أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
1244
التاريخ: 19-7-2016
1495
التاريخ: 2024-05-18
568
التاريخ: 18/10/2022
1603
|
قال (عليه السلام) : علامة الايمان : ان تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك ، وان لا يكون في حديثك فضل من عملك ، وان تتقي الله في حديث غيرك(1).
تعريف للإيمان ، وانه قائم على ركائز ثلاث :
أولا : تحري الصدق في المواقف كافة ، لما يمتلكه من مقومات السلامة ، ويوفره من معطيات عديدة تؤمن للإنسان المتورط فرص النجاة ، بما يدلنا على ان الكذب مهما تمثلناه فلا نراه شفافا ، بل هو قاتم قابض للنفس ، يعقبه خجل وندم وتجريم وغيرها من إدانات تكون ولا تزول.
وثانيا : التزام المطابقة بين القول والفعل ، وعدم التخلف عن ذلك ، وإلا كان الإنسان منظرا مع عدم الحاجة العامة لأمثاله ، او كان ثرثارا وهم غير قليل ، فهو في الاحوال كلها لا يسلم من النقد ، بخلاف ما لو التزم اجراء الموازنة بين الحديث والعمل ، فسيرجى منه ان ينهض بواقع محيطه ، ويؤثر بما يرفع او قلل من معاناة الناس بقدر تعلق الامر به ، فيكون مفيدا على مستوى النفع العام.
وثالثا : الأمانة في تأدية ما لغيره ، وخاصة كلامه ، لما ينبئ عنه من مستوى إدراكي للناقل والمنقول عنه ، مضافا إلى ما تمثله مهمة النقل من اختبار للقدرة الادائية التي يفشل فيها غير واحد ، بما يكشف عن عدم الورع ، واللامبالاة بحقوق الغير، وهو امر انعكاسي على مستوى الفرد والمجتمع ، وله تردداته السلبية ، حيث يظهر عدم تفعليه للتقوى في هذا الشأن الحياتي ذي الصلة العامة ، وهو ما يقلل من فرص الاعتماد عليه ، ليفتقد بعض ارصدته المهمة ، فيعود خاويا لا يقدر على التعويض بجوانب اخرى.
فالدعوة إلى تجسيد الحالة الاعتقادية عمليا ، وتنفيذ المطلوب على مستوى التشريعات كافة من مقاطعة الكذب ولو بأدنى درجاته ، ومن الجدية في تفعيل ما يطالب به ، فإنه لو كان صالحا فهو اولى من طبق ذلك ، وإلا فليكف تلقائيا ، ومن مراعاة حقوق الاخرين في المواقع كافة ، وعدم الاقتصار على حال الحضور الجسدي ، بل كان الالتزام الاخلاق بتعدي ذلك فيحفظه في مغيبه ايضا .
وان تطبيق هذه الحكمة لكفيل بنشوء مجتمع كفوء بالانطلاق نحو المكارم والمعالي ، بعيدا عما يطلقه البعض من شعارات جرداء، كما ان مفهوم هذه الدعوة المباركة ان عدم الانسجام معها يؤدي إلى فشل التجربة الإنسانية في تصحيح المسار وتقليص مساحة الاخطاء التي ترتكب باسم الانسانية – احيانا - ، لنجده (عليه السلام) يبين ان من القضايا ما يلزمنا العمل على تجذيرها اجتماعيا بالوسائل الممكنة كافة ، وعدم الاكتفاء بإعلان التضامن والتناغم النفسي المجرد ، فكان منه (عليه السلام) سلب صفة الايمان بمفهومه الصحيح عمن لم بهذا الجو الايماني الانساني ، ليؤكد على مواطنته الصالحة ، وعضويته المثمرة في اسرة مجتمعه الكبيرة.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) تؤثر : تقدم ، فضل : زيادة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|