المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

Initial conditions for Harmonic motion and circular motion
2024-03-09
Lexical incidence
2024-03-18
شروح الصحيفة السجادية
2-4-2016
سعيد بن أبي خازم أبو خازم الأحمسي.
13-10-2017
مناهج البحث في الجغرافيا الاقتصادية - المنهج السلعي (المحصولي)
11-1-2023
داود بن الزبرقان
8-8-2017


إياك أن تقارن بين طفل وآخر  
  
2422   02:22 صباحاً   التاريخ: 24-3-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص161-162
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2019 4818
التاريخ: 11-4-2017 2100
التاريخ: 2023-05-28 1036
التاريخ: 7-3-2022 4364

لدي صديقان لهما طفلان – احدهما (كما هي العادة) مؤدب حسن السلوك على الدوام ، بينما الاخر شقي ، مشاغب ، والى حد ما يمكن اعتبار هذا خطأ الوالدين. لماذا؟ لأنهما دائماً ما يقولان للطفل الشقي (1) : "لِم لا تتصرف بأدب مثل أخيك؟"، ولا اعلم عبارة اكثر استفزازا يمكن ان تقال له اكثر من هذه.

لن يستطيع أطفالك ان يحظوا بعلاقة سوية بينهم إذا ما سمحت لمشاعر الغيرة المنافسة ان تسود بينهم ؛ لذا لا تدع احدهم يظهر مثلا انه أفضل من الآخر في الرياضة ، أو أكثر مهارة ، أو في خفة الظل والموهبة. وهذا لا يعني انك يجب ان تتظاهر بانهم متساوون في كل شيء ؛ فهذا سيبدو سخيفاً. لكنك لا ينبغي عليك ان تلفت نظرهم الى أي نقائص لم يكونوا يلحظونها او أي عيوب في أحدهم قياساً بآخر.

وهذه نقطة حساسة ، فيمكنك أن تقول لطفلك: "انت موهوب للغاية في الفن" دون ان تقول : "إنك افضل من أخيك في الفن". فما الداعي لإقحام الأخ المسكين في هذا الموضوع؟ فهو لا يمت للأمر بصلة تماماً كذكرك ان هذا الأخ المتفوق في الفن أفضل من "فريد بلوجز" في الفن، أليس كذلك؟ بيد أن عبارة كهذه توحي بانك ترى اطفالك كمجموعة واحدة وليس كأفراد متمايزين. وفي حالتنا توحي عبارتك للأخ السيء في الفن بانه هو الفرد السيء في هذه المجموعة.

سنرى في القاعدة رقم 60 كيف انه من الطيب ان تدع طفلك يعلم الجوانب التي يجيد فيها. كل اما اقول هو ان عليك التعامل مع نقاط القوة والضعف الموجودة بهم بصورة فردية ، كل بمعزل عن الاخر. فلا يهم حقا ما اذا كان احدهم يستطيع الطهو او لعب الترامبولين او القيام بالعمليات الحسابية او يتلقى رسائل هاتفية او يتحدث الفرنسية او يحكي نكاتا او يصفف شعره او يفعل أي شيء اخر افضل او اسوأ من اخيه او اخته. كل ما يهم هو انه يفعل هذه الاشياء أصلاً.

بالطبع لن يرى أطفالك الامر بهذه الصورة ؛ فالأولاد بطبعهم اكثر ميلا للمنافسة ، لكن الفتيان قد يتفوقن عليهم في عملية ادخار المال. من المحتمل ان يسألك أولادك اسئلة على غرار: "ان رسوماتي افضل من رسوماتها، اليس كذلك؟"، او" يمكن ان اجري اسرع منه، أليس كذلك؟"، بماذا سترد اذن؟

الحل هو ان تفعل شيئا ما دمت وعدت نفسك وان طفل صغير بألا تفعله حين تكبر، الا هو ان تتهرب من الامر. يمكنك الرد قائلا: "من الصعب ان احكم ؛ فقد رسمت الاشجار بصورة جميلة وتفاصيل رسم الاوراق رائعة ، لكن اختك استخدمت الوانا جميلة وقدرتها على التلوين تتحسن مع الوقت" او" بالطبع، حري بك ان تجري اسرع منه؛ فانت اكبر منه بعامين".

لن يستطيع اطفالك ان يحظو بعلاقة سوية بينهم اذا ما سمحت لمشاعر الغيرة والمنافسة ان تسود بينهم.

___________________________

1ـ أجل، انا اعلم انني قد خالفت القاعدة 35، لكن ذلك الصبي لم يكن ينصت على الاطلاق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.