أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2020
3690
التاريخ: 7-10-2016
1750
التاريخ: 11-10-2016
2029
التاريخ: 17-8-2020
2014
|
قال (عليه السلام) : - لبعض أصحابه في علة اعتلها :
جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك ، فإن المرض لا اجر فيه ولكنه يحط السيئات ، ويحتها حت الاوراق ، وانما الاجر في القول باللسان ، والعمل بالأيدي والأقدام ، وإن الله سبحانه يدخل – بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده – الجنة.
الدعوة إلى تحمل المعاناة المرضية ، حيث يضيق بالإنسان ما هو فيه، من شدة الوجع ، ومن الآثار المترتبة ، ومن قلة عائدية او المهتمين به ، ومن الفقر او الإفلاس بسببه ، ومن شماتة الخصوم ، ومن إحراج الاهل والاصدقاء ، وغير ذلك مما يؤدي إلى التململ أو الشكوى ، فكانت الحكمة للتنبيه على ان المريض يستفيد من ذلك إذا صبر واحتمل بلواه ، ليحولها من معاناة إلى رصيد يستعين به في اخرته ، وذلك من خلال منع نفسه عن الجزع والتسخط وعدم التسليم لله تعالى فيما ابتلاه به ، بل يحتمل انه كفارة لما عمله من السيئات والذنوب – ولا سيما وانه معرض لذلك عدا من عصمه الله تعالى – فلا يستفحل عليه مرضه نفسيا وجسديا ، فيقضي عليه ، وهذا علاج نافع ومهم للمريض ، لما يتعرض له من ضغوطات نفسية مع معاناته الجسدية ، لتذهب بتوازنه ، وهو ما يعرضه للانتكاس ، حيث تتعتم أمامه الرؤية ، فلا يرى في نهاية الدرب نورا ، مع ان بالإمكان المرض عاملا مساعدا لإزالة تراكماتها وما تحدثه من عوازل عن اتباع الهدى او عمل الصالحات ، او حب الخير والمعروف، وغيرها مما يصيب المذنب ، لكنه عندما يمرض يستشعر ضعفه ، وتتضح له مساحة قدراته ، وانه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله تعالى ، فيخشع قلبه ، ويعترف بما صدر منه ، فلا يكون معاندا ومصرا على نزاهته ، بما يوجب ابتعاده عن نيل الكثير من فرص العفو والمغفرة ، وعندها كان المرض خطوة تصحيحية نحو الخروج عن مضيق المعاصي والآثام.
وعموما فهذه التصفية مما تختلف باختلاف الحالات وحجم تأثيرها على العاصي ، فقد تحتاج إلى وقت طويل ، لذا فلا موجب للقلق من ذلك ، بعد كونه في مصلحة العبد ، وهو مظهر من مظاهر الحنان الإلهي ، وستره سبحانه لئلا يفتضح العبد في الآخرة من كثرة ممارساته التي تجاوز فيها حدود العبودية مع ما تتطلبه من الحرص على الطاعة وعدم المعصية.
كما يمكن المريض استثمار حالته ايجابيا ، من خلال الاستغفار والعمل بالطاعات المتاحة له – حيث يعيش فراغا وقتيا كبيرا - ، وبذلك يحصل على الاجر من الله تعالى ، الذي جعله للعاملين من عباده ، لتتحقق المعادلة بين العمل كجهد بدني والمكافأة على ذلك ، إذ المقام ليس مقام الابتداء بالعطاء ، خاصة وقد جعل تعالى الجنة وسائر حالات المجازاة على العمل الفعلي المنجز ، دون مجرد العطاء الذي لا يحده شيء إلا إرادته تعالى ، ومن هنا كانت الدعوة إلى العمل لحيازة المزيد من فرص الخير الاخروي ، وعدم تضييع الوقت حتى في هذه الحالة ، التي لو ضاقت عن الجهد البدني ، لأتيح للإنسان وأمكنه مجرد الحب القلبي لعمل الصالحات والمصافاة القلبية للناس ، من خلال عدم السلبية اتجاه احد ، وانه لو استطاع ان ينشط في ذلك لما انثنى عنه ، مما يؤسس لتنامي روح المواطنة الصالحة والتسامح بين الافراد ، ولو رغبة في الاجر ، لما فيه من تقليل الحوادث المؤلمة بين أفراد المجتمع الواحد ، فيفتقد الامن ، بل قد تعم الفوضى ، وعندها فلا تنفع المحاولات لتطويق الحالة ، ولعل بيان ذلك المريض ، يتميز بكونه في حالة نفسية بعيدة عن المشاحنات والتنافس المفضي للتشنج واختيار العنف ، بل هو ممن عفو ربه سبحانه ، فيتحفز لذلك أسرع من غيره المعافى الذي لم يعاني ما عاناه المريض ولم يصدق بما عرفه وجرى معه.
وقد امتازت هذه الحكمة بتبيان الفرق بين المرض وانه كفارة وعملية تطهير ، وبين عمل المريض المستتبع لتحصيله الاجر بالصبر والتضرع والدعاء ، لئلا يتوقع انه مجانا وبلا مقابل ، فيتساوى المؤمن مع غيره ، والصابر والجازع ، مع انه لا يصح ، لأفتراقهما العملي ، بل لابد من العمل لنيل الجنة.
نعم ، الرعاية الالهية شاملة بحدود مقام التفضل فيحط عنهم الذنوب ، ويمنحهم فرصة التواصل والتصحيح ، وليس ذلك شاملا لمعادلة الاجر مقابل الاداء ، بل لو شملتها لكان ظالما ، وقد تعالى سبحانه عن ذلك علوا كبيرا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعًا لمناقشة المشاريع العلمية والبحثية
|
|
|