المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التلقيح insemination والإخصاب fertilization في الابقار
2024-11-01
الحمل ونمو الجنين في الابقار Pregnancy and growth of the embryo
2024-11-01
Elision
2024-11-01
Assimilation
2024-11-01
Rhythm
2024-11-01
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31

Hurwitz Equation
1-6-2020
الأمراض الفايروسية التي تصيب الدجاج البياض
16-9-2021
الانظمة الفرعية للنظام السياحي
3-4-2022
ما الذي تحصل عليه حشرات الأورام من الأورام؟
16-3-2021
“Long” vowels GOOSE
2024-07-05
فن التربية بالمواقف والأحداث
14-11-2017


أساليب العقاب  
  
4352   11:31 صباحاً   التاريخ: 7-3-2022
المؤلف : د. حسان شمسي باشا
الكتاب أو المصدر : كيف تربي ابناءك في هذا الزمان؟
الجزء والصفحة : ص86 ـ 100
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-20 1135
التاريخ: 13-1-2016 2707
التاريخ: 2024-09-09 195
التاريخ: 28-11-2019 2588

1ـ العقاب الخاطئ والعقاب الصحيح:

من المشاهد اليومية في عدد من البيوت أن الطفل يفعل شيئاً ما، فينهال عليه الأب ضرباً، فيهرب الطفل إلى سريره وينام باكياً، وما تلبث الكوابيس أن تداهمه فيستيقظ صارخاً وتضرب الأم كفاً بكفّ محاولة تهدئة الطفل، وهنا يصرخ الأب: (إنه ولد مدلل، إنكِ تفسدينه بالاستجابة لكل رغباته)، فتقول الأم: (إنكَ أنتَ الذي تفسد الولد بالانتقال من الحنان المبالغ فيه إلى القسوة).

وفي هذا الجو المضطرب يعلن الأب لنفسه: (أنا لا أصلح أن أكون أباً.. كيف أربّي ابناً وأنا بلا تجربة)، وتردُّ الأم في نفسها: (أنا جلبتُ لنفسي الهموم، كان يكفي أن لا أنجب أكثر من ولد واحد).

وهكذا تتنقل إلى الطفل رحلات الندم والقلق بين الابوين، فيشعر بأنه كائن مزعج فيتمادى في الإزعاج.

والخطأ الأول في مثل تلك التصرفات: إحساس الوالدين بعدم أهليتهما للقيام بمهمة الأب والأم، فالتربية لا تحتاج إلى نظريات بقدر ما تحتاج إلى إحساس وتفهُّم للأمور.

والخطأ الثاني هو: تبادل الاتهامات بين الأب والأم حول أسلوب تربية الابن(1).

وينبغي أن يأتي العقاب فور حدوث الذنب، وأن لا يكون من الشدّة بحيث يشعر الطفل بالظلم، وأن لا يجرح كبرياءه.

وقد لفت ابن خلدون في (مقدمته) النظر إلى مساوئ استعمال الشدة في التربية فقال: (من كان مربّاه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم، سطا به القهر، وضيّق على النفس في انبساطها، وذهبّ بنشاطها، ودعاه إلى الكسل، وحُمل على الكذب والخبث (وهو التظاهر بغير ما في ضميره) خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخُلُقاً، وفسدت معاني الإنسانية)(2).

والحقيقة أن التوبيخ العادي الخفيف، بلهجة قاسية، يحدث في الطفل أثراً يفوق الأثر الذي يحدثه العقاب الجسمي الشديد للطفل، وكلما ازداد العقاب قل تأثيره على الطفل، بل ربما يزيد ذلك من تمرُّد الطفل وعصيانه للأوامر في المستقبل.

كما أن العقاب ينبغي أن يتناسب مع العمر، فليس من العدل معاقبة الطفل في السنتين الأوليين من العمر، بل إن تقطيب الوجه يكفي في مثل هذه السن، لأن الطفل ربما لا يدرك معنى العقاب بعد، وقد يعاقب طفل السنة الثالثة بأخذ بعض ألعابه إذا ما أتى بعمل شاذ(3).

كما لا يجوز التعيير والتشهير بالطفل: (يا كذّاب.. يا لص.. .إلخ) وينبغي أن يكون العقاب خفيفاً إذا حدث الخطأ للمرة الأولى من الطفل، وإذا ما وقع العقاب للطفل من أحد الأبوين فينبغي على الآخر أن يوافقه، وإلا فلا فائدة من العقاب، مع إشعار الطفل أن العقاب ليس للتشفّي ولا بقصد العقاب، وإنما لمصلحته.

2- أنواع العقاب:

- تذكّر أولاً أن العقاب ينبغي أن يكون آخر وسيلة للتربية، إن لم ينفع مع الطفل الموعظة والتوجيه والإرشاد، والملاطفة والاقتداء.

- ليس الضرب وحده هو وسيلة العقاب، فقد لا يجدي أحياناً، بل ربما يأتي الضرب بنتيجة عكسية، فهناك وسائل عديدة ربما تكون أبلغ تأثيراً عند الطفل، بل ينبغي أن تكون هي طرق التأنيب بدلاً من الضرب.

- فمن الناس من يعوّد أبناءه على (النظرة الحادّة)، ينظر بها الأب إلى ابنه المخطئ فيردعه، بل ربما يبكي بعض الأطفال من شدة وقعها عليهم.

- ومن الآباء من يهمهم بصوت يخرج من الحنجرة، ممّا يعني إنكاره لما فعله الطفل فينبهه إلى ما وقع أو ما سيقع منه.

- وربّما يكون العقاب بأن يدخل الأب يسلّم على أبنائه ولا يخص الذي أخطأ في ذلك اليوم بالسلام، حتى يشعره بخطئه، وحينئذ يُبين للطفل خطأه، ولكن - أيها الأب - لا تتمادَ في إهماله، لأن دورك التعليم وليس التعنيف.

- وقد يكون العقاب بحرمان الطفل من شيء يحبه من مصروف أو نزهة، أو استخدام الكومبيوتر وغيره، ولكن لفترة قصيرة.

- والبعض يلجأ إلى تهديد الطفل إن هو كرّر الخطأ، ولكن بشرط تنفيذ التهديد إن تهاون الطفل(4).

- لا ترسل الولد إلى سريره عندما يرتكب عملاً غير مقبول، فسيرتبط في ذهنه أن السرير وغرفة النوم من وسائل العقاب، ممّا يجعله يتجنّب الذهاب إلى سريره في المساء.

- ولا يستحسن أن يبكي الطفل وحيداً بعيداً عن والديه عندما يكون متألماً منزعجاً، والأفضل أن تبقيه بقربك لبعض الوقت.

- ولا يجوز حبس الطفل في غرفة وإغلاق الباب عليه بحال من الأحوال، فالغرفة المظلمة أو المقفولة ترعب الطفل إلى حد كبير، وتحدث لديه صدمة نفسية شديدة، ربما تظهر آثارها بعد سنين بشكل قلق أو خوف أو تردُّد في الشخصية.

- يفضل عدم الإكثار من استعمال طريقة إيقاف العطايا أو استرجاعها من الطفل كطريقة للعقاب، فالولد الذي يتعلق بالعطايا قد يتأثر كثيراً إذا حرم منها.

- لا تأخذ لعبة من الطفل لا علاقة لها بالسلوك غير المقبول الذي ارتكبه الطفل، فهذا قد يدفعه للعناد والخصام.

أمّا إذا أحدث أذى في المنزل أثناء لعبه بالكرة - بعد أن طلبت منه أمه ألا يفعل ذلك - فيمكن أخذ الكرة ووضعها في مكان يراه الولد ولا تصل إليه يده، حاول ألا تحرمه مما تأخذه منه لمدة طويلة، فعدة ساعات قد تكون كافية.

- لا ينصح بتكليف الطفل بمهمة لا يحبها كطريقة للعقاب، كأن يغسل الأواني المطبخية أو يمسح أرض المنزل وغيرها.

وتشبه هذه الطريقة ما يستعمل عادة في بعض المدارس الابتدائية، حيث يُعطى الولد وظيفة إضافية، أو يطلب منه كتابة عشرين أو ثلاثين سطراً بسبب مشاغبته داخل الصف مثلاً، ولا ينصح علماء النفس التربوي بمثل هذه الطريقة.

- وقد يلجأ البعض إلى حرمان الابن من مشاهدة برنامجه المفضل في التلفزيون، أو منعه من مشاهدة التلفزيون كلياً لبعض الوقت كيوم أو يومين، ولكن القاعدة هي أنه يفضل أن يقترن العقاب بالسلوك المرتكب، وإلا فسينظر الطفل إلى العقاب على أنه أمر ظالم وغير عادل.

أما إذا تنازع الأولاد ولم يتفقوا على أي برنامج تلفزيوني يشاهدون، فعندها يمكنك أن تطفئ الجهاز بسبب خصامهم ونزاعهم، ولا يُشغل الجهاز من جديد إلا بعد أن يتفقوا فيما بينهم.

وكذلك الحال عندما لا يُكمل الولد وظيفته المدرسية لأنه يريد مشاهدة برنامج ما، فما عليه إلا أن يكمل وظائفه ثم يسمح له بمشاهدة التلفزيون.

- وإذا شعرت بالحاجة الشديدة للمعاقبة المادية، فقد يكفي أن تطلب من الولد الجلوس على كرسي معين في جانب الغرفة، او ان يقف في ركن الغرفة لبعض الوقت، وهناك من الآباء من يُبقي كرسياً خاصّاً في زاوية من الغرفة لمثل هذا الاستعمال.

ويمكنك أن تقول للولد بهدوء ولكن بحزم أن يذهب ويجلس هناك دون حراك، وأن لا ينهض من مكانه حتى تسمح له، ويكفي عادة أن يجلس أو يقف لعدة دقائق.

ويجب أن يشعر الولد عند استعمال هذه الطريقة أنك جادٌّ في الأمر من خلال نظراتك إليه، وقد يستغرب الناس أن هذه الطريقة البسيطة لها تأثير كبير وفعال على سلوك الطفل، ويفضل بعد انقضاء المدّة أن تعود الأمور لجوّها الطبيعي في المنزل(5).

3ـ أسلوب الإقصاء في العقاب:

في لعبة كرة القدم يعني الإقصاء (Time - out) مقاطعة قصيرة أو إيقاف اللاعبين عن اللعب، وكطريقة للتربية فإن الإقصاء يعني مقاطعة قصيرة عن الأنشطة التي يقوم بها الطفل.

ويتم تنفيذ طريقة الإقصاء بإبعاد الطفل لمدة قصيرة عن الموقف السار الذي حصل اثناءه سوء التصرف، بحيث يوضع الطفل اثناءها في مكان ممل خالٍ من الأصوات السارة، وبوضع طفلكِ في الإقصاء، فأنتِ تمنعينه من الحصول على الاهتمام أو المكافأة بعد إساءة التصرف، وتكون مدة الإقصاء دقيقة واحدة لكل سنة من عمر الطفل مهما كان تصرف الطفل.

ويدعو الدكتور (لين كلارك) في كتابه (دليل الآباء في تربية الأبناء) الذي طبع عام (2000م) إلى استخدام أسلوب الإقصاء كطريقة لعقاب الأبناء على سوء تصرفاتهم، ويذكر في كتابه محاسن استخدام هذا الأسلوب:

1ـ أن الإقصاء سهل الاستعمال من قِبل الآباء.     

2ـ وهو أقلُّ إزعاجاً وغضباً في تربية الطفل.

3ـ وأنه يساعد على إيقاف السلوك السيّء بسرعة.

4ـ وأن العلاقة بين الأب وطفله تعود بسرعة إلى الوضع الطبيعي بعد استخدام الإقصاء.

أـ الإقصاء من وجهة نظر طفلك:

معظم الأطفال لا يحبُّون عقوبة الإقصاء، فعندما يوضعون في الإقصاء، يخسر الأطفال الاهتمام من عائلاتهم، ويخسرون المقدرة على إزعاج الآباء وإغضابهم، ويخسرون حرية اللعب مع الألعاب التي يحبونها خلال مدة الإقصاء.

وحيث إن الإقصاء طريقة سريعة محددة ومفاجئة، لا يتمكن الأطفال من تجنُّب هذا النوع من التأديب.

ويكون الأطفال عادة حساسين من آبائهم عندما يرسلونهم إلى الإقصاء وأثناء مدة الإقصاء، وعادة ما يختفي انزعاج الأطفال سريعاً بعد انتهاء العقوبة.

ب ـ الأطفال ما بين السنة الثانية والثانية عشرة:

يستخدم الآباء كما يذكر الدكتور كلارك طريقة الإقصاء بنجاح بين سن الثانية والثانية عشرة، ومع ذلك يجب ألا يتجاوز عمر الطفل الحادية عشرة عندما تبدأ باستخدام الإقصاء، ويمكن استخدام طرق أخرى مع الأطفال الأكبر سناً، ومع ذلك لا تعتبر طريقة الإقصاء الحل لجميع مشاكل سلوك الأطفال.

ج - لا تستخدم طريقة الإقصاء في علاج هذه المشاكل:

1ـ التجهُّم والعبوس عند الطفل.

2ـ سرعة الانفعال والمزاج السيّء.

3ـ نسيان أو عدم أداء الأعمال اليومية.

4ـ عدم رفع الملابس أو الألعاب عن الأرض.

5ـ عدم أداء الواجبات المدرسية.

6ـ الخوف.

7ـ النشاط الزائد عند الطفل.

8ـ السلوك الانعزالي والرغبة في البقاء وحيداً.

9ـ أي سلوك لم يشاهد من قِبل الآباء.

دـ اختر سلوكاً واحداً أو اثنين كهدف للتغيير:

وعند استخدام طريقة الإقصاء، عليك اختيار سلوك واحد فقط أو سلوكين، كضرب أخيه، أو الشتم مثلاً، ولا تبدأ باستخدام هذه الطريقة على جميع سلوكيات طفلك غير المعقولة، فإن ذلك ربما يجعله يقضي معظم يومه في الإقصاء.

هـ - تنفيذ الإقصاء:

اختر مكاناً مضجراً مملاً في بيتك ولكنه مكان آمن، وجيد الإضاءة وغير مخيف، وأرسل ابنك إليه عند اتباع أسلوب الإقصاء، وينبغي أن يكون من السهل الوصول إليه خلال (10) ثوان.

ويفضل من أجل سلامة الأطفال الصغار أن يكونوا على مرأى من الوالدين.

وكثيراً ما يفضل الوالدان استخدام كرسي يوضع في ركن الغرفة يجلس عليه الطفل عندما يرسل إلى الإقصاء، وخاصة عند الأطفال بين (2-4) سنوات، فهو أكثر أماناً للطفل.

ومن أجل سلامة الطفل عليكِ أن تراقبيه بطرف عينك، ولا تنظري إليه بشكل مباشر، عليه أن يشعر بأنك تتجاهلينه خلال فترة الإقصاء، ولا تدعيه يلاحظ نظراتك.

تأكد تماماً من المدّة الزمنية باستخدام منبه، ولا تتجاوز المدة الزمنية المحددة حسب عمر الطفل إطلاقاً، فإذا كان عمر الطفل سنتين، فيضبط المنبه على دقيقتين في كل مرة تضعه في الإقصاء، أما إذا كان عمر الطفل عشر سنوات فاضبط المنبه على عشر دقائق، وبعد انتهاء مدة الإقصاء على الطفل أن يخبرك السبب الذي أرسل به إلى الإقصاء.

لا توبخ الطفل ولا تطلب منه الاعتذار، وإذا نسي لماذا أُرسل إلى الإقصاء فما عليك إلا أن تذكره بالسبب.

ويستخدم أسلوب الإقصاء في كل مرة يحصل بها السلوك المستهدف(6).

ونقول: هذا أسلوب من أساليب التربية قد ينجح مع أطفال ولا ينجح مع آخرين، وتترك حرية اختيار الأسلوب المناسب للآباء.

4ـ شروط العقوبة:

هنالك شروط نفسية وأخلاقية يشترطها المربون الفاضلون للعقاب، وأهم تلك الشروط:

1ـ يجب أن يكون العقاب مسبوقاً بتنبيه أو إنذار، وأن يكون متناسباً مع الذنب (كماً وكيفاً).

2ـ يجب أن يُوقع العقاب بعد اقتراف الذنب، أما تأجيله فيفقده الجدوى والفائدة (مثل تأجيل الثواب).

3ـ يجب أن يوقع العقاب بعد أن يُنبه الطفل إلى خطئه، وأن يعطى الفرصة كي يقلع عن رعونته، وفي حال إصراره بعد تعهُّده بإصلاح الأمور يُلجأ إلى العقاب.

4ـ علينا أن نقلل من توقيع العقاب ما استطعنا، وعلينا أن نلجأ إلى التدرُّج في العقاب (من الأضعف إلى الأشد)، فبعض الأطفال لا يحتاجون إلى أكثر من التنبيه كي يرتدعوا.

ورحم الله من قال:

لا أستعمل سوطي ما دام ينفعني صوتي

ولا أستعمل صوتي ما دام ينفعني صمتي

والحق أن الصمت مع التأنيب الوقور ينفع مع طفل حساس، وكثيراً ما يضر به السوط ويخرجه عن توازنه.

5ـ وحين نعاقب فإن علينا أن نلتزم الهدوء والأناة، ونتجنب التشفّي والانتقام.

6ـ يجب أن نبتعد ما استطعنا عن لغة التهديد والوعيد، لأن التهديد إما أن يؤدي إلى هلع الطفل وذعره، وإما أن يجعل الطفل يتأكد أننا نهدد ولا نصنع شيئاً، فهناك خطأ في الحالتين.

7- لا يجوز أبداً أن تمتد العقوبة، فتؤدي إلى إهانة الطفل وإهدار شخصيته وكرامته التي خلقها الله تعالى فيه، ولا يضرب الوجه بأية حال.

8- لا يجوز أبداً أن نوقع العقوبة على طفل أمام أصدقائه، أو منافسيه، أو أعدائه(7).

9ـ لا يجوز أن يمارس الضرب إلا مثل الكيّ آخر الدواء.

وعلى الأب أن يواجه ابنه باللسان العذب والتسامح على خطئه مرات عديدة، ويؤكد لولده أن أسلوب الإكرام طبيعي، نظراً للعلاقة الكريمة بين الوالد وولده، وهنا يتوجب على الأب أن يتحاور مع ابنه ويأخذ منه التأكيد أن الأمور ستتحسن، وإذا لم تتحسن، وبعد تذكير الولد بالوعد الذي قطعه على نفسه يمكن اللجوء إلى الضرب.

5ـ وصايا في أسلوب العقاب:

1- لا تهدد الولد بأمور لا يمكنك تنفيذها، فستفقد هذه التهديدات تأثيرها.

2- إيّاك أن تعاقب الولد بقولك له: إنك لا تحبه، أو تهدده بأنك لن تحبه بعد اليوم بسبب فعلٍ فعلهُ.

3ـ حاول أن تعيد الأمور إلى ما كانت عليه بسرعة بعد العقاب، ضمّه إليك وأشعره أنك تحبه.

4- لا تكثر من النقد المستمر.

5ـ لا تهددي الولد بعقاب من الأب، وبالعكس، فهذا ما يجعل الولد يكره أباه، ولا يتشوق لرؤياه عند عودته من عمله.

6- لا تستعمل العقاب المتأخر.

7- لا تجعل من العقاب عملية مخيفة للولد، وإياك أن تخيفه بقولك: إن (أحداً سيأتي ويأخذه) مثلاً لأنه غير مطيع.

8ـ أظهر الحزم في صوتك، ولكن دون صياح أو صراخ.

9ـ حافظ على هدوئك قدر المستطاع.

10ـ خفف من إشعار ولدك بالذنب والتقصير.

11ـ لا تقارن ولدك بالآخرين، فلا تقل له: (انظر إلى فلان، فإنه دوماً يسمع كلام أمه)، أو (إن فلاناً يحسن القراءة مع أنه أصغر منك) وهكذا.

12ـ فكر في تأثير العقاب الذي تستعمله مع ولدك، فمن العقوبات ما يزيد سلوك الطفل سوءاً(8).

6- الضرب:

وكما ذكرنا فينبغي أن يكون الضرب آخر الدواء، وتذكر أن الضرب للطفل وسيلة للتأديب وليست للعقاب، فلا يكون ضربٌ ما لم تستنفد أساليب التربية جميعها، ولكن لا بد من مراعاة أمور محددة:

- لا تضرب بعد وعدك بعدم الضرب، حتى لا يفقد الثقة فيك.

- أعطِ ابنك فرصة إذا كان الخطأ للمرة الأولى.

- لا تضرب ابنك أمام من يحبه.

- لا تضرب ضرباً مبرحاً، وتجنب الأماكن المؤذية كالوجه والبطن والصدر.

- لا تضرب بالحذاء أو النعل (الشبشب).

- لا ترفع يديك أكثر من اللازم كي لا يتضاعف الألم.

- لا تشتم طفلك وأنت تؤدبه، والحقُّ أنه ينبغي ألا تشتمه أبداً.

- لا تأمر الطفل بعدم البكاء أثناء وبعد الضرب.

- لا ترغم طفلك على الاعتذار بعد الضرب وقبل أن يهدأ، لأن في ذلك إذلالاً له ومهانة.

- أشعره أنك عاقبته لمصلحته، وابتسم في وجهه وحاول أن تنسيه الضرب(9).

7ـ نصائح للتخفيف من غضب الأم:

هناك دلائل قطعية على وجود علاقة بين شخصية الطفل المشاغب، وبين الأم العصبية التي تصرخ دائماً حين تغضب.

1ـ استعيذي بالله من الشيطان الرجيم بصورة مستمرة، وأنتِ تشاهدين من طفلك ما يثير فيكِ الغضب، سواء أقام بكسر شيء في البيت، أم بضرب أخته أو أخيه الصغير.

2ـ انظري إلى طفلك طويلاً حين يكون نائماً، وتأملي في براءته وضعفه، وخاطبي نفسك: هل يستحقُّ هذا المسكين أن أضربه أو أصرخ في وجهه وأثور عليه؟.

وحين تغضبين تذكري صورته وهو نائم ضعيف، حاولي أن تثبتي هذه الصورة في مخيلتك، فذلك يساعدك على كبح جماح غضبك.

3ـ فكري دوماً أن غضبك لن ينفع في تأديبه، بل سيزيده شغباً وتمرُّداً.

4ـ أشغلي نفسك بأيّ عمل آخر، وأنت تعلنين لطفلك أنكِ ستحاسبينه على خطئه أو إهماله فيما بعد، فتقولين مثلاً: (سأعرف شغلي معك بعد أن أنهي إعداد الطعام)، فهذا التأجيل يساعد في إخفاء ثورة الغضب في نفسك(10).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تربية الأبناء في الزمن الصعب، منير عامر وشريف عامر.

2ـ مقدمة ابن خلدون، ص1042-1043، دار الكتاب اللبناني - بيروت.

3ـ المشكلات السلوكية عند الأطفال، للدكتور محمد نبيه الغبرة.

4ـ فن تربية الأولاد في الإسلام، للأستاذ محمد سعيد مرسي.

5ـ أولادنا، للدكتور مأمون مبيض.

SOS دليل الآباء في تربية الأبناء، تأليف لين كلارك، وترجمة د. يوسف أبو حميدان، وأفنان المصري، وأيمن القرالة.

7ـ الصحة النفسية للمراهقين والشباب، للأستاذ عدنان السبيعي.

8ـ أولادنا، للدكتور مأمون مبيض.

9ـ فن تربية الأولاد في الإسلام، للأستاذ محمد سعيد مرسي (بتصرف).

10ـ مشكلات تربوية في حياة طفلك، للأستاذ محمد رشيد العويد. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.