المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

نسب عمر بن الخطاب
16-11-2016
شعبة بن الحجاج
14-11-2014
سيرورة تكوين التربة(Soil formation as a complex process)
2024-01-08
LOOK FOR THE SIMILARITY IN CONCLUSIONS
2024-09-15
تطور نظرية الاحتراق والتنفس عند بيرو (القرن 3 ق.م.)
2023-05-20
المبادئ الأساسية للتخطيط – الإلزام
2023-03-14


الأب الناقد والابن الجائع  
  
2689   11:27 صباحاً   التاريخ: 22-3-2021
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص162-164
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-03 190
التاريخ: 11-4-2017 2100
التاريخ: 20-11-2018 1803
التاريخ: 2024-06-06 822

من المؤسف أن العديد من الآباء المحبين لا يتعلمون أبداً كيف يعبرون عن الحب بطرق يمكن لأبنائهم أن يسمعوها ويشعروا بها. فكروا في السيناريو التالي: كان بول في السادسة من عمره عندما وقع الطلاق بين أمه وأبيه. كان بول على علاقة وثيقة وحنونة بأمه لكنه يعشق أباه أيضاً فقد اعتادا أن يمضيا ساعات في الحديقة يحفران وأن يشاهدا كرة السلة ويلعبا البيسبول معاً. حرص والدا بول على أن يقللا من تأثير طلاقهما على ابنهما الى اقصى حد فراح الابن يمضي وقتا متساويا مع كليهما فيما حرص الاب على ان يشارك في النشاطات الكشفية وعلى ان يحضر كافة مباريات القدم والبيسبول التي يشارك فيها ابنه.

إلا أن الأمور أخذت تتغير مع مرور الوقت ، فقد تزوج والد بول من امرأة ثانية وجدت حضور الابن مزعجاً. ولم يعد الاب يظهر غالبا في مباريات بول وفي برامج المدرسة. كان بول تلميذا متفوقا ورياضيا جاداً لكن والده بدأ يجد نقصاً في انجازاته. ومهما حاول جاهداً ، بدا أن أباه يظن انه يستطيع ان يحقق نتيجة افضل. اصبح الوالد متطلبا ويكثر من انتقاد ابنه حتى ان زوجته لاحظت ذلك وطلبت منه ((أن يخفف من ضغطه على بول)) .

• معلومة ضرورية

مع وصول الصبيان الى مرحلة المراهقة ، قد تدفعهم نزعتهم الفطرية الى التفرد والى ان يصبحوا أشخاصا مستقلين ، نحو التنافس والتشاجر مع ابائهم . ويأتي رد فعل الاباء غالبا على شكل محاولات للسيطرة على اراء ابنائهم وافعالهم ما يفضي الى صراع. تذكر فيما ابنك يكبر ان مهمته تقضي بأن يصبح هو نفسه وانه يحتاج الى دعمك وتفهمك.

ومع وصوله الى مرحلة الدراسة الثانوية ، بدأ بول يتحاشى تمضية الوقت في منزل ابيه ، مفضلاً ألا يبيت هناك أبداً . أخبر بمرح أمه القلقة أن الأمر لا يزعجه لكن بعد أبيه وعدم رضاه فطرا قلبه في السرّ. بقيت نتائج بول المدرسية جيدة ولم يقع يوما في المشاكل وأقام علاقات صداقة قوية مع شبان جيدين ، حتى أنه أقنع نفسه بأن انتقاد أبيه المتكرر هو علامة حب إلا أن ثمة فراغ استقر في قلب بول . ففي أعماقه ، بقي يتوق الى ان يفخر والده به.

يحتمل ان يكون بول محقا .... فوالده يحبه بالتأكيد . لكن الاباء لا يعرفون دوما كيف يتواصلون مع ابنائهم او يقيمون روابط معهم . وكما يورد الدكتور دان كيندلون والدكتور ميشال تومسون في كتابهما raising Cain  : ((...يجدون صعوبة في التفكير بلغة ((الحب)) او في التعبير عن الحب الذي يحملونه في قلوبهم لأبنائهم . بدلا من ذلك ، يميلون الى العودة الى ما تعلموا ان يفعلوه مع الرجال الاخرين ... اي التنافس والسيطرة والانتقاد)) .

في احدى الدراسات ، سئل مدراء من الذكور عن الشيء الذي يودون لو يغيرونه في علاقاتهم بآبائهم في مرحلة الطفولة ، فأجاب معظم هؤلاء الرجال الناجحين انهم يتمنون لو ربطتهم علاقة أوثق بآبائهم ولو أن آباءهم عبروا عن مزيد من الدفء والعاطفة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.