أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2019
1448
التاريخ: 7-6-2021
2973
التاريخ: 15-11-2016
2925
التاريخ: 19-5-2021
2047
|
معركة مرج الصُّفَّر ومعركة فِحل
قاد خالد بن سعيد والمرقال ، معركة أجنادين ، ومَرْجَ الصُّفَّر ، وفِحل ونهضا بثقل معاركها ، وحققا النصر للمسلمين ، وكذا في محاصرة دمشق !
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق : 16 / 66 : « فلما نظر إليهم خالد ( في مرج الصُّفَّر ) عبَّأ لهم كتعبئة يوم أجنادين ، فجعل على ميمنته معاذ بن جبل ، وعلى ميسرته هاشم بن عتبة ، وعلى الخيل سعيد بن زيد بن نفيل ( خالد بن سعيد ) وترك أبا عبيدة في الرجال ، وزحف إليهم فذهب خالد فوقف في أول الصف يريد أن يحرض الناس ثم نظر إلى الصف من أوله إلى آخره ، فحملت لهم خيل على خالد بن سعيد بن زيد ، وكان واقفاً في جماعة من المسلمين في ميمنة الناس يحرض الناس ويدعو الله عز وجل ، ثم ينقض عليهم ، فحملت طائفة منهم عليه فنازلهم فقاتلهم قتالاً شديداً حتى قتل » ثم قال ابن عساكر : كذا في الكتاب ابن سعيد بن زيد وإنما هو خالد بن سعيد بن العاص » . انتهى .
وسعيد بن زيد بن نفيل هو ابن عم عمر ، ولم يشارك في شئ من المعارك !
وقال ابن سعد في الطبقات : 4 / 98 : « حدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال : شهد خالد بن سعيد فتح أجنادين وفحل ومرج الصُّفَّر » .
وفي فتوح البلاذري : 1 / 135 : « ثم كانت وقعة أجنادين . . ثم إن الله هزم أعداءه ومزقهم كل ممزق وقتل منهم خلق كثير . واستشهد يومئذ عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم ، وعمرو بن سعيد بن العاص بن أمية ، وأخوه أبان بن سعيد وذلك الثبت ، ويقال بل توفى أبان في سنة تسع وعشرين . وطُلَيْب بن عمير بن وهب بن عبد بن قصي ، بارزه علج فضربه ضربة أبانت يده اليمنى فسقط سيفه مع كفه ، ثم غشيه الروم فقتلوه . وأمه أروى بنت عبد المطلب عمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان يكنى أبا عدى . وسلمة بن هشام بن المغيرة ، ويقال إنه قتل بمرج الصُّفَّر . وعكرمة بن أبي جهل بن هشام المخزومي . وهبَّار بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي ، ويقال بل قتل يوم مؤتة . ونعيم بن عبد الله النحام العدوي ، ويقال قتل يوم اليرموك . وهشام بن العاص بن وائل السهمي ، ويقال قتل يوم اليرموك . وعمر بن الطفيل بن عمرو الدوسي ، ويقال قتل يوم اليرموك . وجندب بن عمرو الدوسي . وسعيد بن الحارث . والحارث بن الحارث . والحجاج بن الحارث بن قيس بن عدي السهمي . . وقتل سعيد بن الحارث بن قيس يوم اليرموك ، وقتل تميم بن الحارث يوم أجنادين ، وقتل عبيد الله بن عبد الأسد أخوه يوم اليرموك . قال : وقتل الحارث بن هشام بن المغيرة يوم أجنادين . قالوا : ولما انتهى خبر هذه الوقعة إلى هرقل ، نَخَبَ ( صار خالياً ) قلبه ، وسقط في يده وملئ رعباً ، فهرب من حمص إلى أنطاكية » .
خالد بن سعيد القائد العام للمعركة
وارتضى الجميع خالد بن سعيد بن العاص قائداً عاماً لمعركة مرج الصُّفَّر ، ففي تاريخ خليفة / 120 : « قال ابن إسحاق : في هذه السنة وقعة مرج الصُّفَّر يوم الخميس لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة ، والأمير خالد بن سعيد . وحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال : استشهد يوم مرج الصُّفَّر خالد بن سعيد بن العاص » .
وقال الذهبي في تاريخه عن معركة مرج الصُّفَّر : 3 / 84 : « والأمير خالد بن سعيد . . وعلى المشركين يومئذ قلقط ، وقتل من المشركين مقتلة عظيمة ، وانهزموا » .
وقال الذهبي في العبر : 1 / 17 : « وكانت وقعة هائلة استشهد فيها جماعة » .
وقال البلاذري : 1 / 141 : « ثم اجتمعت الروم جمعاً عظيماً ، وأمدهم هرقل بمدد . فلقيهم المسلمون بمرج الصُّفَّر وهم متوجهون إلى دمشق ، وذلك لهلال المحرم سنة أربع عشرة ، فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى جرت الدماء في الماء وطحنت بها الطاحونة ، وجرح من المسلمين زهاء أربعة آلاف . ثم ولى الكفرة منهزمين مفلولين لا يلوون على شئ » .
أقول : كانت مرج الصُّفَّر امتداداً لمعركة أجنادين وهي موضع بين دمشق والجولان ، وكان عدد الروم فيها شبيهاً بعددهم في أجنادين . وقد تنازل القادة الأربعة ابن الجراح وابن أبي سفيان وابن العاص وشرحبيل ، عن قيادتهم للمعركة وسلموا القيادة لخالد بن سعيد ، وهذا يدل على أنهم رأوا منه في أجنادين من صحة الرأي والبطولة ، ما جعلهم يسلمون له القيادة في المعركة التالية ، التي كانت بعدها بنحو عشرين يوماً .
وروى ابن عساكر: 16 / 66: «عن سهل بن سعد الأنصاري قال: كانت وقعة أجنادين وقعة عظيمة. كانت بالشام وكانت في سنة ثلاث عشرة في جمادى الأولى ، فذكر بعض أمرها ، ثم ذكر إغاثة الروم لأهل دمشق حين حصارها ، قال : فتركوا مرج الصُّفَّر فصمد المسلمون صَمْدهم ، وخرج إليهم أهل القوة من أهل دمشق ، وصحبهم ناس كثير من أهل حمص فالقوم نحو من خمسة عشر ألفاً فلما نظر إليهم خالد عبأ لهم كتعبئة يوم أجنادين ، فجعل على ميمنته معاذ بن جبل وعلى ميسرته هاشم بن عتبة ، وعلى الخيل سعيد بن زيد بن نفيل ، وترك أبا عبيدة في الرجال ، وزحف إليهم فذهب خالد فوقف في أول الصف يريد أن يحرض الناس ، ثم نظر إلى الصف من أوله إلى آخره ، فحملت لهم خيل على خالد بن سعيد بن زيد وكان واقفاً في جماعة من المسلمين في ميمنة الناس يحرض الناس ويدعو الله عز وجل ثم ينقض عليهم ، فحملت طائفة منهم عليه فنازلهم فقاتلهم قتالاً شديداً حتى قتل . كذا في الكتاب: ابن سعيد بن زيد، وإنما هو خالد بن سعيد بن العاص » .
أقول : صحح ابن عساكر اسم قائد الخيل في المعركة إلى خالد بن سعيد بن العاص . وقد جعله الراوي ابن سعيد بن زيد بن نفيل ، وهو ابن عم عمر بن الخطاب ، وهو صاحب حديث العشرة المبشرة في الجنة ، الذي كذبه علي ( عليه السلام ) ، وروي أنه « شهد اليرموك وحصار دمشق » . ( تاريخ دمشق : 21 / 62 ) ولم يُروَ أنه شهد أجنادين . ولا أنه كان عسكرياً من قادة الفتح أو فرسانه . وسبب وضع اسمه بدل اسم خالد ، ما يأتي من أمر خالد مع عمر .
وروى في الوافي : 13 / 153 ، أن خالد بن سعيد ( رحمه الله ) : « قال وهو يقاتل أعلاج الروم :
[ ابتداء شعر ]
هل فارسٌ كرهَ النِّزالَ يُعيرُني *** رمحاً إذا نزلوا بمرج الصُّفَّر » .
[ انتهاء شعر ]
كما وصفوا بطولة أخيه عمرو في هذه المعركة، فقال في فتوح بن الأعثم : 1 / 152 : « تقدم عمرو بن سعيد وكان من أفاضل الناس وفرسان المسلمين ، حتى وقف بين الجمعين ثم رفع صوته وقرأ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ . وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .
يا أيها الناس اطلبوا الجنة فإنها نعم المأوى ونعم القرار ولنعم دار الأبرار ، ولمن هي يا قوم ؟ هي والله لمن شرى نفسه وقاتل في سبيل الله !
ثم نادى بأعلى صوته : إليَّ إليَّ يا أهيل الإسلام ، فأنا عمرو بن سعيد ! ثم حمل هذا عمرو على الروم فقاتل قتالاً حسناً ، ثم رجع إلى المسلمين وقد أصابته ضربة على حاجبه الأيمن والدم يسيل من الضربة حتى ملأت عينه ، فلم يستطع أن يفتح جفن عينه من الدم ، فقال عبد الله بن قرط الثمالي : أبشر يا ابن أبي أحيحة ! فإن الله معافيك من هذه الضربة وموجب لك بها الجنة ، ومنزل نصره عليك وعلى المسلمين إن شاء الله . قال : فقال عمرو بن سعيد : أما النصر على الإسلام وأهله فقد أنزله الله تبارك وتعالى إن شاء الله . وأما أنا فجعل الله هذه الضربة شهادة وأهدى إليَّ مثلها أخرى ، فوالله إن هذه الضربة أحب إلي من مثل جبل أبي قبيس ذهباً أحمر ! قال : ثم حمل عمرو بن سعيد هذا ، فلم يزل يقاتل حتى قتل رحمة الله عليه » .
تتم فتح دمشق ومدن بلاد الشام بدون قتال
ثم كان فتح الشام بعد محاصرة المسلمين لها ويأس أهلها من نصرة هرقل وقد اخترع الرواة معارك في فتح المدينة ، وادعوا بطولات لخالد بن الوليد وعمرو العاص وغيرهم ، مع أنه كان مجرد حصار ، ولم تقع أي معركة . وكان حراس السور قلة ، وأكثرهم من غير الروم ، ولم يرو أن مسلماً أصيب بسهم !
قال البلاذري في فتوح البلدان : 1 / 144 : « لما فرغ المسلمون من قتال من اجتمع لهم بالمرج أقاموا خمس عشرة ليلة ، ثم رجعوا إلى مدينة دمشق لأربع عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة أربع عشرة ، فأخذوا الغوطة وكنائسها عنوة ، وتحصن أهل المدينة وأغلقوا بابها ، فنزل خالد بن الوليد على الباب الشرقي في زهاء خمسة آلاف ضمهم إليه أبو عبيدة .
وقوم يقولون إن خالداً كان أميراً ، وإنما أتاه عزله وهم محاصرون دمشق ، وسمى الدير الذي نزل عنده خالد دير خالد ، ونزل عمرو بن العاص على باب توما ، ونزل شرحبيل على باب الفراديس ، ونزل أبو عبيدة على باب الجابية ، ونزل يزيد بن أبي سفيان على الباب الصغير إلى الباب الذي يعرف بكيسان ، وجعل أبو الدرداء عويمر بن عامر الخزرجي على مسلحة ببرزة .
وكان الأسقف الذي أقام لخالد النزل في بدأته ، ربما وقف على السور فدعى له خالد فإذا أتى سلم عليه وحادثه ، فقال له ذات يوم : يا أبا سليمان ! إن أمركم مُقْبِلٌ ولي عليك عِدَة ، فصالحني عن هذه المدينة ، فدعا خالد بدواة وقرطاس فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها : أعطاهم أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم لا يهدم ولا يسكن شئ من دورهم . لهم بذلك عهد الله وذمة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) والخلفاء والمؤمنين لا يعرض لهم إلا بخير إذا أعطوا الجزية .
ثم إن بعض أصحاب الأسقف أتى خالداً في ليلة من الليالي فأعلمه أنها ليلة عيد لأهل المدينة وأنهم في شغل ، وأن الباب الشرقي قد ردم بالحجارة وترك وأشار عليه أن يلتمس سلماً ، فأتاه قوم من أهل الدير الذي عند عسكره بسلمين فرقى جماعة من المسلمين عليهما إلى أعلى السور ، ونزلوا إلى الباب وليس عليه إلا رجل أو رجلان ، فتعاونوا عليه وفتحوه ، وذلك عند طلوع الشمس . وقد كان أبو عبيدة بن الجراح عانى فتح باب الجابية وأصعد جماعة من المسلمين على حائطه، فأنصب مقاتلة الروم إلى ناحيته فقاتلوا المسلمين قتالاً شديداً ، ثم إنهم ولوا مدبرين .
وفتح أبو عبيدة والمسلمون معه باب الجابية عنوةً ودخلوا منه ، فالتقى أبو عبيدة وخالد بن الوليد بالمقسلاط ، وهو موضع النحاسين بدمشق ، وهو البريص . . وقد روى أن الروم أخرجوا ميتاً لهم من باب الجابية ليلاً وقد أحاط بجنازته خلق من شجعانهم وكماتهم ، وانصبَّ سائرهم إلى الباب فوقفوا عليه ليمنعوا المسلمين من فتحه ودخوله إلى رجوع أصحابهم من دفن الميت ، وطمعوا في غفلة المسلمين عنهم . وإن المسلمين بدروا بهم فقاتلوهم على الباب أشد قتال وأبرحه حتى فتحوه في وقت طلوع الشمس .
فلما رأى الأسقف أن أبا عبيدة قد قارب دخول المدينة ، بدر إلى خالد فصالحه وفتح له الباب الشرقي ، فدخل والأسقف معه ناشراً كتابه الذي كتبه له . قال بعض المسلمين : والله ما خالد بأمير فكيف يجوز صلحه ؟ فقال أبو عبيدة : إنه يجيز على المسلمين أدناهم وأجاز صلحه وأمضاه ولم يلتفت إلى ما فتح عنوة ، فصارت دمشق صلحاً كلها . وكتب أبو عبيدة بذلك إلى عمر وأنفذه ، وفتحت أبواب المدينة فالتقى القوم جميعاً . . .
وزعم الهيثم بن عدي أن أهل دمشق صولحوا على أنصاف منازلهم وكنائسهم . وقال محمد بن سعد : قال أبو عبد الله الواقدي : قرأت كتاب خالد بن الوليد لأهل دمشق ، فلم أر فيه أنصاف المنازل والكنائس . وقد روى ذلك ولا أدرى من أين جاء به من رواه ! ولكن دمشق لما فتحت لحق بشر كثير من أهلها بهرقل وهو بأنطاكية ، فكثرت فضول منازلها فنزلها المسلمون . . .
قال الواقدي : وكان فتح مدينة دمشق في رجب سنة أربع عشرة ، وتاريخ كتاب خالد بصلحها في شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة . وذلك أن خالداً كتب الكتاب بغير تاريخ ، فلما اجتمع المسلمون للنهوض إلى من تجمع لهم باليرموك أتى الأسقف خالداً فسأله أن يجدد له كتاباً ويُشهد عليه أبا عبيدة والمسلمين ففعل ، وأثبت في الكتاب شهادة أبي عبيدة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، وغيرهم ، فأرخه بالوقت الذي جدده » .
أقول : بعد معركة مرج الصفر توجهت جيوش المسلمين لحصار دمشق ، وذكر الرواة أن قائد الخيل كان خالد بن سعيد ، لكن لم تقع معركة فلم يكن في الشام وحولها أي جيش للروم ! فحاصروها حتى استجاب أهلها للصلح .
وينبغي التنبيه هنا : إلى أن حكم المدن والأراضي المفتوحة صلحاً أنه يجب التقيد فيها بما نص عليه عهد الصلح ، وهو ضريبة سنوية لحماية السكان بمبلغ دينار ذهبي أو دينارين لكل بالغ ، عدا الصغار والنساء والشيوخ ، ولا يجوز للوالي أن يخالف أحكام عهد الصلح .
لكن الولاة ورواتهم كانوا حاولوا إثبات أن فتح هذه المنطقة أو تلك ، كان عُنْوَةً أي بالقوة والحرب ، لأن ذلك يجوِّز لهم فرض الجزية كما يهوون !
فصار ادعاؤهم مع حب الافتخار سبباً لاختراع المعارك ونسبة البطولة إلى زيد أو عمرو ، من أجل ظلم الشعوب التي كانت ترزح تحت ظلم الفرس والروم ، وبادرت لاستقبال المسلمين وعقدت معهم عهود الصلح .
واليك نموذجاً من روايات المبالغة التي يريد صاحبها إثبات فضيلة لخالد ، وأنه فتح دمشق عنوة ، بذكائه وجرأته !
قال في تاريخ دمشق : 2 / 129 ، ونحوه الطبري : 2 / 625 : « فحاصروا أهل دمشق نحواً من سبعين ليلة حصاراً شديداً وقاتلوهم قتالاً شديداً ، بالزحوف والترامي والمجانيق ، وهم معتصمون بالمدينة يرجون الغياث وهرقل منهم قريب وقد استمدوه ، وذو الكلاع بين المسلمين وبين حمص في جبل على رأس ليلة من دمشق ، كأنه يريد حمص وجاءت خيول هرقل مغيثة لأهل دمشق ، فاشجتها ( اعترضتها ) الخيول التي مع ذي الكلاع وشغلتها عن الناس فأرزوا ونزلوا بإزائه وأهل دمشق على حالهم . فلما أيقن أهل دمشق أن الأمداد لا تصل إليهم فشلوا ووهنوا وأبلسوا ، وازداد المسلمون طمعاً فيهم .
وقد كانوا يرون أنها كالغارات قبل ذلك إذا هجم البرد قفل الناس ، فسقط النجم والقوم مقيمون ، فعند ذلك انقطع رجاؤهم وندموا على دخول دمشق .
وولد للبطريق الذي على أهل دمشق مولود ، فصنع عليه طعاماً فأكل القوم وشربوا وغفلوا عن مواقفهم ، ولا يشعر بذلك أحد من المسلمين ، إلا ما كان من خالد فإنه كان لا ينام ولا ينيم ولا يخفى عليه من أمورهم شئ ، عيونه ذاكية وهو معني بما يليه قد اتخذ كهيئة السلاليم وأوهاقاً ( خطاطيف ) فلما أمسى من ذلك اليوم نهد ومن معه من جنده الذين قدم بهم عليهم ، وتقدمهم وهو والقعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي وأمثاله من أصحابه ، في أول يومه وقال : إذا سمعتم تكبيرنا على السور فارقوا إلينا وانهدوا إلى الباب ، فلما انتهى إلى الباب الذي يليه هو وأصحابه المتقدمون رموا بالحبال الشرف ، وعلى ظهورهم القرب التي قطعوا بها خندقهم ، فلما ثبت لهم وهقان تسلق فيهما القعقاع ومذعور ، ثم لم يدعا أحبولة إلا أثبتاها والأوهاق بالشرف ، وكان المكان الذي اقتحموا منه أحصن مكان يحيط بدمشق أكثره ماء وأشده مدخلاً ، وتوافوا لذلك فلم يبق ممن قدم معه أحد إلا رقا أو دنا من الباب ، حتى إذا استووا على السور حدر عامة أصحابه وانحدر معهم ، وخلف من يحمي ذلك المكان لمن يرتقي وأمرهم بالتكبير ، فكبر الذين على رأس السور فنهد المسلمون إلى الباب ، ومال إلى الحبال بشر كثير فوثبوا فيها ، وانتهى خالد إلى أول من يليه فأتاهم ، وانحدر إلى الباب فقتل البوابين وثار أهل المدينة ، وفزع سائر الناس فأخذوا مواقفهم ولا يدرون ما الشأن ، وتشاغل أهل كل ناحية بما بينهم ، فقطع خالد بن الوليد ومن معه أغلاق ( أقفال ) الباب بالسيوف ، وفتحوا للمسلمين فأقبلوا عليهم من داخل حتى ما بقي مما يلي باب خالد مقاتل إلا أنيم ، وما شد خالد على من يليه وبلغ منهم الذي أراد عنوة أرز ( هرب ) من أفلت إلى أهل الأبواب التي تلي غيره ، وقد كان المسلمون دعوهم إلى المناظرة ( الهدنة ) فأبوا وأبعدوا ، فلم يفجأهم إلا وهو يتوقعون لهم بالصلح فأجابوهم وقبلوا منهم ، وفتحوا لهم الأبواب وقال : ادخلوا وتمنعونا من أهل ذلك الباب ، فدخل أهل كل باب بصلح مما يليهم ودخل خالد مما يليه عنوةً ، فالتقى خالد والقواد في وسطها ، هذا استعراضاً وانتهاباً وهؤلاء صلحاً وتسكيناً ، فأجروا ناحية خالد مجراهم ، وقالوا قد قروا إلينا ودخلوا معنا ، فأجاز لهم عمر ذلك ، فأجرى النصف الذي أخذ عنوة مجرى الصلح فصار صلحاً وكان صلح دمشق على المقاسمة الدينار والعقار والدينار على كل رأس واقتسموا الأسلاب » .
أقول : هذه الرواية تريد إثبات أن خالد بن الوليد دخل دمشق عنوةً ببطولته وجرأته ، ودخل غيره من القادة صلحاً ! وتريد تبرير نهب خالد وجماعته عندما دخلوا المدينة :
« فالتقى خالد والقواد في وسطها ، هذا استعراضاً وانتهاباً وهؤلاء صلحاً وتسكيناً » بأنه حلال له ولجنوده وكانوا ست مئة ! ثم زعمت أن عمر بن الخطاب أقر ذلك فصار حلالاً بدون شبهة !
ثم كذبت الرواية فقالت : « وكان صلح دمشق على المقاسمة الدينار والعقار والدينار على كل رأس » لتبرر نهب الفاتحين للعقارات مع الأموال ! مع أن الصلح كان فقط على ضريبة سنوية على كل بالغ كما صرح الواقدي فقال : « قرأت كتاب خالد بن الوليد لأهل دمشق ، فلم أر فيه أنصاف المنازل والكنائس ، وقد رويَ ذلك ولا أدرى من أين جاء به من رواه ! ولكن دمشق لما فتحت لحق بشر كثير من أهلها بهرقل وهو بأنطاكية ، فكثرت فضول منازلها ، فنزلها المسلمون » . ( البلاذري : 1 / 146 ) .
ومما ينقض قولهم إن خالداً فتح دمشق عنوةَ ، ما رواه الواقدي ( 2 / 295 ) قال : « ثم وصل إلى باب توما ومعه خمس مائة من السادات وأصحاب النجدة ، مثل الفضل بن العباس ، والفضل بن أبي لهب ، وزياد بن أبي سفيان بن الحرث وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، والمقداد بن الأسود ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن زيد ، ومسلم بن عقيل ، وأبي ذر الغفاري ، وعبادة بن الصامت ، وبحر بن مسلم ، وعقبة بن نافع ، والمغيرة بن شعبة ، والمسيب بن نجيبة الفزاري رضي الله عنهم . وعلت أصوات المسلمين بالتهليل والتكبير ، والقوم من أعلى الأسوار قد رطنوا بلغتهم وتصارخوا » . والرطن والتصارخ ليس مقاومة ؟ !
وقاد خالد بن سعيد معركة فحل أيضاً
ثم كانت معركة فِحل في فلسطين ، وقائدها خالد بن سعيد رضي الله عنه وتقع قيسارية على ساحل فلسطين بين حيفا ويافا ، ويقع بمحاذاتها إلى داخل فلسطين سهل بيسان ، وبمحاذاته إلى الداخل تقع فِحل ، وهي قريبة نسبياً من اليرموك ، الذي هو داخل سوريا ، وبعده باتجاه دمشق مرج الصفر ثم تأتي دمشق . فهذه المواقع متقاربة ، وهي وأجنادين ومؤتة حول القدس ، وكلها مواقع تجمع للجيش الذي يقصد فتح القدس أو الدفاع عنها .
ولذلك اتخذ الروم « فِحْل » نقطة تجمع جديدة ، بعد هزيمتهم في معركة مرج الصفر ، وفتح المسلمين لدمشق .
قال ابن الأعثم : 1 / 153 : « ومرت الروم على وجوهها عباديد ( متفرقين ) مشردين في البلاد ، فمنهم من صار إلى فِحل وهي مدينة مطلة على موضع من بلد الأردن يقال له الأهوية ( أي الأودية وهي الواقوصة التي يأتي ذكرها في اليرموك ) والماء يجري من تحتها ، فتحصنت الروم بفحل ، ومر الباقون على وجوههم مشردين فمنهم من صار إلى هرقل ملك الروم ، ومنهم من صار إلى حصون الشام فتحصنوا فيها ) .
وذكر بعض المؤرخين أن معركة فحل كانت قبل فتح دمشق ، وقال بعضهم إنها كانت بعد اليرموك .
والصحيح أن اليرموك كانت آخر معارك المسلمين مع الروم، وأن كل المعارك بعد اليرموك كانت مع حاميات محلية أو رومية، لمدن أو حصون .
وقد تقدمت شهادة المؤرخين أن قادة الجيوش الأربعة أعطوا قيادة معركة مرج الصُّفَّر إلى خالد بن سعيد رضي الله عنه، والسبب أنهم رأوا منه قيادته الناجحة في أجنادين، فهو خطيب بليغ عميق الإيمان والتأثير في الجيش، كما يظهر من وصيته لأبي بكر عندما ودعه في المدينة، وهو يتقدم الفرسان في المبارزة والحملة ولا يقف وراء الناس كأبي عبيدة وخالد وعمرو العاص!
والمرجح أن تعبئة المسلمين في معركة فحل كانت نفسها في معركة مرج الصُّفَّر الآنفة ، التي كان قائدها خالد بن سعيد ، وكان الاشتباك وثقل المعركة على جيش شرحبيل ، أما يزيد بن أبي سفيان وجيشه فتركوه في الشام ليحفظ ظهرهم ، ولأنه والي الشام من قبل عمر .
قال الطبري في تاريخ : 2 / 630 ، ونحوه تاريخ دمشق : 2 / 105 : « وساروا نحو فِحل ، وعلى الناس شرحبيل بن حسنة ، فبعث خالداً على المقدمة وأبا عبيدة وعمراً على مجنبتيه ، وعلى الخيل ضرار بن الأزور ، وعلى الرَّجْل عياض ، وكرهوا أن يصمدوا لهرقل وخلفهم ثمانون ألفاً ، وعلموا أن من بإزاء فحل جُنَّة الروم وإليهم ينظرون ، وأن الشام بعدهم سلم ، فلما انتهوا إلى أبى الأعور قدموه إلى طبرية فحاصرهم . ونزلوا على فحل من الأردن وقد كان أهل فحل حين نزل بهم أبو الأعور تركوه وأرزوا إلى بيسان ، فنزل شرحبيل بالناس فِحل والروم بيسان ، وبينهم وبين المسلمين تلك المياه والأوحال ، وكتبوا إلى عمر بالخبر وهم يحدثون أنفسهم بالمقام ولا يريدون أن يريموا فحل ، حتى يرجع جواب كتابهم من عند عمر ، ولا يستطيعون الإقدام على عدوهم في مكانهم ، لما دونهم من الأوحال . وكانت العرب تسمى تلك الغزوة فحل وذات الردغة وبيسان، وأصاب المسلمون من ريف الأردن أفضل مما فيه المشركون، مادتهم متواصلة، وخصبهم رغد، فاغترهم القوم وعلى القوم سقلار بن مخراق، ورجوا أن يكونوا على غرة، فأتوهم والمسلمون لا يأمنون مجيئهم فهم على حذر.
وكان شرحبيل لا يبيت ولا يصبح إلا على تعبية ، فلما هجموا على المسلمين غافصوهم (فاجؤوهم) فلم يناظروهم ، واقتتلوا بفحل كأشد قتال اقتتلوه قط ، ليلتهم ويومهم إلى الليل ، فأظلم الليل عليهم وقد حاروا ، فانهزموا وهم حيارى ، وقد أصيب رئيسهم سقلار بن مخراق ، والذي يليه فيهم نسطورس ، وظفر المسلمون أحسن ظفر وأهنأه ، وركبوهم وهم يرون أنهم على قَصْدٍ وجَدَد ( أرض يابسة ) فوجدوهم حيارى لا يعرفون مأخذهم ، فأسلمتهم هزيمتهم وحيرتهم إلى الوحل فركبوه ، ولحق أوائل المسلمين بهم وقد وَحَّلُوا فركبوهم وما يمنعون يَدَ لامس ، فوخزوهم بالرماح فكانت الهزيمة في فحل ، وكان مقتلهم في الرداغ فأصيب الثمانون ألفاً لم يفلت منهم إلا الشريد ، وكان الله يصنع للمسلمين وهم كارهون كرهوا البثوق فكانت عوناً لهم على عدوهم ، وأناة من الله ليزدادوا بصيرة وجداً . واقتسموا ما أفاء الله عليهم . وانصرف أبو عبيدة بخالد من فحل إلى حمص ، وصرفوا سمير بن كعب معهم ومضوا بذي الكلاع ومن معه وخلفوا شرحبيل ومن معه » . والردغة والرزغة : الأرض الموحلة .
قال الطبري : 2 / 626 : « فلما رأت الروم أن الجنود تريدهم ، بثقوا المياه حول فحل فاردغت الأرض ثم وحلت ، واغتم المسلمون من ذلك فحبسوا عن المسلمين بها ثمانين ألف فارس ، وكان أول محصور بالشام أهل فحل » .
وقال الطبري : 2 / 623 : « فلما نزلت الروم بيسان بثقوا أنهارها ، وهى أرض سبخة فكانت وحلاً ، ونزلوا فحل وبيسان بين فلسطين وبين الأردن ، فلما غشيها المسلمون ولم يعلموا بما صنعت الروم وحلت خيولهم ولقوا فيها عناء ، ثم سلمهم الله وسميت بيسان ذات الردغة ( الوحلة ) لما لقى المسلمون فيها ، ثم نهضوا إلى الروم وهم بفحل فاقتتلوا فهزمت الروم » .
أقول : الأرض الردغة : هي التي أشبعت ماء ، ثم تصير موحلة . وقد فتح الروم المياه على بيسان قرب فِحل ، ليمنعوا المسلمين من الوصول إليهم ، فكانت عوناً للمسلمين على الروم حيث انهزموا باتجاهها وتوحلوا فيها !
كما أن قول الرواة « وساروا نحو فِحل وعلى الناس شرحبيل بن حسنة ) يؤكد ما ذكرنا من أن عمدة اشتباك المسلمين مع الروم كانت مع جيش شرحبيل ، وأن قيادة المعركة كانت لخالد بن سعيد وهاشم المرقال ، لأنهما القائدان البارزان مع شرحبيل ، وعمدة جيشه ، فهما اللذان حققا النصر .
انسحب هرقل من حمص إلى أنطاكية
بعد هزيمته في مرج الصُّفَّر ، انسحب هرقل من حمص فاحتلها المسلمون ، وذهب هرقل إلى أنطاكية ، واتخذها قاعدة لقيادة معركة فِحل واليرموك ، ثم يئس من النصر فودع سوريا !
أما المسلمون فبعد انتصارهم في معركة فِحل ، قصدوا حمص ففتحوها صلحاً وفتحوا بقية مدن سوريا وبعلبك ، ومدن ساحل لبنان ، بدون مقاومة تذكر .
قال البلاذري في فتوح البلدان : 1 / 137 : « وكان سبب هذه الوقعة ( فِحل ) أن هرقل لما صار إلى أنطاكية استنفر الروم وأهل الجزيرة ، وبعث رجلاً من خاصته وثقاته في نفسه ، فلقوا المسلمين بفحل من الأردن ، فقاتلوهم أشد قتال وأبرحه ، حتى أظهرهم الله عليهم ، وقتل بطريقهم وزهاء عشرة آلاف معه ، وتفرق الباقون في مدن الشام ، ولحق بعضهم بهرقل . وتحصن أهل فحل فحصرهم المسلمون حتى سألوا الأمان على أداء الجزية عن رؤوسهم والخراج عن أرضهم ، فأمنوهم على أنفسهم وأموالهم ، وأن لا تهدم حيطانهم . وتولى عقد ذلك أبو عبيدة بن الجراح ، ويقال : تولاه شرحبيل بن حسنة » .
وفي نهاية الإرب : 19 / 160 : « لما قصد أبو عبيدة حمص من فحل ، أرسل شرحبيل ومن معه إلى بيسان ، فقاتلوا أهلها وقتلوا منها خلقاً كثيراً ، ثم صالحهم من بقي على صلح دمشق ، وكان أبو عبيدة قد بعث بالأعور إلى طبريّة فصالحه أهلها على صلح دمشق أيضاً ، وأن يشاطروا المسلمين المنازل ، فنزلها الناس . وكتبوا بالفتح إلى عمر بن الخطاب » .
وقال البلاذري : 1 / 156 : « وحدثني أبو حفص الدمشقي ، عن سعيد بن عبد العزيز قال : لما افتتح أبو عبيدة بن الجراح دمشق ، استخلف يزيد بن أبي سفيان على دمشق ، وعمرو بن العاص على فلسطين ، وشرحبيل على الأردن .
وأتى حمص فصالح أهلها على نحو صلح بعلبك . ثم خلف بحمص عبادة بن الصامت الأنصاري ، ومضى نحو حماة ، فتلقاه أهلها مذعنين ، فصالحهم على الجزية في رؤوسهم والخراج في أرضهم . فمضى شيزر فخرجوا يكفرون ، ومعهم المقلسون ، ورضوا بمثل ما رضى به أهل حماة . وبلغت خيله الزراعة والقسطل، ومر أبو عبيدة بمعرة حمص، وهي التي تنسب إلى النعمان بن بشير، فخرجوا يقلسون بين يديه. ثم أتى فامية ففعل أهلها مثل ذلك، وأذعنوا بالجزية والخراج واستتم أمر حمص، فكانت حمص وقنسرين شيئا واحداً » .
أقول : لاحظ أن أهل المدن السورية استقبلوا أبا عبيدة والفاتحين المسلمين بالتكفير أي بوضع اليدين على الصدر أو البطن ، كما يفعل بعض المسلمين في الصلاة . وبالتقليس وهو نوع من العراضة الدينية تقوم بها مجموعة قساوسة وطلبة علم مسيحيين . فصالحهم أبو عبيدة على صلح أهل الشام ، أي على ضريبة سنوية على كل بالغ ، عدا النساء والأطفال والشيوخ ، وعلى احترام ملكياتهم وعدم التعدي عليها .
وزعم بعض الرواة أنهم صالحوهم على نصف ملكيتهم ، ولا أساس له .
وقال اليعقوبي : 2 / 141 : « فحصروا أهل حمص حصاراً شديداً ، ثم طلبوا الصلح فصالحهم عن جميع بلادهم على أن عليهم خراجاً مائة وسبعين ألف دينار ، ثم دخل المسلمون المدينة ، وبث أبو عبيدة عماله في نواحي حمص . ثم أتاه خبر ما جمع طاغية الروم من الجموع في جميع البلدان ، وبعثه إليهم من لا قبل لهم به ، فرجع إلى دمشق » .
هذا ، وقد روى الواقدي ( 1 / 160 ) أنه وقعت معركة في فتح حمص ، قال : « حدثني سنان بن راشد اليربوعي قال : حدثنا سملة بن جريج قال : حدثنا النجار وكان ممن يعرف فتوح الشام قال : لما صالحنا أهل حمص بعد قتل هربيس خرج أهل حمص ودفنوا قتلاهم ، فافتقدنا القتلى الذين استشهدوا من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فوجدنا من استشهد من المسلمين مائتين وخمسة وثلاثين فارساً كلهم من حمير وهمدان ، إلا ثلاثين رجلاً من أهل مكة ، وهم عكرمة بن أبي جهل ، وصابر بن جرئ ، والريس بن عقيل ، ومروان بن عامر ، والمنهال بن عامر السلمي ابن عم العباس ، وجمح بن قادم ، وجابر بن خويلد الربعي ، فهؤلاء من المسلمين الذين استشهدوا يوم حمص ، والباقون من اليمن وهمدان ومن أخلاط الناس » .
لكن هذا من مبالغات الرواة ، وكذلك ما ادعوه من وقوع معارك في فتح الشام مع البطرقين توما وهربيس ، والألوف المؤلفة من جنودهما !
ولا يمكن قبول أيٍّ من هذه الروايات لوجود النصوص على أن أهل دمشق وحمص وغيرهما طلبوا الصلح ولم يقاتلوا . أما الشهداء الذين ذكروهم في فتح حمص والشام فقد استشهدوا في أجنادين ، ومرج الصفر ، وفحل ، واليرموك !
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|