، عن أبي عبدالله (عليه السلام ) قال : قال له منصور بن حازم : بأبي أنت وأمّي ، إنّ الاَنفس يغدى عليها ويراح ، فإذا كان ذلك فمن؟ قال أبو عبدالله (عليه السلام ) : إذا كان ذلك فهو صاحبكم وضرب على منكب أبي الحسن الايمن ، وكان يومئذ خماسيّاً ، وعبدالله بن جعفر جالسٌ معنا .
وبهذا الاِسناد ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام ) ، عن أبي عبدالله (عليه السلام ) قال : قلت له : إن كان كونٌ ولا أراني الله ذلك فبمن أئتمّ ؟ قال : فأومأ إلى ابنه موسى .
قلت : فإن حدث بموسى حديثٌ فبمن أتئم ؟ قال : بولده .
قلت : فإن حدث بولده وترك أخاً كبيراً وابناً صغيراً؟ قال : بولده ، ثمّ هكذا أبداً .
قلت : فإن لم أعرفه ولم أعرف موضعه؟ قال : تقول : اللهم أنّي أتولّى من بقي من حججك من ولد الاِمام الماضي ، فإنّ ذلك يجزئك إن شاء الله .
وبهذا الاِسناد عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن محمد ابن عبدالجبّار ، عن الحسن بن الحسين ، عن أحمد بن الميثميّ ، عن فيض بن المختار ، في حديث طويل في أمر أبي الحسن (عليه السلام ) حتّى قال له أبو عبدالله (عليه السلام ) : هو صاحبك الذي سألت عنه ، فقم إليه فأقرّ له بحقّه ؛ فقمت حتّى قبّلت رأسه ويده ، ودعوت الله له .
قال أبو عبدالله (عليه السلام ) : أما إنه لم يؤذن لنا في أول ذلك .
فقلت : جعلت فداك ، فأخبر به أحداً؟ قال : نعم ، أهلك وولدك ورفقاءك .
فقال لي أبو عبدالله (عليه السلام ) : خذه إليك يا فيض .
وبهذا الاِسناد ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد قال : دعا أبو عبدالله أبا الحسن موسى عليهما السلام ونحن عنده فقال لنا : عليكم بهذا بعدي ، فهو والله صاحبكم بعدي .
وبهذا الاِسناد ، عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد ، عن الوشّاء ، عن علي بن الحسن عن صفوان الجمّال قال : سألت أبا عبدالله عن صاحب هذا الاَمر ، فقال : إنّ صاحب هذا الاَمر لا يلهو ولا يلعب .
فأقبل أبو الحسن موسى وهو صغير ومع عناق مكّية وهو يقول لها : اسجدي لربّك فأخذه أبو عبدالله فضمّه إليه وقال : بأبي وأمّي من لا يلهو ولا يلعب .
وبهذا الاِسناد ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن جعفر بن بشير ، عن فضيل ، عن طاهر قال : كان أبو عبدالله (عليه السلام ) يلوم عبدالله يوماً ويعاتبه ويعظه ويقول : ما يمنعك أن تكون مثل أخيك ، فوالله إنّي لأعرف النور في وجهه .
فقال عبدالله : ولم ، أليس أبي وأبوه واحداً وأصلي وأصله واحدا ؟ فقال له أبو عبدالله : إنّه من نفسي وأنت ابني .
وبهذا الاِسناد ، عن عليّ بن محمد ، عن سهل بن زياد غيره ، عن محمد بن الوليد ، عن يونس ، عن داود بن زربي ، عن أبي أيّوب الجوزي قال : بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فأتيته ، فدخلت عليه وهو جالسٌ على كرسيّ وبين يديه شمعة وفي يده كتاب ، قال : فلمّا سلّمت عليه رمى بالكتاب إلي وهو يبكي وقال : هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أنّ جعفر بن محمد قد مات ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ثلاثاً وأين مثل جعفر ، ثمّ قال لي : اُكتب إن كان أوصى إلى رجل بعينه فقدّمه واضرب عنقه .
قال : فكتبت وعاد الجواب : أنّه قد أوصى إلى خمسة : أحدهم أبو جعفر المنصور ، ومحمد بن سليمان ، وعبدالله ، وموسى ، وحميدة .
وبهذا الاِسناد ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد نحو هذا الحديث ، إلاّ أنّه قال : أوصى إلى خمسة : أوّلهم أبو جعفر المنصور ، ثمّ عبدالله ، وموسى ، ومحمد بن جعفر ، ومولى لاَبي عبدالله (عليه السلام ) ، فقال لمنصور : مالي إلى قتل هؤلاء سبيل .
وروى محمد بن سنان ، عن يعقوب السراج قال : دخلت على أبي عبدالله وهو واقف على رأس أبي الحسن وهو في المهد ، فجعل يسارّه طويلاً ، فجلست حتّى فرغ فقمت إليه فقال لي : ادن إلى مولاك فسلّم عليه ؛ فدنوت فسلّمت عليه ، فردّ عليّ بلسان فصيح ، ثمّ قال لي : اذهب فغير اسم ابنتك التي سمّيتها أمس ، فإنّه اسم يبغضه الله عزّ وجلّ .
وكانت ولدت لي ابنة فسمّيتها بالحميراء ، فقال أبو عبدالله (عليه السلام ) : انته إلى أمره ترشد فغيّرت اسمها .
وروى يعقوب بن جعفر الجعفريّ قال : حدّثني إسحاق بن جعفر الصادق (عليه السلام ) قال : كنت عند أبي يوماً فسأله عليّ بن عمر بن عليّ فقال : جعلت فداك ، إلى من نفزع ويفزع الناس بعدك؟ قال : إلى صاحب هذين الثوبين الاَصفرين والغديرتين يعني الذؤابتين وهو الطالع عليك من الباب .
فما لبثنا أن طلعت علينا كفان آخذتان بالبابين حتى انفتحا ، ودخل علينا أبو إبراهيم (عليه السلام) وهو صبيّ وعليه ثوبان أصفران .
وروى محمد بن الوليد قال : سمعت عليّ بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد (عليهم السلام) يقول لجماعة من خاصّته وأصحابه : استوصوا بابني خيراً ، فإنّه خيراً ، فإنّه أفضل ولدي ، ومن أخلّف من بعدي ، وهو القائم مقامي ، والحجّة لله تعالى على كافّة خلقه من بعدي وأمثال هذه الاَخبار كثيرة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|